كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
واصلت صفحة "أجراس الأحد" بصحيفة "الجمهورية" جرأتها غير المعهودة على الصحف التي تسمى بــ"القومية" في سرد مساحات كبيرة من الصفحة لمذبحة نجع حمادي، فتصف الصفحة القتلى بـ"الشهداء" وهو وصف لم نرَه في الصحف القومية ولا الخاصة.
ففي جولة لـ "الجمهورية" داخل منازل أسر الشهداء في نجع حمادي، ترصد مشاعر الحزن تخيم على منازل الضحايا.. ولاتزال أصوات الصراخ والعويل والبكاء ترتفع.. ولاتزال القلوب يعتصرها الألم والعيون تذرف الدموع أنهارًا. ولايزال أهالي الضحايا غير مصدقين من هول الصدمة وبشاعة الجريمة التي حوّلت - وفي لحظة - فرحة العيد إلى مأتم. والمطالبة بسرعة القصاص، وإعدام الجناة والمحرضين في ميدان عام.
المخطيء يجب أن ينال حسابه
أفردت الصفحة تصريحات الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر عن استيائه الشديد من الحادث المأساوي الذي شهدته مدينة نجع حمادي، والذي واعتبر أن الحادث لا يمكن أن يُعبر عن طبيعة العلاقة بين المسلمين والأقباط كمواطنين يجمعهم وطن واحد.. ويعيشون في محبة وسلام ووئام.
وقوله إن العدوان على البشر .. مُحرَّم شرعًا، والمخطيء يجب أن ينال حسابه .. بصرف النظر عن الدين.
أعواد المشانق .. هي الحل
يكتب الأستاذ سامح محروص مقاله الأسبوعي بالصفحة تحت عنوان "أعواد المشانق .. هي الحل" ويؤكد فيه على أنه لم يكن يومًا مؤيدًا لمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية. ولم يتعاطف مرة واحدة مع بعض الدعوات التي تطالب بعلنية تنفيذ أحكام الإعدام في الأماكن العامة.
لكنه بعد مذبحة نجع حمادي، يُقر ويعترف بأن هناك من البشر من لا يستحق أبدًا أن يحمل وصف إنسان، وأن هذه النوعية من الحيوانات المتوحشة التي ترتدي أجسادًا بشرية لا يمكن بحالٍ أن تعامل بمثل هذه القيم الليبرالية.
ويصف محروس، الجريمة التي شهدتها مدينة نجع حمادي ليلة عيد الميلاد. بـ "الإرهابية" البشعة، وأنها تمت من مجموعة من الإرهابيين الذين نفذوا جريمتهم بتحريض من إرهابيين آخرين لا يقلون خطورة عنهم..
وينفي محروس فكرة أن الجريمة قد تكون بدافع الثأر، فلم تكن هناك أي دوافع تبرر ارتكاب هذه الجريمة البشعة.. كالثأر مثلاً، مضيفا أنه عندما كشف الإرهاب عن وجهه القبيح في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، تصدت له الدولة بكل إمكانياتها، وأحالت الإرهابيين إلى المحاكم العسكرية التي أصدرت أحكامها الرادعة الحاسمة. واجتثت تلك العناصر الخبيثة من المجتمع.
وعندما وقع حادث الأقصر 1997، لم تتوانَ قيادة الدولة بأرفع مستوياتها عن محاسبة المقصرين بشدة مهما علا شأنهم وارتفع قدرهم.
ويُطالب محروس الدول أن تاخذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الجريمة مثلما فعلت مع جريمة الأقصر التي مست صورتها أمام العالم الخارجي. مؤكدا: أن دم المصري "المسلم والمسيحي" ليس بأقل من دم الياباني أو السويسري الذي لقي مصرعه في الدير البحري بالبر الغربي، مشيرًا إلى أنه لا يجب أن يكون حرص الدولة كله موجهًا فقط لتحسين صورتها الخارجية فقط، كما أنه من الخطأ أيضًا أن ينصب كل الاهتمام على الأمن السياسي فقط، فأمن المواطن هو الركيزة الأساسية لاستقرار المجتمع، وإذا فقد المواطن الشعور بالأمان، فإنه لن يتردد في توفير هذا الأمان بيده وبمعرفته الخاصة، وهذا سيكون قمة الانفلات والفوضى التي لا يتمني الكاتب أن نصل إليها.
