CET 00:00:00 - 16/01/2010

مساحة رأي

بقلم: د. ماريان جرجس
(..وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي.. ولإلهنا كل المجد الدائم... آمين). هكذا أنهى الجميع الصلاة المُقامة ذلك اليوم والتي كانت على غير ميعادها.. وجرى الطفلان مارفي ومارك إلى آخر المكان حيث كان مجلسهم المفضل...
جلس مارفي وقال لصديقه:- أتشعر أن اليوم مختلف الكثير عن بقية الأيام؟؟ هل ترى ما أراه؟
فأومأ مارك برأسه وقال:- لا بد أن لنا دورًا في ذلك ولكني لا زلت طفلاً يا مارفى.. لا زلت أخاف!!..
مما أثار قلق صديقه وقال مارفي:- لماذا تنسى كل ما نسمعه؟ لماذا دومًا ترجع إلى الأشياء القديمة..؟ أنسيت ماسمعناه تلك المرة؟
قال مارك:- لم أنس أبدًا صدقني ولكن..
وحين إذ قاطعه مارفي وقال:- ليس لكن هنا.. تعال معى لنبدأ العمل.
فتحركا فى الطريق وإذ هم فيه.. رأوه من بعيد ففرحا كثيرًا بل تهللا مما أكد لهم ذلك أنه بالفعل يوم مختلف..

وأكد لهم ذلك من يرأسهم في المكانة وأعطى لهم الإرشادات التي عليهم أن يتبعوها كما وصف لهم الاتجاهات الصحيحة... وفي طريقهما لاحظ مارفي البساتين والورود والأشجار كيف تجملت وتزينت وأصبحت مبهجة للنفس وكيف عطرت المكان برائحة زكية.. كما رأى الموكب الطويل الذي وصل بين النقطتين وهو على مشارف أن يكون في أتمة الاستعداد...
وعندما وصل الإثنين إلى المكان المعهود.. بدأ يساعد كل منهما الآخر وفتحا الصندوق الكبير المرصع بالأحجار اللؤلؤية واستخرجا 6 تيجان من الماس شديد البراقة ومرصعة بالياقوت والعقيق.. حين إذ اعترض مارفي مارك قائلاً:- انتظر.. علينا إحضار 7.. ألم يقل لنا ذلك؟؟ أنهم سيكونوا 7؟؟
ضحك مارفي وقال له:- نعم هم سيكونوا 7، ولكن من سيأتون هنا فقط 6، ليس لأي أحد أن يخطو هنا خطوة إلا بإشارة الحياة..
وعندما بلغا الموكب المعد, وقف مارك حاملاً التيجان ناظرًا إلى العرش العظيم وقال: ربي وإلهي ومخلصي.. ملكى وملك الدهور.. لا تجعلهم هناك يتألمون.. وبدموع شفافة استكمل.. لا تجعل أمهاتهم تشعر بالألم أو الحزن.. اجعلهم يعلمون هناك بعيدًا حيث نراهم ولا يرونا أن ماحدث ما هو إلا انتقال إلى أروع حياة وُجدت وعُدّت منذ الأزل..

وعندما أحنى رأسه ..وجد يدان حنونتين تلمسان يديه قائلاً:- ابنى الصغير.. لماذا تبكِ؟ هنا لايوجد بكاء أو حزن أو كآبة؟ لأنه لا ألم ولا خطية ولا كره، هنا أنا معكم ومعهم أيضًا.. هنا أحببت أبوك آدم الذي ها هو هناك، وأحببت ابراهيم واسحق واحببتك يا صغيرى.. ولن ادع الألم يتملك من أي نفس ولن يلحق بضيوف ذلك الموكب أي ألم..
قال مارك: ماذا عن أمهاتهم؟
قال:-سيكونون بالقرب منهم دومًا كما كنت أنت معها.
قال مارك: أذًا متى سنكون كلنا هنا فرحين؟؟ متى يا رب؟؟ متى سيعرفون؟ لا يمكن أن نحضرهم جميعًا الآن؟؟

 لم يحن الوقت يا بني..ليس إلا بعد انقضاء الدهر وليس بعد أن تعود الكرة الأرضية أدراجها ليس لأحد أن يأتي هنا إلا لو اجتذبه أنا.. فهنا ليس من نسيج تلك الكرة التي تراها هناك.. وأبشر فقد قرب الزمان... أعطني التيجان التي في يدك... سآخذ مكانك هنا في الموكب وسأضعها على رؤؤسهم أنا.. اذهب أنت إلى بستان الحياة..
جرى مارك لمارفي وحكى له وقال مارفي.. ألم أقل لك لا تحزن؟؟ أتذكر يوم أتينا هنا؟ أتذكر عندما تُوجنا بالأكاليل وضمنا الملاك روفائيل لجيوشه نظرًا لصغر سننا عندما فارقنا الحياة الأرضية بنفس الطريقة التى سيفارقها ضيوف الموكب؟.. هيا بنا إلى مكاننا المفضل...

ووصلا إلى هناك حيث مكانهم المعتاد وقد كتب عليه من الأعلى (بستان الحياة).. وجلسا وأحضر مارك ورقة وكتب بريشة عليها ثانيا جناحيه: (وهكذا يا أمى العزيزة كان يومي الخمسون هنا ولكنى لست أعرف كم يساوى عندكم.. فيوم عند الله بألف سنة على الأرض وقد أصبح اسمي (كامائيل) ويعنى ملاك الفرح والذي يستطيع رؤية الله.. وصديقي مارفي أو (ماشيدائيل) ويعني ملاك الشجاعة، ولكنى لا أعرف ماذا كان اسمه قبل أن يأتي ولكنى أعرف أنه من عصر الملك دقليديانوس وهو هنا قبلي.. وها نحن نقطن في بستان الحياة نسبح الله على الدوام إلى أن أراكِ هنا أيضًا.. فمري سريعًا أيتها الأعوام)...
إهداء إلى أهالي شهداء نجع حمادي وشهداء العصور القبطية ذُُخر تاريخ أرخته دماء طاهرة..

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٥ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق