بقلم: ناهد صبري
باتت أحداث نجع حمادي بما خلفته من ظلال قاتمة موضوع حديث أغلب التجمعات رسمية أو غير رسمية، فمَن منا لم يقرأ عن ذلك الحدث الجلل أو لم يشاهده في الفضائيات؟ من منا لم ينفعل به ويتفاعل معه وربما شارك في التعبير عن رأيه بمقال أو مظاهرة وربما بتعليق في أحد المنتديات أو نحو ذلك بعد أن أصبحت ردة الفعل أقرب إلى الثورة؟
لكن ليس هذا ما يشغلني.. إن ما يشغلني الآن هو رسالة أتت إليّ على الهاتف المحمول –وأعتقد أنها أتت لكثيرين غيري–، يقول مضمون الرسالة أن الشعب المسيحي سوف يصلي بنفس واحدة وقلب واحد من أجل تعزيه شهداء نجع حمادي.. أيضًا رفع الاضطهاد والقتل والحريق الذي يواجهه الآن إخوتنا في الصعيد، وحدد الراسل زمن الصلاة من الساعة الثامنة مساء إلى التاسعة مساء يوم 10\1\2010.
فإذا رجعنا إلى صلاة التلاميذ إلى الله في مثل ما نمر به من ظروف "والآن امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة" أعمال الرسل 4 :29، "ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه" أعمال الرسل 4 : 31.
قرأت هذه الرسالة أيضًا على العديد من المنتديات والمواقع القبطية.
وتساءلت.. لماذا لا نصلي من أجل مرتكبي هذه الجريمة القذرة فيبصرون الحق ويعرفون أنهم ليسو حراسًا للعقيدة إذ الجريمة طائفية مائة بالمائة ولا يمكن توصيفها إلا كذلك؟
من أجل أن يعرفوا إن ما يفعلونه إنما هو تعميق للجراح وعبث بمقدرات شعب؟
إن ما يفعلونه يعيق التقدم والتنمية والتواصل في الوقت الذي نحن فيه في أمس الحاجة إلى هذه القيم وربما أكثر.
ومرتكبو هذا الحادث البشع ليسو فقط محمد أحمد حسن الشهير بحمام الكموني وقرشي أبو حجاج وهنداوى سيد ممن أدانتهم التحقيقات، المرتكب هو المؤسسة الأمنية التي ثبت أنها تقاعست عن حماية أرواح وأملاك لا أقول قبط مصر بل أبناء مصر، المسؤول هو الكنيسة التي يدعم أعضائها ثقافة صغر النفس بدعوى المحبة، المسؤول هو تعود البعض البلطجة وأخذ حقوق الآخرين وفي نفس الوقت رضاء البعض الآخر بأقل القليل فالتنازل يبدأ بخطوة.
المرتكب هو ثقافة شعب في التمييز بين قطبيه وقدرة شيوخ التطرف على تكفير الآخر بمناسبة وبدون مناسبة، وقد أعماهم التعصب بتأثيراته العفنة فأصبحوا غير عالمين أن ما يفعلونه إنما يبدد مساحات الخير والحب ويؤسس لثقافة العنف والتطرف والكراهية، وأن الإرهاب وترويع الآمنين من شأنه أن يؤذى الوحدة ونسيج الأمة من أجل سمعة مصر ومن أجل اقتصاد مصر.
وقد أعرب الفاتيكان عن تضامنه في رسالة بعثها المجلس البابوي لوحدة المسيحيين داعيًا "جميع المسيحيين إلى البقاء موحدين وأن يسعوا إلى السلام الذي أوجده المسيح". |