واختتم محروس مقاله الجريء، بأن حادث نجع حمادي سيبقي جُرحًا ينزف في قلب الوطن ما لم تتوصل التحقيقات إلى المُحرِّض الحقيقي، وما لم يتم توسيع نطاق تلك التحقيقات لتشمل الجميع دون أي تمييز أو استبعاد لهذا أو ذاك لأي اعتبار.
وتمني محروس، أن تشمل التحقيقات بعض الشخصيات السياسية التي أثارت مشاكل معروفة، وأن تركز على المشاكل الموجودة بين بعض النواب الحاليين والسابقين.
وقد تكشف التحقيقات عن مفاجآت وتصفية حسابات بين بعض النواب وجهات أخرى دفع ثمنها في النهاية أشخاص لا حول لهم ولا قوة، معبرًا في النهاية عن ثقتة في القضاء المصرى، وأمنيته أن يتم إعدام المذنبين جميعًا في ميدان عام، وما لم يرَ أسر الشهداء جثث هؤلاء الإرهابيين بأم عيونهم معلقة على "أعواد المشانق".. وفي نفس المكان الذي ارتكبوا فيه جريمتهم.. صدقوني أعواد المشانق هي الحل الوحيد.. وهي وحدها الكفيلة بإطفاء النيران الملتهبة داخل النفوس الملتاعة.
حرب الطوائف المسيحية
واصلت صفحة "قساوسة ورهبان" بروزاليوسف عرضها للقضايا الجدلية بين الطوائف المسيحية، ويبدو أنها تخصصت في ذلك الأمر فتحت عنوان: " ظهور العذراء" يُشعل حرب الكتب بين الأرثوذكس والإنجيليين، عرضت لكتابين الأول للقس "جوهر عزمي" راعي الكنيسة الإنجيلية الثانية بالمنيا بعنوان "الظهورات والمعجزات نظرة تأمل".. ينفى فيه ظهور العذاء، وكتاب آخر لنبيل عدلي يسرد وقائع زيارته لكنيسة السيدة العذراء بالوراق أثناء الظهور، والذي يبدأ بالملابسات والأمور الموازية والتوقيت الذي ظهرت فيه السيدة العذراء على قبابها بالوراق، كما قام بجمع كل ما نشر عن الظهور سواء على صفحات الإنترنت أو الجرائد القومية والخاصة والفضائيات.
سر "قلقاس" عيد الغطاس
توضح صفحة "قساوسة ورهبان" لماذا يأكل الأقباط "القلقاس" الذي تمتليء به البيوت في عيد الغطاس، بالرغم من وجود أطعمة كثيرة أشهى منه، فتقول "روزاليوزسف" إن القلقاس يُقربنا من معمودية المسيح، ففي القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة، مغذية، ونحن من خلال الماء نتطهر من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة الماء!
والقلقاس يُدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعامًا، والمعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح، ولهذا يقول بولس الرسول "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه (كو 2:12)، (رو 6: 14) والقلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولاً من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، ونحن في المعمودية نخلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة، لنصير أبناء الله.. ويعرف عيد الغطاس بعيد (الأبيفانيا) وهو عيد الغطاس المجيد، هي معمودية بالتغطيس لأن الكتاب يقول عن المسيح، "وللوقت وهو صاعد من الماء" ولذلك نسمي المعمودية الغطاس. معمودية السيد المسيح لم تكن لولادته من الماء والروح لأنه الابن الوحيد للأب بالطبيعة، فلم يكن نزوله في المعمودية لكي يولد من الماء والروح لكنه كان نازلاً من أجل المسحة، لذلك سُمي بالمسيح، يسوع اسم الولادة، والمسيح هذا اسم المسحة في المعمودية، ولكنها تأسيس لمعمودية المؤمنين به، ففيما نال هو المسحة بالمعمودية، أعطى المؤمنين من خلالها الولادة من الماء والروح، لذلك يوحنا المعمدان قال للناس "وسطكم قائم التي لستم تعرفونه، هوذاحمل الله الذي يحمل خطية العالم كله" (يو 1: 26).
