CET 00:00:00 - 14/01/2010

مساحة رأي

بقلم: د.صبري فوزي جوهرة
برضه مش عايزين نفهم! كتبت فى هذا الموقع منذ يومين عن حاجة الاقباط لرجال محترفين محترمين شرفاء غيورين يرفعون قضيتنا الى المحافل الدولية. و اوضحت ان الاعتماد على الدولة الفاشلة فى مصر لن يؤدى سوى الى المزيد من الكوارث و دفع الثمن الغالى من الدماء البريئة و الشرف المهان و شظف العيش لمن تبقى من الاقباط على قيد الحياة دون مقابل نجنيه كما هو الحال الان. و مع علمى الاكيد ان محاولة اجتذاب العدالة الدولية للبدء فى النظر الى المأساه القبطية يتطلب الوقت و الكثير من العمل المخلص و المال المتاح, الا ان هذا قد اصبح الان هو الخيارالوحيد المتبقى امامنا.

فلا يعقل ان نضع رجائنا فى دولة تعيش فى فوضى عارمة, و فشل تام, ليس فى استطاعتها انتشال ذاتها من الوحل, و بالاضافة الى ذلك, فهى لا تبالى حتى بالاعتراف بخيبتها و لم و لن  تعير الاقباط شرو نقير, بل تتمادى فى اهمال حقوقهم و تتجنب حمايتهم من المتربصين بهم من الارهابيين. و لكن,  و بالرغم من ذلك نتوقع نحن الاقباط من ذات هذة الدولة المتهالكة المغيبة ان تنتشل ضحاياها مما تكيده لهم! فيه حد شاف هبل اكتر من كده؟ كلنا نعلم ان استعادة الحقوق تتطلب دفع ثمن من الدماء و الاموال و الكفاح المضنى. و فى واقعنا الذى نعيشه اليوم, يهرق دم الاقباط بسخاء نادر, و يبدد الارهاب اموالهم و مصادر عيشهم بكفائة مفزعة و لكنهم فشلوا فى رسم الضلع الثالث للمثلث و وهو ازكاء روح الكفاح المؤثر الفعال. ذلك لأنهم يستجدون العدالة ممن لا يبتغوها اذ قد تأصلوا فى الظلم, و يطلبون الحق ممن اوقع بهم الظلم الفادح وعاش و تمرس فىدروب النفاق و الكذب و الرياء.

عندما ادعو للكف عن "البحث عن حل" من داخل مصر, فاننى لا استثنى رجال كهنوتنا من هذا الاقصاء. فبالرغم من اختلاف الاسباب و النوايا تماما عن بين عبث السلطة المتعمد لافساد القضية و عجز رجال الكنيسة المؤسف عن العمل المؤثر, فان المحصلة النهائية الناتجة عن اضافة "تدخل" رجال الكهنوت الى سلبية مناورات الدولة الدنيئة  هى التقهقر لمؤكد  فيما نسعى الى تحقيقه اكليروسا و شعبا. اننا نتعامل مع الشيطان الرجيم و يجب ان نكون من الفطنة و الواقعية بحيث نعترف بعدم قدرتنا على التغلب على عملاء الجحيم بمفردنا. علينا بالاستعانة بكل قوى السلام و الحق و العدالة فى كافة ارجاء المسكونة. شيء واحد اختلفت فيه مذبحة نجع حمادى عن سابقتها فى الكشح هو اننا استطعنا خلال عقد الزمان الفاصل بينهما ان نوجه انظار العالم الى ما يعانيه الاقباط و ان كنا قد وقفنا عند حد عدم القدرة على استنفاره بفاعلية للعمل على وقف الاضطهاد. وفى اعتقادى ان العامل الاول لعدم استكمال هذا الجهد يرجع الى التشرذم و التقاعس و ربما خداع الذات و وضع الثقة و الرجاء فيمن يسعون الى مجد زائف زائل و ممن لا قدرة له منا و لا خبرة ولا حمية فى التضلع بهذا العمل المضنى المكلف ماديا و معنويا. ,هنا يجب على ان اضيف ان هناك بين الاقباط افرادا و جماعات ممن يستطيعون تحمل هذه الالتزامات المادية و المعنوية بلا ادنى شك. بس نقول ايه على الخيبة و حب المنظرة و الكسل؟

ماذا اذن لو كنا قد نجحنا خلال هذا العقد الضائع بين الكشح و نجع حمادى  على حث العدالة الدولية على المراقبة و التدخل فى اجراءات التحقيق و ارساء قواعد العدل عند حدوث مجازر ضد الاقباط؟ هل كان لجرائم الكشح الجماعية ان تتكرر فى نجع حمادى وببشاعة و استخفاف بوزن و ارواح الاقباط فى مصر كما حدث؟

فلنكف عن اتهام بعضنا البعض بالخيانة و النكوص. هذا ما يريده العدو لنا: ان نستنفذ القليل جدا من الجهد الذى نظهره فى التشاحن و تبادل الاتهامات فيما بيننا. اعدائنا يلعبون بنا كما يفعل القط بالفأر قبل ابتلاعة. لنتمسك بالمطالبة بان تاخذ عدالة حقيقية مجراها و لنلتصق بالحقائق و نؤكدها: هناك تلويث عرقى يجرى فى مصر للتخلص من العنصر المصرى النظيف الاصيل بها لصالح سكان و مفاهيم الصحراء البربرية الهمجبة, هناك دولة فاشلة متهالكة متآمرة عجوز شمطاء عاقر متصابية و ان كان لا يعوزها الخبث و الدهاء (لؤم فلاحين كما يقال) و الاصرار على فعل الشر. هناك بوادر استجابة لمأساة الاقباط من العالم المتحضر فلنسعى اليها... اتركوا الانبا كيرلس و الانبا شنودة لشأنيهما فهم داخل القفص كما قال الزعيم الراحل عدلى ابادير, وسيتبين للعالم ما هو حقيقة و ما هو كذب و بغى و بهتان. العالم مش غبى, انما الغباء, كل الغباء هو فى كل من لا يعرف هذا.

 لننظر الى ما نستطيع نحن ان نفعل, فمن يريد العمل  و البناء لا ينظر الى الخلف او الى اسفل.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق