CET 00:00:00 - 02/04/2009

مساحة رأي

بقلم- عصام نسيم                                                                 
يقول الكتاب المقدس:
"لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلّمين مستحكة مسامعهم. 4 فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات. 5 وأما أنت فإصح في كل شيء. إحتمل المشقات. إعمل عمل المبشر. تمم خدمتك" 2تي 3:4

 
حقاًَ ما أكثرها هذه الكلمات المقدسة التي نطق بها الروح القدس على فم القديس بولس في رسالته لتلميذه تيموثاوس الثانية تعبيراًَ لما نراه اليوم من إنتشار الأفكار  وتعاليم منحرفة، يروج لها البعض، بل ويسعون بكل جهدهم في إلباسها ثوب الشريعة بالتدليس والخداع حتى لو كان على حساب الحق الإلهي، والتعاليم المقدسة.
 

وهذا ما رأيناه ولمسناه في الموضوع الذي نشر في مجلة "روزاليوسف" العدد الأخير:
 

http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=5150
 

وكان بعنوان "المسيح لم يعقد أي زواج كنسي في حياته!!"

ورغم أن التحقيق الصحفي ظاهرياًَ يناقش الزواج المدني، وموقف الكنيسة منه، ولكنه جاء برؤية منحرفة، تشجع الزواج المدني، وتحاول أن تثبت أن المسيحية ليس بها زواج ديني، ومحاولة رفض ومهاجمة الكنيسة التي تتمسك به!!

  وجاء التحقيق الصحفي يحمل أراء ثلاثة من المفكرين الأقباط  كما وصفهم الحوار وهم:
"اكرم لمعي – جمال أسعد – هاني لبيب".

وبالطبع كان يجب أن يكون هناك أطراف آخرى من الكنيسة، تشرح حقيقة السر الكنسي، ومفهومه في المسيحية حيث أن الثلاثة تكلموا من خلال رؤيتهم الشخصية وإيمانهم الشخصي، وليس من منطلق العقيدة الأرثوذكسية، وإيمان الكنيسة في هذا السر المقدس, ولنناقش أولاًَ ما قاله الدكتور "اكرم لمعي" في حديثه، حيث قال في نفيه للسر المقدس، وفي محاولة لتزييف التاريخ الكنسي، وما جاء في الكتاب المقدس يقول الدكتور اكرم:
 
(والسؤال الذي يواجهنا اليوم: هل كان هذا الأمر من البدء؟ أي من أيام السيد المسيح وتلاميذه، وإمتد في التاريخ الكنسي؟ أم أن هذا الأمر حديث في التاريخ الكنسي؟... بالعودة إلى الكتاب المقدس نلاحظ أن السيد المسيح رغم أنه شارك في أحد الأعراس، وشارك في أحزان وآلام وأمراض البشر، إلا أنه لم يعقد أي زواج حتى لتلاميذه أو أولادهم، لأن التلاميذ كان لديهم أولاد وبنات، وكانوا يتزوجون على الشريعة اليهودية، وقد ترك المسيح جميع هذه الأمور للشريعة اليهودية تحت القانون الروماني، فلقد رفض أن يتدخل في أمر الميراث، عندما جاءه رجل يقول له: قل لأخى أن يقاسمني الميراث فقال له: «من أقامني عليكم قاضياًَ أو مقسماًَ.... أنظر وتحذر من الطمع»، وترك هذا الرجل وأخاه يتقاسمان الميراث طبقاًَ للقانون الروماني المدني، والشريعة اليهودية، لقد كانت إهتمامات السيد المسيح جميعها روحية وهذا ما إختلفنا فيه مع الشريعة الموسوية بمعنى أنه لم يرفض الشريعة، لكنه أكملها بإعطائها البعد الروحي والإنساني، لكنه لم يقدم شريعة بديلة لا في القتل أو السرقة أو القّسم أو الزواج).

