CET 20:19:28 - 16/12/2013

مقالات مختارة

المصري اليوم

بقلم : رامي جلال عامر

الطفولة السياسية المبكرة هى عكس المراهقة السياسية المتأخرة، فهى حالة تصيب الشاب الذى لم يبلغ سياسيًا بعد، ولم تتوفر عنده القدرة على الوقوف فى الجانب الصحيح والاحتكاك الصحيح بالواقع وإنتاج أفكار صالحة للحياة.. الطفل السياسى، كأى طفل، لا ينظر إلى الأمور إلا بنظرة كلية، ولا يقدر على متاعب التفكير المركب.. الأطفال لا يتفهمون أننا نؤيد الدولة ومؤسساتها، ومع ذلك قد نتحفظ على بعض القوانين، ونؤيد الشرطة، ورغم هذا قد نتحفظ على تصرفات بعض أفرادها، ونعتز بجيشنا الوطنى، ولكن هذا لا يمنع من معارضته إذا أخطأ.. الطفل السياسى يتعامل مع مؤسسات الدولة من منطلق السؤال الساذج: «بتحب مين أكتر: بابا ولاّ ماما؟!».. هو لا يستطيع الإجابة بدقة، فيلجأ لكراهية الجميع!

الكثير من الأمور لها أسباب ظاهرية وأخرى خفية، وهذا عادىٌّ ومشروع، ولكن المشكلة تحدث عندما تكون الأسباب الخفية غامضة على أصحاب القضية أنفسهم، فمن يعيثون فى الأرض فسادًا، بحجة المطالبة بعودة مرسى (سبب ظاهرى) يجهلون البعد الحقيقى للأمر، وهو يتعلق بالتجارة، وهو سبب تعلمه الجماعة، ويجهله أتباعها.. أما من يخرجون من الجامعات، من غير الإخوان، فالكثير منهم يجهلون الأسباب الحقيقية والخفية لهذا الخروج، فالحقائق والوقائع والتحقيقات والدلائل والقرائن تقول شيئًا، وهم يصرون على عكسه، دون تقديم أسباب أو منطق أو مبررات أو حجج أو رؤى، وهذه ليست مراهقة سياسية، لكنها طفولة سياسية معذبة وابتلاء من عند الله، فالتظاهر حق لأصحاب الحقوق، لا يمكن لأحد أن ينتزعه، لكن التظاهر من غير سبب قلة أدب وقلة ضمير، والأخطر من ذلك قلة عقل، والواقعة التالية تلخص بؤس أطفال الشارع السياسى فى مصر:

فى الإسكندرية، بعد الحكم بالسجن على متظاهرات إخوانيات ممن تمت تسميتهن «الحرائر»، على أساس أن باقى السكندريات شرائر! وهن طبعًا مذنبات، تلقين الحكم اللائق بالقانون، واستخدمن حقهن فى الاستئناف، فتم تخفيف الحكم بالقانون أيضًا.. المهم، أن الأمر تواكب مع انتخابات المدن الجامعية فى الإسكندرية، استمر الإخوان، كعادتهم، بالمتاجرة بقصة الحرائر على أكمل وجه، فقام جميع الأطفال الذين يظنون أنهم من كبار القادة السياسيين، وأعضاء الحركات اللامؤاخذة ثورية، بمقاطعة الانتخابات، تضامنًا مع «الحرائر»، فما كان من طلبة الإخوان إلا دخول الانتخابات والفوز بأغلبية المقاعد بالتزكية، مع العلم أن باقى المقاعد لم تذهب لغريب، لكن أخذها طلاب من الإخوة السلفيين، ليفوزا معًا بنسبة 100%! فى غياب الأطفال!

الثورة بطبيعتها فكرة، والأشياء تتغير عندما تتحول من أفكار إلى هتافات، والطفل الذى يبكى، ويصرخ، ويهتف طوال الليل بلا سبب يحتاج إلى طبيب لتشخيص الحالة وتقديم العلاج. شفى الله الجميع.

بقلا عن : المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع