سمير عطا الله |
مر الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي في بيروت في زيارة رسمية. واحترت بين واجب المودة والحرص على وقته، ثم اخترت حلا وسطا: أمر وأسلم وأختصر. كان الجو السياسي يومها مليئا بالتفاؤل حول تسوية سلمية وشيكة. قلت له: لديّ سؤال واحد؛ متفائل أم لا؟ قال: «اسألونا إحنا. نحن أخبر الناس بالإسرائيليين. طويلة.. طويلة». ذوو القلوب الطيبة والنوايا الحسنة يسمعون خبرا فيفرحون، لكن الدنيا ليست مزدحمة بالنيات الحسنة، والقلوب الطيبة نادرة. المتفاجئون بما حدث بعد اتفاق إيران مع الغرب، أحرى بهم ألا يضخموا التوقعات. طريق المساومة طويل. وننتظرهم من الشرق فيأتون من الغرب. هل فوجئت بأن عُمان ضد قيام اتحاد خليجي؟ أنت تعتقد أن التاريخ للسلوى. خطأ. إنه العبرة. قول وزير خارجية السلطنة إنه «مولود هكذا ضد الاتحادات»، يختصر نظرة قديمة إلى المنطقة ورؤية جديدة إلى مستقبلها.
ذات مرة - وقد نشرت ذلك سابقا - كنت في مكتب عبد العزيز الرواس، وزير الإعلام، عندما وقف فجأة إلى النافذة، وقال: «تعال انظر. إن إيران تبعد 25 ميلا فقط من هنا». عندما قيل إن عمان - عبر وزير خارجيتها - حاكت الاتفاق الأميركي - الإيراني، كانت تلك مفاجأة للذين ينسون أن التاريخ شيء يومي. يوم من الماضي، يوم من المستقبل.
ليست الوحدات العربية وحدها ممنوعة، بل الاتحادات أيضا. كل ما هو عربي يجب أن يكون في صيغة المفرد. في ذلك اللقاء مع الصديق عبد العزيز الرواس اكتفى بالإشارة إلى المسافة، لم يمضِ إلى القول، إنها ما تفصل البلدين عبر مضيق هرمز، الذي يطلان عليه وحدهما.. هذه القناة المائية التي هي للعالم اليوم ما كانته قناة السويس بدايات القرن العشرين.
إيران المفاوضة مثل إيران المقاطعة، سوف تظهر في شكل صعوبات وعقد كثيرة. وفي أماكن حيوية كثيرة. سوف تذكر أميركا وجميع حلفائها بمقابض قوتها في لبنان وفي سوريا وفي الخليج. وسوف تذكرها - كل يوم - بأن في الداخل من يعارض ويكره الشيطان الأكبر، ومع ذلك فهي ماضية على طريق الصلح. ولكن على هذا الشيطان أن يأخذ في الاعتبار نقاط القوة الإيرانية التي ليست محصورة في تخصيب النووي، بل تشمل تخصيب كل شيء آخر.
ما العمل في هذه الحال؟ الاستمرار في مفاوضة إيران. البديل كارثي على الجميع. لا ضرورة للمزيد من الخسائر والحروب من أجل الوصول إلى اتفاق. نقلا عن الشرق الاوسط |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |