إللي اتكسر يتدغدغ

بقلم: مينا ملاك عازر
قالوها قديمًا إن إللي انكسر يتصلح، وكان عندهم أمل حينما قالوها، كانوا بيحلموا ببكرة أحسن، بيوم تترد فيه المظالم، أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم، فكانوا بيتوقعوا إن إللي بيتكسر ممكن تصليحه، لكن النهاردة وبعد طول غياب، تظهر لنا الحقيقة جلية تتمثل في إن إللي انكسر يتدغدغ أفضل.
لا مش متشائم، لا مش هدّام، لكن الحقيقة الأفضل في بعض الأحيان أن ننسف حمامنا القديم ونبني حمام جديد، يكون سراميك متشطب سوبر لوكس سباكة نضيفة متحبش حوالين المواسير، ويا ريت لو يكون الموضوع ياخده حد مقاولة على بعضها، أصل ساعات بالاقي حنفية المطبخ بتنقط، ماعلهشي هي ديتها جلدة في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان بتحتاج شيل الحوض عشان ما تنقطشي فيه، لأ ماتقلقشي عارفك حاتقول حاتنقط على الأرض ما تخافشي إحنا حانشيل الأرض ما إحنا قلنا ننسف وقلنا إللي إتكسر يتدغدغ.

 بيني وبينكم هو ده حالنا في المجتمع المصري، محتاجين الموضوع يتدغدغ، الناس القديمة باظت خالص، لسانهم أخد على أن يقولوا  كله تمام، فإحنا ممكن نتجاهلهم ونسيبهم يقولوا ما يريدوا ونبدأ من تحت، أملنا في الجيل الجديد، الجيل إللي يمكن نربي مخه تربية جديدة تربية تعرف إننا إخوات مش أعداء.
بيني وبينكم الشرخ عمال يوسع والناس تداريه، الشرخ يوسع أكتر وهما يحشوه قطن، والمية ضربت فالقطن فتِّل، وناس بيقولوا الدم سرسب والقطن ما كفاشي فأخدوا القطن إللي في الشرخ والشرخ انكشف، وبرضه بيقولوا كله تمام، بالذمة مش حرام؟! وقدامنا حلين، إما نسيب الشرخ يوسع ونحشيه يا ندغدغه ونكشف الصديد إللي وراه ونضف الجرح ونسيبه يلم على نضافة، أصل كل مرة نطلع ونقول إحنا عملنا إللي علينا واضطرينا نضحي بال.... ، ده ما ينفعشي، يبقى لازم مرة ولو مرة واحدة نضحي بالجذور نقطعها، ساعات التدخُّل الجراحي بيبقى الحل لإن المسكنات بتبقى مؤقتة وضررها أكبر من الجراحة، واقطع عرق وسيح دم بس مش لازم كل مرة يبقى نفس الدم ممكن نغيَّر الفصيلة ولو حتى من باب التغيير وخلينا نجرب.

إستنى يا متهور أنا مش قصدي تسيح دم بالطريقة إللي جات في دماغك، لكن القانون موجود ولو القانون عجز فبجوار إيماننا بالقانون الإلهي، هناك أسلوب الدعاية المضادة، خلينا نتواجه المواجهة، والصراحة أفضل من أسلوب النعام، مش لازم كل مرة يكون كله تمام، لكن ممكن مرة يطلع كله مش تمام والأمن مش مستتب، الشطارة مش تحبس الناس في بيوتها، لكن الشطارة إنك تسيبهم يخرجوا وهما آمنين.
ولا تنسوا إن المهم الصحة، خصوصًا إن الصحة بقت في النازل والكولوسترول بقى في الطالع والجرح ينزف والدم مش عايز ينزل عشان ما يفضحهمشي، لا مش بيداروه عشان الناس ما تشوفهمشي لكن عشان لو نزل ممكن يتصاب بفٍيرس سي المنتشر، وفي قول آخر ممكن يجيب تلوُّث في الأرض، والأرض لو عطشانة نرويها بدمانا، وإحنا ياما رويناها، بس الظاهر الأرض منظرها واكلة حاجة حادقة فعطشانة أوي ما بتترويش أبدًا، سدوا بقها بقى كفاية مش كده ولا إيه؟!.