هذا جزء من حديث طويل للدكتور "اكرم لمعي" الخاص بموضوع الزواج المدني ورغم أنه جزء قصير، فإنه يحمل مغالطات تاريخية، وعقائدية، وإيمانية، وكتابية كثيرة، بل ومحاولة تدليس وخداع للقارئ حتى يوهم القارئ بصواب فكره، وأنه فكر كتابي لا ريب فيه!!

ونحن نسأل الدكتور "اكرم لمعي" ما هو مرجعك لهذه التفسيرات الكتابية او الحوادث التاريخية؟ وهل تتحدث من خلال واقع حقيقي لهذه المعلومات بحيادية ام تتحدث من خلال فكر تعتنقه. وفكر ترفضه؟ وبالتالي تحاول إعطاء صبغة الصحة الكتابية والتاريخية له, نحن فقط نتساءل عن معلوماتك، وعن جديتها، وحقيقتها, كدكتور ومدير سابق لكلية اللاهوت؟!

في طرح لسؤاله النافي والهادم لفكرة الزواج الكنسي يقول "هل كان هذا الأمر من البدء؟.. من أيام السيد المسيح وتلاميذه، وإمتد عبر التاريخ الكنسي ام حديث في التاريخ الكنسي؟

بالطبع الزواج كسر موجود منذ أيام السيد المسيح - له المجد-  بل وورد أيات كثيرة قالها السيد المسيح - له المجد-  بفمه الطاهر لتكون شريعة المؤمنين به بعد ذلك في الزواج، ككثير من الأمور التي شرعها ووصى بها، وإمتد الزواج الكنسي منذ أيام الرسل في الكنيسة إلى يومنا هذا، بالطبع.. إختلفت الأشكال او الطقوس من بلد إلى بلد، ومن ثقافه إلى ثقافة، ولكن المضمون، والهدف، والمعنى للزواج واحد، ولعل القراءات التي تقرأ في طقس "إكليل الزواج" تؤكد لنا بعظمة ومكانة هذا السر في الكنيسة، وكيف إهتم به السيد المسيح إهتمام خاص.

ثم في تسأل غريب يقول "لقد شارك المسيح في احد الأعراس، وشارك في أحزان والاهم وامراض البشر، إلا أنه لم يعقد أي زواج حتى لتلاميذه وأولادهم!!
وكانوا يتزوجون على الشريعة اليهودية، وقد ترك السيد المسيح الزواج للشريعة اليهودية تحت الحكم الروماني".  

وبالطبع نوافق الدكتور "اكرم لمعي" أن السيد المسيح لم يعقد أي زواج، ولكن لنا تساؤل لو كان قام بعقد زواج، هل كان سيكون وفق الشريعه اليهودية ام الشريعة المسيحية؟!

لو كان وفق الشريعة اليهودية، فانت تقول إنه ترك الأمر لهم، فما الداعي إذن أن يقوم به، فالسيد المسيح لم يأتي ليعقد زواج او يقسم ميراث او يفض شجار ولكنه جاء ليصنع خلاص، وليعطي الروح القدس للعالم الذي سيغير مفاهيمهم في كثير من الأمور، وسيعلمهم بكل شيء.

أما لو كان الزواج المزعوم حسب الشريعة المسيحية، فلم يكن هناك بعد مسيحيين او ما يسمى بالشريعة المسيحية او الطقوس المسيحية، فحتى صعود السيد المسيح كان التلاميذ يصلون في الهيكل حسب الطقوس اليهودية حتى جاء الروح القدس،   وبدء الرسل في نشر الإيمان المسيحي، وبدأت الكنيسة المسيحية تنتشر، ويكون لها الكيان، والتعاليم، والعقائد بعد عقود قليلة من صعود السيد المسيح، وبدء الزواج، وباقي الطقوس والصلوات، وكل ما يخص ملكوت الله على الأرض يأخذ الشكل الذي وضعه المسيح - له المجد- وعلمه لتلاميذه في فترة الأربعين يوماًَ التي مكثها بعد قيامته مع تلاميذهم، يعلمهم كل شيء عن ملكوت الله، كما جاء في الإنجيل المقدس.

فلو رجع سيادته إلى تاريخ الكنيسة، وأقوال الأباء في القرون الأولى الخاصة بأمر الزواج في المسيحية (وسنورد بمشيئة الرب موضوع كامل لهذا الأمر)، سيعرف ويدرك أن فكرة الزواج الديني موجودة منذ نشأة الكنيسة، بل أن الزواج ليس مجرد فكرة دينية، ولكنه سر مقدس، تؤمن به الكنيسة، مستمدة تعاليمها من الرب يسوع نفسه، وتعاليم الكتاب المقدس، والرسل، والأباء الأوليين، وليس بدعة حديثة كما يحاول أن يثبت الدكتور في مغالطة كبيرة للكتاب المقدس، والتاريخ الكنسي المعمول به في كل كنائس العالم التقليدية، فهذا ليس فقط تزييف للعقيدة والفكر بل والتاريخ أيضاًَ!

فهل إذن سؤال الدكتور "لمعي" عن هل قام السيد المسيح بعقد زواج, له محل من الإعراب؟!

 نستكمل باقي مغالطات الدكتور "لمعي" حيث يقول "لقد ترك السيد المسيح هذه الأمور للشريعة اليهودية تحت القانون الروماني"... ونقول للدكتور: حسناًَ قلت من حيث أن السيد المسيح ترك الأمور للشريعة اليهودية، فهل كان الزواج وفق الشريعة اليهودية زواج ديني ام مدني؟

بالطبع الكل يعلم أن إسرائيل أساساًَ دولة دينية، وكل ما بها من قوانين وعقائد او أمور إجتماعية ترجع للشريعة، ومنها الزواج أيضاًَ الذي كان ديني بحت لا علاقة له بالقانون المدني الروماني، كما يحاول أن يوهم الدكتور، فقد كان الزواج يتم  وفق الشريعة اليهودية وليس القانون الروماني، فنحن نعلم مدى تمسك اليهود بالشريعة، وتطبيقها بكل جدية تحت أي ظرف، الأمر الذي وصل بهم التمسك الحرفي الشديد بالشريعة والتقليد أيضاًَ.

ولأن فكرة الزواج الديني كانت موجودة وفق الشريعة اليهودية، وناموس موسى الذي جاء السيد المسيح ليكلمه، لا لينقضه، وكما فعل الرب يسوع في كثير من العقائد من حيث أنه اعطى مفهوم اكثر عمق لها، ونقلها من التطبيق الحرفي الجسدي إلى تطبيق روحي أعلى واسمى، فعل هكذا في الزواج، لم يلغي فكرة أنه "زواج ديني مقدس" و أن الله هو الذي يوحد الزوجان كما جاء في البدء وفعل مع أدم وحواء، بل أعطاه الزواج مفهوم أعمق واسمى، ليحرم الطلاق الذي هو ضد فكر الله من الزواج المقدس، والذي اعطي لليهود لقساوة قلوبهم التي إنتهت بعمل المسيح الخلاص من اجل البشر، وإعطاء الروح القدس للعالم.... وهكذا في الزواج كما في أمور اخرى، نجد أن الله قدس الزواج في المسيحية، بل ونجد أن القديس بولس الرسول يشبه العلاقة بين الزوجان كالعلاقة بين السيد المسيح والكنيسة ويقول عنه أنه "سر عظيم".

فهل بعد هذا يأتي شخص ويقول أن الزواج عمل إجتماعي فقط او أن المسيحية ليس بها زواج ديني؟ او أن السيد المسيح لم يعقد زواج؟

حقاًَ ما أكثر الإنحرافات العقائدية التي تأخذ ثوب الحكمة، وهي حكمة بشرية زائفة وليست حكمة من الروح القدس.

نقطه آخرى تناولها الدكتور في حديثه حيث قال "لقد كانت إهتمامات السيد المسيح جميعها روحية، وهذا ما إختلفنا فيه مع الشريعة الموسوية، بمعنى أنه لم يرفض الشريعة، لكنه أكملها بإعطائها البعد الروحي والإنساني، لكنه لم يقدم شريعة بديلة لا في القتل أو السرقة أو القّسم أو الزواج"

ونحن نقول للدكتور: هل كلامك هذا صحيح حقاًَ.. وهل له مرجع كتابي؟!

هل كل إهتمامات السيد المسيح جميعها روحيه فقط، هل أهمل الجانب الإنساني والإجتماعي الخاص بالإنسان؟

هل لم يشفي امراض؟، وهي خاصة بالجسد وليس الروح، هل لم يقوم بعمل معجزة الخمس أرغفة والسمكتين وأشبع الجموع؟ وهي إهتمامات جسدية وليست روحية؟، هل لم يعطي السيد المسيح الوصايا الخاصة بالحياة عموماًَ؟، منها الإجتماعية، ومنها الوطنية، ومنها الروحية أيضاًَ.

لا يمكن أن نقول أن إهتمامات السيد المسيح كانت روحية في محاولة نفي أن السيد المسيح لم يعطي شريعة بديلة، لا في القتل او السرقة او القسم او الزواج،  فالتعميم هنا خطأ كبير، فالسيد المسيح أعطى شرائع بديلة، ولكن شرائع الحب والسمو المسيحي المستمد من تعاليمه المقدسة.

فقد قال الرب - له المجد- " 21 قد سمعتم إنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم،22 وأما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على أخيه باطلاًَ يكون مستوجب الحكم، ومن قال لأخيه رقاًَ يكون مستوجب المجمع، ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم".

فهل هذه شريعه يقولها الرب يسوع بمفهوم جديد، بل وعقاب أشد مما قاله سابقاًَ في العهد القديم ... ام لا؟

انه يشدد العقاب ليس على القاتل فقط ولكن على كل من يغضب على اخيه يكون مستوجب الحكم، ونحن نسأل أي حكم هنا الذي يقصده السيد المسيح، كذلك قوله من قال رقاًَ يكون مستوجب المجمع، وأيضاًَ أي مجمع؟؟ بل نرى أن السيد المسيح يقول من قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم!

أليست هذه شرائع، أليست هذه وصايا مقدسة يجب أن نحياها، ونفعلها كما قال السيد المسيح - له المجد-  بالطبع ليست شريعة الناموس الحرفي، ولكنها شريعة الكمال المسيحي التي رسمها لنا رب المجد بنفسه.

وهل هذه الوصايا تؤكد فكرة أن السيد المسيح أعطى الوصية الجانب الروحي والإنساني فقط (ورفضنا هنا لكلمة فقط) ولم يعطي شريعة بديلة.

وهذا مثال واحد للأمور الأربعه التي ذكرها، وأيضاًَ نرى نفس الأمر بالنسبة لموضوع القسم الذي نهاه السيد المسيح

حيث قال أيضاًَ: "وأما انا فأقول لكم لا تحلفوا البتة، لا بالسماء لأنها كرسي الله. 35 ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه. ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم. 36 ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء او سوداء.37 بل ليكن كلامكم نعم نعم ..لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير" متى 34:5

فهل لم يعطي السيد المسيح قانون او شريعة في موضوع القسم وسارت عليه الكنيسة والمسيحية إلى اليوم؟!

أما بالنسبة لموضوع الزواج  ففكرة "الزواج الديني" ومدى قداسة الزواج حسب الفكر الإنجيلي السليم له، والتطبيق الأرثوذكسي لهذا الفكر يظهر بشدة وبوضوح في الإنجيل المقدس، بل أنه موجود ليس في العهد الجديد فقط بل القديم أيضاًَ.

ويكفي ما قاله رب المجد عنه قائلاًَ:

"فأجاب وقال لهم أما قرأتم ان الذي خلق من البدء خلقهما ذكراًَ وأنثى 5 وقال من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكون الإثنان جسداًَ واحداًَ. 6 إذا ليسا بعد إثنين بل جسد واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" متى 3:19

أليس هذا تشريع إلهي بأن الزواج كفكرة في عقل الله منذ البدء، كان عمل إلهي يجعل فيه الإثنان جسداًَ واحداًَ بل نرى هنا أن الله هو العامل في هذا السر، وهو المجمع للإثنين ليجعلهم ليس بعد إثنين بل جسداًَ واحداًَ، بل يعطي نفياً قاطعاً بأن لا طلاق او إنفصال في هذه العلاقة المقدسة لأن الذي جمعهم هو الله، ولا يليق أن يفرقهم إنسان.

كذلك قول السيد المسيح - له المجد-  في نفس الإنجيل ولكن في الإصحاح العاشر من إنجيل متى حيث يقول نفس الكلام أيضاًَ قائلاًَ:

"ولكن من بدء الخليقة ذكراًَ وأنثى خلقهما الله. 7 من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته. 8 ويكون الإثنان جسداًَ واحداًَ. إذا ليسا بعد إثنين بل جسد واحد.9 فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان. 10 ثم في البيت سأله تلاميذه أيضاًَ عن ذلك. 11 فقال لهم من طلّق إمرأته وتزوج بأخرى يزني عليها. 12 وإن طلّقت إمرأة زوجها وتزوجت بأخر تزني".

وهكذا نرى تأكيد الرب يسوع - له المجد-  لهذا المفهوم، وهذه الشريعة المسيحية الكاملة الجديدة التي جعلت التلاميذ أنفسهم يستغربونها، حيث يقول الإنجيل:

"ثم في البيت سأله تلاميذه أيضاًَ عن ذلك"، فالتلاميذ لم يكونوا متقبلين للفكرة حيث فكرة الطلاق كانت شائعة, وأمر نهي المسيح للطلاق لم يتقبله التلاميذ بسهولة، ولكن نجد السيد المسيح يؤكد لهم ما قاله حيث قال:

"من طلق إمرأته وتزوج بأخرى يزني عليها، وإن طلقت إمراة زوجها وتزوجت بأخر تزني"

وبالطبع نرى هنا أن الطلاق حسب المفهوم البشري لا ينهي او يفصل العلاقة الإلهية التي حدثت في سر الزيجة بفعل عمل الروح القدس فيه، بل ونلاحظ هنا أمر هام آخر ان السيد المسيح في كثير من أمثاله التي كان يقولها للجموع كلها بالرمز، وكانت غير مفهومة، مثل مثل الزارع كان يفسرها السيد المسيح لتلاميذه على إنفراد، ويشرح لهم المعنى الحقيقي لها، وأن هذه الأمثال رموز لأمور أخرى، ولكن في أمر الزواج لم يفعل ذلك، بل أكد ما قاله، مما يؤكد لنا فكرة أن السيد المسيح أعطى تلاميذه الشريعة المقدسة في الزواج، من حيث أنه عمل إلهي يجعل فيه الإثنان واحداًَ، لا يسمح بالطلاق نهائياًَ إلا لعلة الزنا، ولا يسمح للمطلق او المطلقة  لغير هذا السبب بالزواج الثاني نهائياًَ (وهذا ما تفعله كنيستنا اليوم وتهاجم بشدة من أجله ومن أجل تمسكها بتعاليم السيد المسيح - له المجد-  تهاجم لأنها إنجيلية حقاًَ)..  

هل بعد هذا يأتي شخص ويحاول أن ينفي فكرة أن الزواج المسيحي سر مقدس كنسي أسسه السيد المسيح له المجد وأوصى به.

إننا حقاًَ نندهش ممن يروجون للأفكار المنحرفة، ملبسين إياها ثوب الإنجيل، وتعاليم السيد المسيح - له المجد-  من يحاولون إلباس الباطل ثوب الحق، والزيف ثوب الحقيقة، ولكن كلمة الله حية وفعالة وظاهرة وواضحة لكل إنسان، ليعرف الحق، ويسير في نوره من خلال الكنيسة المقدسة التي تفسر كلمة الحق بإستقامة، وليس حسب أهواء وأغراض شخصية.

- يتبع-  

 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٧ تعليق