بقلم: نشأت المصري " انتهى الدرس يا غبي!!" وفي الحقيقة عندما طويت هذه الصفحة تذكرت ابني عندما تعلم برنامج الكتابة "وورد" على الكمبيوتر فعلمته كيف يفتح صفحة "وورد" وكيف يعد الصفحة وكيف ينسقها وخلافه ,, ففتح صفحة وأخذ يجرب ما تلقنه شفهياً بطريقة عملية, وكنت معه خطوة, خطوة وكتبت له ملاحظاتي على نفس الصفحة التي فتحها حتى يمكنه الرجوع إليها ويعرف أخطائه ويتفادى الوقوع فيها مجدداً ,, وفي آخر المطاف وبعد أن تعبنا أنا وهو من المناقشات في برنامج "الوورد " سألني وقال كيف يمكنني حذف الصفحة؟ فعلمته ,, وسأل أيضاً كيف يمكنني طوى الورقة وفتح صفحة جديدة؟فعلمته أيضاً!! وبعد أن علمته ذهب وفي سرعة البرق وفي لمح البصر حذف صفحته التعليمية, وما أن لاحظت منه هذا التصرف وبخته بشدة وعنفته وقلت له أنت لا تتعلم أبداً " انتهى الدرس يا غبي!! من ليس له صفحة يتعلم منها أخطائه فلم يكون له مستقبل لتنسيق صفحة جيدة,, ولا يكون له مستقبل أفضل. الحكومة المصرية أثبتت أن الأمن كان متواجد وفي أهبة الاستعداد ليلة العيد,, وعقب الحادث بمدة قليلة, سلم الجناة أنفسهم بمحض إرادتهم,, وأثبتت التحريات واللجان المشكلة من مجلس الشعب وكل ما له صلة بالحكومة, أن الحدث فردي ولا يوجد فيه شبهة طائفية ولا يوجد محرض طائفي استغل أو استأجر هذا القاتل ليقوم بما فعله,, وأثبتت أيضاً أن القاتل له مشاعر وقد غار على حدث مفتعل ملفق وقصة أشبه بالخيال وهي قصة اغتصاب طفلة في فرشوط,, وكأن الحكومة بررت هذه الفعلة لتفتح المجال لآخر ليقوم بفعلة أخرى!!!!!!! الحكومة لم ولن تتعلم من صفحات التاريخ في مثل هذه الأحداث,, وعندما قام الحقوقيون منادون باللا رجعة للمجالس العرفية ,, فعلت الحكومة والحزب الحاكم مسرحية أخرى أشبه بالمجالس العرفية مع تغيير بسيط في المشاهد,, بأن قامت الجهات الحكومية والشعبية والحزب الحاكم وقيادات الدين الإسلامي بتقديم واجب العزاء, تحت أضواء فلاشات كاميرات التصوير للصحافة الحكومية والفضائية والصحف المقروءة والمصورة, جميعهم كان لهم دور في توجيه الأضواء على مشاركات مفتعلة وديكورات لعزاء وهمي ,, ولا عزاء في المواطنة. الإعلام أيضاً لم يستفيد من الدروس,, وعالج الموضوع كلٍ بما يحمله من اتجاه,, فالذين هم ضد الحكومة والحزب الحاكم ,, أخذوا ينادون ضد الحكومة فتحولت الساحة من معالجة صادقة للحدث حتى لا يتكرر, إلى مزايدات عن من الأفضل الحزب الحاكم أم الإخوان أم غيرهم من الأحزاب. ولكني لا أنكر أن هناك من الصحافيين والحقوقيين من كان لهم مشاعر صادقة ليس تجاه الضحايا فقط بل تجاه مصر كلها بكل المصريين,, هم الذين استفادوا من الدروس السابقة. ومن هم مستأجرون للحكومة وحزبها الحاكم,, جعلت من صفحاتها مسرحية هزلية جديدة لتصف لنا يقظة النظام,, وحيادية النظام ,, ومشاركة النظام أحزان المسيحي المقهور, وأن الحدث فردي وغير طائفي وهو حدث إجرامي من الدرجة الممتازة, وغيرها !! وغيرها !! من المتملقات الصحفية وللكل أقول أيضا. انتهى الدرس يا غبي!! القيادات الدينية المسيحية اكتفت بالدموع, والاستنكار, والصلاة, فلا يوجد لجنة تقصي حقائق من الآباء أساقفة المجمع المقدس مكلفة من سيدنا البطريرك لمؤازرة سيدنا الأنبا كيرلس في محنته, وقت وقوع الحدث, سوى سيدنا الأسقف العظيم والذي زاد جداً في نظر الجميع الأنبا بيمن,, أو لجنة من القانونيين المكلفين من البطريركية تحضر إلى موقع الحدث فور السماع به, لمتابعة مسار التحقيقات,, ولكنهم أيضاً معذورين لأنهم من المستهدفين طائفياً سواء بالاضطهاد المباشر أو بوسائل الإعلام, يقول الكتاب : "معزون متعبون كلكم" لنقول أيضاً: صفحة كانت وهذه صفحة فنطويها مع السابقة. الحزب الوطني لم يستفيد من الصفحات السابقة لينقي صفوفه من المتطرفين والبلطجة ويفتح صفحة جديدة ميثاقها الديموقراطية والقانون ومصر لكل المصريين ,, ولكن هيهات فورقة الضغط الطائفي هي الرابحة في مجتمع تحول بأكمله إلى الإسلام السياسي الوهابي,, ومظاهر الأسلمة القهرية للدولة.ولكنا نقول له: "انتهى الدرس يا غبي" فهذا الاتجاه سوف يقضي على هذا الحزب بلا رجعة. الدرس يا سادة الذي كان يمكن الاستفادة منه من خلال الوريقات التي طويت, فلو طبق لما حدثت هذه المذبحة , وإن لم يطبق فسوف ننتظر صفحات أخرى ليطويها النظام وتظل مصر كما هي لم تستفيد من الماضي : · المواطنة ليست كلمة مقروءة ولكنها إيمان داخلي لكل فرد في مصر,, وتفعيلها يجب أن يكون على حساب التمييز الديني في مصر,, والعلاج يبدأ بحذف خانة الديانة من الأوراق الرسمية,, ومن عقولنا أيضاً فتصنيف المصريين وراء كل حدث طائفي, مع ملئ الفراغ بأهداف مشتركة لكل المصريين وما أكثر هذه الأهداف. · الرجوع إلى هيبة الدولة من خلال القانون,, فكل مخالف للقانون يجب أن يجد حكماً رادعاً يتناسب مع فعلته. · حذف المادة الثانية من الدستور المصري, ويفعل القانون تبعاً لبنوده, ولا يجب تأويل القانون تبعاً لشريعة دين معين, حتى تكون هناك مساواة بين المواطنين. · ميثاق شرف بين القيادات الدينية المسيحية والإسلامية بعدم قبول أي متحول إلا بعد إختبارات عنيفة للوثوق بأنه قبل هذا الدين عن إيمان منه ولا عن تحريض أو انتقام أو شهوات جنسية أو مغريات في مادة أو منصب. · القضاء هو الفيصل ونتمنى أن يكون عادلاً غير مميز أو متعصب لدين دون الآخر. " انتهى الدرس يا غبي" |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٣ تعليق |