بقلم: أنيس منصور |
الحياة والمتعة والجمال والراحة: كلمات فرنسية، والدليل على ذلك أن دراسة مقارنة لـ194 دولة قامت بها مجلة «الحياة الدولية» عن كيف يعيش الناس ويستمتعون بالحياة والرفاهية.. أكدت أن فرنسا هي الأولى لأربع سنوات متوالية، تليها أستراليا، وسويسرا، وألمانيا، ونيوزيلندا، ولوكسمبورغ، والولايات المتحدة، والمجر، وبلجيكا، وكندا، وإيطاليا، والنرويج، والنمسا، ولختنشتاين، ومالطا، ولتوانيا... ولكن على أي أساس؟ أو ما هي المعايير التي تعتمد عليها في ترتيب هذه الدول؟ (لعلك تلاحظ أن بلادنا لم يرد ذكرها هنا). أهم هذه المعايير: الجو، وأسعار المعيشة، والزحام في الشوارع والمدن، والأطعمة وموائد الطعام، والمناظر الطبيعية، والرحلات بين الغابات والجبال والشواطئ، وساعات العمل وساعات الراحة.. مثلا: جاء ترتيب بريطانيا رقم 25 لأن الجو متقلب شنيع، ولأن شوارعها مزدحمة ومدنها أيضا، وتكاليف الحياة باهظة.. ثم إن الإنجليز يعملون كثيرا ويستريحون قليلا. ولا وقت عندهم للتمتع بالحياة. والمائدة الإنجليزية لا ترقى إلى مستوى المائدة الفرنسية: طعاما وشرابا وجمالا وقدرة على التمتع بالحياة الاجتماعية.. والفرنسيون أساتذة في كل هذه الفنون. انظر إلى المائدة الفرنسية وماذا عليها من الأطعمة وشكل الأطعمة وفن تقديمها.. والمائدة الإنجليزية التي تتصدرها البطاطس صباحا ومساء ويقبلون عليها بشهية.. بينما يرفضها الفرنسيون تماما، وإذا قدموها فلها أشكال وألوان وطعوم متنوعة. ثم ما الذي يشربه الإنجليز وما الذي يشربه الفرنسيون. انظر إلى الأكواب فتجد على المائدة الإنجليزية كوبا أو اثنين للشراب.. بينما خمسة أو ستة أكواب مختلفة الأشكال والألوان والأحجام على المائدة الفرنسية.. ومن الغريب أن الدول الشيوعية التي عاشت محرومة وجائعة طوال الاحتلال السوفياتي استدركت ما فاتها وأقبلت على الدنيا بفن وذوق وسعادة افتقدتها كثير من الدول الأوروبية التي لم تذق الجوع والهوان في ظل الشيوعية. أما الدولة الأولى في عبادة الطبيعة، وتمتعها في حياتها وأدبها وفنها فهي ألمانيا، فالألمان لا يملون التغني بالغابات والجبال والمنحدرات والجليد ولا مثيل لهم في الحرص على الحياة.. ولا بد أنك قد لاحظت أن الدول العربية شرقا وغربا، استنادا إلى هذه المعايير، لا وجود لها بين هذه الدول. وكما خرجنا من إطار أحسن مائتي جامعة في العالم، يمكن بسهولة أن نخرج من إطار الذين يجدون للحياة طعما ولونا ورائحة ومعنى! |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |