بقلم: سوزان قسطندي
أنا مسيحى مسيحى.. وصليبى دقُّه فى إيدىّ.. وهو فى قلبى فى قلبى..أعزّ من عينىّ.. وأعزّ من حياتى كلها..
هذا هو لسان حال شهداء نجع حمادى.. شباب الأقباط الذى قُتِلوا غدراً بطلقات نارية عشوائية أطلقتها فى وجوههم وصدورهم أيادى إرهابية آثمة.. فى ليلة عيد ميلاد المسيح له المجد، بعد تأدية صلاة العيد بالكنيسة.. لا لذنب إقترفوه إلا لكونهم مسيحيين !!!
نودعهم على رجاء القيامة شهداء للمسيح.. ونطلب صلواتهم عنا أمام عرش النعمة الذين هم وقوف أمامه.
هم شهداء للمسيح بالحقيقة.. لأنهم خُيِّروا فاختاروا المسيح :
حينما أعلن رئيس مصر السابق أن المادة الثانية بالدستور تنص على أن مصر دولة إسلامية وتحكم بمبادئ الشريعة الإسلامية- مجرِّداً غير المسلمين من جنسيتهم المصرية وشاهراً العداء فى وجوههم ، فلم يرتد هؤلاء عن إيمانهم المسيحى- هكذا اختاروا المسيح !!
حينما أعلن رئيس مصر السابق أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة- عازلاً غير المسلمين عن الإنتماء لمصر وشاهراً سيف التمييز فى وجوههم، فلم يضعف هؤلاء بل ثبتوا فى إيمانهم المسيحى- هكذا اختاروا المسيح !!
حينما أعطى رئيس مصر السابق الرخصة لرعاع المصريين باستباحة الدماء القبطية خلال حوادث العنف الطائفى العديدة وأشهرها حادثى الخاكة والزاوية الحمراء دون إدانة لمجرم واحد، فهؤلاء لم يهابوا الموت لأجل إسم المسيح- هكذا اختاروا المسيح !!
حينما أشهر رئيس مصر السابق سيفه فى وجه الكنيسة القبطية والإكليروس الذين هم رموز الدين المسيحى خلال أحداث سبتمر 1981 الشهيرة، فتماسك هؤلاء وتحمّلوا الإضطهادات من أجل إسم المسيح- هكذا اختاروا المسيح !!
حينما أعلن رئيس مصر الحالى أنه رئيس لكل المصريين وكلما يبرهن على كلماته بخطوة يتراجع عنها خطوات، واحتمل هؤلاء صابرين من أجل المسيح- هكذا اختاروا المسيح !!
حينما حالت الدولة بين الأقباط وحقوقهم حارمة إياهم من أبسط الحقوق والحريات وهى الحرية الدينية وحرية العبادة فى تعنت رهيب يحيل دون إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة، وصبر هؤلاء من أجل المسيح- هكذا اختاروا المسيح !!
حينما عزلت الدولة الأقباط عن المشاركة السياسية والمجتمعية العامة مانعة إياهم من مناصب صنع القرار السياسى ومناصب الجيش ومناصب الشرطة وحتى المناصب العلمية والتعليمية الرفيعة من رئاسات الجامعات والأقسام الجامعية الخ لتجفيف كوادرهم وإضعاف كيانهم، فترَّفع هؤلاء عن كل ذلك من أجل المسيح- هكذا اختاروا المسيح !!
حينما أرادت الدولة ضرب إقتصاد الأقباط كما ضرب فقرائهم بذلك القرار الهمجى بإعدام الخنازير دون مبرر حقيقى- وصبر هؤلاء من أجل المسيح- هكذا اختاروا المسيح !!
حينما تعددت أحداث الفتن الطائفية ضد الأقباط العُزَّل المسالمين الوطنيين -حتى يصعب حصرها- ما بين تهديد وخطف واغتصاب وأسلمة إجبارية وشجار وترويج إشاعات وهجوم على مصلين بكنائس ومبانى خدمات بعد صلاة الجمعة وترديد هتافات تحريضية ضدهم ونهب وتبديد ممتلكات وحرق كنائس ومنازل وعنف وضرب وحبس واعتقال وتعذيب وقتل الخ الخ - لا لسبب إلا لديانتهم المسيحية- كل ذلك فى ظل تعتيم بل وتزييف إعلامى للحقائق وتواطؤ أمنى وفساد قضائى ورعاية حكومية ومباركة دينية ورِضا شعبى- حتى لم تحدث إدانة حقيقية لجانى واحد خلال جميع هذه الأحداث النارية التى يندى لها الجبين ، واحتمل هؤلاء كل هذا التضييق والإرهاب من أجل إسم المسيح فقد إختاروا المسيح !!
عرف هؤلاء أنهم مُستَهدَفون بحكم مخطط إبليسى هائل لإبادة الأقباط.. ومع ذلك لم تثنِهم ضيقات ولم تغرِهم مغريات تدفعهم للتخلى عن مسيحهم الذى أحبهم حتى إلى موت الصليب- فهكذا هم أحبوه حاملين صليبه حتى إلى الموت معه واثقين فى قيامتهم أيضاً معه.. هم شهداء للمسيح بالحقيقة.
"وهم غلبوه (إبليس) بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت" (رؤ 12: 11)
نطلب من كنيستنا الحبيبة أن تذكر أسماء هؤلاء الشهداء الأبطال وأحداث إستشهادهم بالسنكسار القبطى- مع سائر شهداء المسيح.. وإن كان إنتظار مدة خمسين عاماً -رغم أنى أقترح مراجعة المدة لطولها- لازماً لذِكر الأبرار المتنيحين، فيجب علينا أن نستثنى شهداء المسيح بسفك الدم ونذكرهم فور استشهادهم فدمائهم الزكية تشفع لهم أمام الله وإن كانوا قد فعلوا خطية يغفرها لهم..
نتذكر القديس يوليوس الأقفهصى كاتب سير الشهداء كيف كان يدفن أجساد الشهداء أو يرسل رفاتهم لأهالى بلداتهم بإكرام عظيم ويدون سِيَرِهم فور استشهادهم حتى استشهد هو أخيرا.
دماء الشهداء بذار الإيمان
|
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|