نواب وسياسيون يطالبون بتطبيق القانون بدلاً من جلسات الصلح
استنكار وصف ضحايا نجع حمادي بشهداء عصر الرومان
كتب: هاني دانيال - خاص الأقباط متحدون
دعا نيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة إلى ضرورة دراسة أسباب الحوادث الطائفية وعلاجها من جذورها، وعدم اتباع الأسلوب المعتاد في علاج النتائج، حتى لا تتكرر المأساة مرة آخرى، مشيرًا إلى ضرورة نشر الحب بين كل المصريين، لأن الحب يعمل على معالجة غالبية قضايا المجتمع.
دعا نيافته إلى تدريس مادة عن المواطنة في مناهج التعليم، واعتبار عام 2010 عامًا للمواطنة، وأن يتم اتخاذ خطوات فعلية لتوكيد المواطنة عمليًا.
من جانبه، ربط محمد فريد خميس رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشورى، بين حادث نجع حمادي وبين حادث رفح، من حيث إطلاق نار على جندي مصر على الحدود المصرية، مشيرًا إلى أن مصر تتعرض لمخاطر عديدة تؤثر على أمنها القومي، بهدف تقزيم دورها الإقليمي، ويساعد على ذلك انتشار الفكر الوهابي، والنفوذ الإيرانى في الشرق الأوسط.
دعا خميس إلى فتح كل الملفات الشائكة على المائدة الوطنية، وإقرار قانون دورة العبادة الموحد، والاستماع بشجاعة لمطالب الأقباط وحلها، بدلاً من إهدار الوقت في تقبيل اللحى وتهدئة النفوس عبر الكلمات المعسولة والمسكنات التي لم تعد تجدي في الفترة الراهنة، مُحذرًا من تكرار ما حدث في نجع حمادي في مناطق أخرى ما لم يتم علاج حادث نجع حمادي بشكل حازم.
واعتبرت ابتسام حبيب عضو مجلس الشعب بأن ضحايا حادث نجع حمادي شهداء لأنهم قتلوا ليلة العيد، وهم سيحصلون على نفس المكانة التي حصل عليها الشهداء أيام العصر الروماني، كذلك الجندي المصري الذي استشهد في الحادث يُعتبر شهيدًا لأنه قتل وهو أثناء تنفيذ واجبه، مطالبة بحلول عملية لعلاج أسباب التوتر الطائفي.
واختلف معها الشيخ محود عاشور وكيل الأزهر الشريف الأسبق في قولها بأن شهداء نجع حمادي مثل شهداء الأقباط في العصر الروماني، على اعتبار أن العصر الروماني كان اضطهادًا مُنظمًا ضد المسيحيين، بينما في العصر الراهن من قاموا بجريمة نجع حمادي هم فئة ضالة لا تمت للإسلام بصلة، ولا تعرف صحيح الدين، مشيرًا إلى ضرورة قيام الوزارت المعنية بالقيام بدورها لعلاج التوتر الطائفي.
ونوَّه الشيخ عاشور إلى أنه في الفترة الأخيرة تلقى بعض الأسئلة من بعض المسلمين بشأن مشاركة الأقباط في احتفالاتهم، خاصة وأن هناك بعض الفضائيات تقوم بتحريم مشاركة المسلمين لأعياد المسيحيين، إلا أنه أوضح لهم أهمية المشاركة، بل إن هذه المشاركة واجبة، لأن المسيحيين شركاء في الوطن، وتبادل التهاني بالأعياد من الأمور المهمة.
من جانبه، كشف المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية عن اختيار اسم "مريم" ضمن أسماء البنات لـ 30% من المسلمين في محافظة القليوبية، وهي دلالة على قداسة السيدة العذراء، ومدى المكانة التي تحتلها العذراء مريم في قلوب المسلمين، مشيرًا إلى أن الواقع يؤكد على ضرورة علاج أسباب التوتر الطائفي، ومواجهة التخلف بالعلم ونشر الثقافة.
وطالب الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة بتدريس مادة حقوق الإنسان في المدارس والجامعات، في ظل عالمية حقوق الإنسان، والتأكيد على أن أي حالة قتل نفس كأنها حالات قتل جماعي للمواطنين، وعلى المجتمع أخذ حقه بالقانون، حتى لا يُترك المجتمع يعيش بالعرف وجلسات الصلح.
وكشف هاني عزيز أمين عام جمعية "محبي مصر السلام" عن بدء تشكيل وفد شعبي لزيارة نجع حمادي للبدء في برنامج عملي لتوكيد المواطنة عمليًا، وتحويل النص الدستوري الخاص بالمواطنة إلى واقع عملي مُعاش، ومن ضمن الشخصيات التي أعلنت مشاركتها بشكل شخصي في اللجنة، كلٌّ من الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون النيابية والقانونية، والدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة، والسيدة عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة، وأحمد العماوي وزير القوى العاملة السابق، وآخرون.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها جمعية "محبي مصر السلام" بمشاركة نخبة من الوزراء والمحافظين والسياسيين ورجال الفن والإعلام. |