المسرحية أقوى من العظة
فى صحيفة روزاليوسف، أجرى روبير الفارس حوارًا مع القس "مارتيروس فوكيه" وهو أول قس تمت سيامته داخل الكنيسة لخدمة المسرح، وهو المشرف على الدراسة في أكاديمية الفنون بأبرشية شبرا الخيمة، وقدم عددًا من المسرحيات منها "يوحنا المعمدان" و"يهوذا الاسخريوطي" و"شاول الطرسوسي".
وفي الحوار؛ يؤكد القس مارتيروس على أن للمسرح رسالة مهمة وهادفة ويتمنى لو تم تقديم كل أسفار الكتاب المقدس في شكل نصوص مسرحية لخدمة الشباب.، متذكرًا مقولة للأنبا مرقس تقول "المسرح أقوى من العظة".
ويوضح مارتيروس، الدراسات المتاحة بالأكاديمية التي تنقسم إلى ثلاثة أقسام: المسرح ـ الموسيقي ـ السينما والتليفزيون، ولكل قسم شعبه الخاصة به المسرح "تمثيل وإخراج ـ دراما ونقد ـ سينوجرفيا" والموسيقي بكل فروعها وآلاتها، والسينما والتليفزيون "إخراج وإضاءة وإعداد وكتابة سيناريو ومونتاج". وقد وضعت المناهج وطرق التدريس بمساعدة الأساتذة المدرسين لمنهج أكاديمية الفنون ونفس عدد الساعات. والدراسة بالأكاديمية مسائية. كذلك لا تشترط شهادات معينة لكن تشترط النجاح في المقابلات الشخصية. كما أن تكلفة الدراسة أقل بكثير من أكاديمية الفنون، حيث يدفع الطالب مبلغ 1000جنيه فقط في العام. وفي أول دورة دراسية عدد المتقدمين عندنا نحو 220 طالبًا وطالبة للدراسة في 11 شعبة "3 أقسام للمسرح و4 أقسام للتليفزيون و4 أقسام للموسيقي" والدراسة عام كامل للصف الأول. تصبح 6 شهور للصف الثاني. وهي ليست قاصرة على الطلاب المسيحيين بل أبوابها مفتوحة للكل فمثلاً90٪ من الأساتذة والمدرسين غير مسيحيين، فالهدف من الدراسة تنمية قدرات ومواهب الدارسين لخدمة المجتمع، فالفن عملية إبداعية لا تعرف أسماء ولا أديانًا ولا ألوانًا.
لا تصالح قبل القصاص
قدمت الوفد على صدر صفحتها "قداس الأحد" تغطية مصورة لمظاهرة الأقباط بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية يوم الأربعاء الماضي، ومطالبة الأقباط القصاص من قتلة نجع حمادي ورفعهم للافتات سوداء محتضنة عبارات بيضاء تدعو إلى عدم المصالحة قبل القصاص من الجناة.
وتفرد الصفحة تصريحًا-غريبًا- للقمص ميخائيل وكيل مطرانية الفيوم في قوله إن حادث نجع حمادى عمل "فردى" ونعيش منذ 14 قرنا في أخوة ومحبة!!.
ونشرت الصفحة تقريرًا بعنوان "مذبحة قنا..لن تكون الأخيرة" مشيرة إلى أن المسلمين والمسيحيين ضحايا الثأر ووراء كل كارثة سلاح آلى وأن وصول الأسلحة لأهالي الصعيد وراء المصادمات الدموية. |