بقلم: أمير ميخائيل
لستُ ناشطًا لا حقوقيًا ولا سياسيًا.. لكني فرد عادي من أفراد المجتمع يحاول أن يكون له كغيره دور، لكن هالني كثيرًا وأغاظني، أكثر كم المغالطات والمواربات والموازنات التي سمعتها من كثيرين عقب أحداث القتل البشعة للمصريين بنجع حمادي ليلة عيد الميلاد المجيد.
سمعت وقرأت تحليلات وأرقام وأحداث منذ أوائل السبعينيات عن أحداث الفتنة الطائفية التي يتعامى عنها الكثيرون، وحتى يخشى من ذكرها آخرون، كأن ذلك بالفعل يجعلها غير موجودة أو ليست بالقدر البالغ من الخطورة على المجتمع والدولة أو لعل هناك من يريدها تزداد تأججًا "الله أعلم" عن عدد الضحايا المسيحيين.. ما يقرب من مائتي شخص مواطن فقط !!!!!!غير النهب والسرقة التي كانت ملازمة لتلك الأحداث البشعة.
كل هذا والدولة تقول إن كل هذا مجرد أحداث عابرة وزوبعة في فنجان وغيرها من العبارات المحفوظة "نظام حافظ مش فاهم!!!!!!"غير أنه وللأمانة هناك عدد من المهتمين والمحبين للبلد بحق والمنبهين لخطورة الموقف والمستشرفين للمستقبل أن البلد "رايحة في داهية" بسبب هذه الأحداث، منهم فارس نبيل، وقد نقلت عنه العدد التقريبى للضحايا المسيحيين الذين سقطوا، وهو أ/ عبد الرحيم علي المهتم والباحث في هذا الملف.
لكن ما يجلعني أخاف من المستقبل، أن هؤلاء الناس الصرحاء والأمناء في التحليل والتشخيص قلة، أو على أقل تقدير "صوتهم مش مسموع بقوة".
على الرغم من تزايد الاهتمام الحكومي بما حدث أخيرًا نوعًا ما، واهتمام النائب العام شخصيًا وتوليه التحقيقات وغيره من المسئولين، إلا أن الأمر لايحتاج إلا إلى وقفة أمينة، والرد على أسئلة هامة ربما تكون مصيرية للمستقبل: "هل المسيحي مثلُه مثل المسلم أمام القانون والاثنان متساوون في الحقوق
والواجبات.. عمليًا وليس نظريًا؟".
هل هناك تمييز ضد الأقليات بمصر على مستوى عام؟
هل مناهج التعليم والإعلام تشجع على الفصل بين فئات المجتمع؟
هل الدستور الحالي يُرضي ويكفل الحقوق لجميع المصريين؟
هل القانون يُطبّق؟ وهل يُطبّق على الجميع سواسية؟
هل الدين لله والوطن للجميع فعلاً؟
هل يُعقل أن يكون "وبشهادة مسلمين وهو لا يخفى على أحد" أن المسلمين في الغرب يأخذون حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية والمسيحيون المواطنون في بلدهم يستجدون لترميم كنيسة أو سور كنيسة أو بناء كنيسة جديدة؟؟!!.
ألا يكفي كم الدماء الذي سال؟ هل نكتفي من الكلام والشعارات، ونجعل من 2010 بداية للمكاشفة والمصارحة الأمينة مع النفس، ومع أمراضنا، ولا نهتم بالأصوات الخارجية؟، لأننا واثقون من أنفسنا أننا في الطريق الصحيح لعلاج مشاكلنا بأنفسنا لأن "في مخافة الرب ثقة شديدة".
"فى كل تعب منفعة, وكلام الشفتين إنما هم إلى الفقر"!!.
نحتاج إلى كل وطني, نحتاج إلى كل مواطن أيًا كان انتمائه, لنعالج كل صور التعصب والكرة والتمييز ضد أي إنسان لأن رصاصات الغدر والإرهاب لا تميز !! |