CET 00:00:00 - 18/01/2010

مساحة رأي

بقلم: د.صبري فوزي جوهرة
اتفق الجميع من المصريين, مسلمين و اقباط, بل و اجانب ايضا, ممن علقوا على مذبحة نجع حمادى الرهيبة فى مداها و معناها و نتائجها, ان مسؤلية وقوع هذا المظهر الواضح من تفكك المجتمع المصرى ترجع الى انحلال الدولة. و بالطبع لم يشترك فى هذا التقييم المرتزقة المسترزقين من الاوضاع القائمة المنهارة. جاء فى اولهذه القائمة الاخيرة, و القصيرة جدا لحسن الحظ, مفيد شهاب الذى شاهدته يستغل براعته الخطابية و لولبيته الحقوقية فى ممارسة الارهاب الفكرى ضد الدكتور شريف دوس خلال برنامج عمرو اديب عندما المح له بتهديد لا يخفى على احد بانه سيتهم بخيانة الوطن ان استمر فى عرض افكاره التى لا ترضى رؤسائه فجنح الدكتور شريف الى الصمت رغم عقلانية و امانة ما كان يسرد من الحقائق. كان هذا ارهاب فكرى و حجر كريه قام به احد ممثلى الدولة ضد مواطن قبطى جاء لبعبر عن المه لما يعانى منه ذويه فى مصر. اما المخالف الثانى فهو اس الشر, المخلوق الذى اتوقع ان تسفر التحقيقات عن ادانته ان اجريت بحياد و امانة و عدل: السيد الغول المشغول بنتف الشعر و لعل احد المحسنين يبقى يلاقى له شغلانة عند احدى بلانات نجع حمادىبعد طرده من مجلس الشعب لفعاته الدنيئه  فقد انحصرت مهاراته فى اثارة اصحاب السوابق على الاقباط ونتف الشعر, شعر النساء الزائد اما ذقون الرجال فهوبالرغم من ظنه انه قادر عليها الا انه خدع فى قدراته فليس للاقزام ان يصلوا الى ذقون الرجال. مش حيطواها. اما ثالثهم وهو ابأسهم محافظ قنا الذى لن اعطيه وقتى او وقتكم.

اجمع كل من تكلم عن مذبحة عيد الميلاد من المصريين و الاجانب ان الدولة لم تقم بواجبها. و اشاروا بان المذبحة لم تكن سوى نتاج محتم  لتراكمات فشل و تعنت و انحياز السلطة و اصرارها على التمادى فى الاهمال و الخطأ.  بقول آخر لم تقم الدولة بمسؤليتها فى العقد و العهد القائم بينها و بين الشعب المصرى. فلا لوم على المصريين اذن ان فسخوا العقد. لقد سقطت شرعية السلطة بالرغم من انها قد قامت بواجبها الملزم بتهنئة فريق كرة القدم لفوزه فى مباراة دولية.  علينا اولا ازالة الانقاض ثم اعادة البناء. مصر وطن و الاوطان يجب الا تترك حطاما. الاوطان يجب ان تعيش. يجب ان تبقى مصر بصرف النظر عن الدم و الجهد و المال المهدرين فى سبيل قيامها.

 و كمصرى جاء اجداده الاربع من اخميم و منفلوط و دهشور, لم استطع تناسى همومى بما انتهى اليه حال الوطن الذى يضم ترابهم جميعا بالرغم من الام النفس و العقل و القلب التى حلت بى من جراء مذبحة عيد الميلاد. فشرعت فى التأمل و انا على تمام العلم باننى امتهن الجراحة و ليس علوم السياسية, و اقنعت ذاتى بان اقدم لكم بعض ما جال بفكرى بالرغم من علمى بانكم  قد ترون فيه الفجاجة, خاصة  من انسان طالما كررالقول بان مصايب مصر ما يحلهاش حلال, و لكن ها انا افعل لاقدم اقصى ما فى استطاعتى الان بعد ان قدمت دمى لمصر خلال الكارثة الكبرى التى اتت بنا الى هذه الساعة السوداء: هزيمة 1967.

 مصر تحتاج الى ازالة الانقاض ثم اعادة البناء على اسس الديموقراطية و العدل و العلم. ازالة الانقاض تعنى عدم استمرار رجال الحكم الحاضر فى صورة التوريث. لن يكون التوريث سوى امتداد و حماية للاخطاء التى اوصلتنا الى هذا القدرالمفجع المذهل من الفشل. لازم نشوف حد تانى.

اما البناء فهو بالتعريف اقامة صرح جديد يرتفع على اسس عميقة وسليمة وواقعية و صحيحة. بهذه القناعة نكون قد ارسينا اول مطلبات البناء: هدف قومى مصرى موحد يلتف حوله جميع المصريون. لم يكن فشلنا فى الماضى لاننا لم نعمل بل لاننا تعبدنا فى ردهات اصنام و اوثان اشاروا لنا ان ما نراه فى الصحراء هو الماء و لم يكن سوى سرابا, و تبعنا خيالات السراب. بلادنا هى مصر. حدودها معروفة لا يعصف بها احد. لا نعادى احد و لا نتقاعس فى  الدفاع عن مصر ضد العدوان. النيل مصدر حياتنا يجب علينا الحفاظ  على نصيب عادل من مياهه. العرب جيراننا: اهلا و سهلا, و لكن عليهم ان يتركوننا الان لنعاود الوقوف على ارجلنا  فقد نكون مصدر قوة لهم فيما بعد.  لهم من الثروات و الانفار ما يمكنهم من التصدى لمشاكالهم بعيدا عنا. العالم المندفع الى الامام هو ما يجب ان نتعلق باهدابه ان استطعنا. 

 يجب ان نعيد النظر فى الدستور و تكوين و سلطات رئاسة الدولة  والبدء فى سنة اولى روضة ديموقراطية من جديد و اعادة بناء التعليم من اولياته و تطهيرالهيئات المسؤلة عن امن مصر الداخلى. و الحفاظ على قوة و كفائة القوات المسلحة و ابعادها تماما عن السياسة و اعادة استقلال القضاء و هيبته و تطهيره من المفسدين الذين تسربوا الى مقاعده.

 هذا هوهيكل مشروعى الساذج  لاعادة بناء الوطن. و لعلى استطيع مستقبلا ان اضع بعض "اللحم" على هذا الهيكل بقدر استطاعتى مع وعى التام بعدم تخصصى وطبقا لما يسمح به الوقت و الظروف. و ادعو الجميع الى المزيد من المشاركة و التفكير فى ما يجب ان يكون عليه الوطن. و دعنا لا ننسى ان مصر وطن فريد.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق