CET 00:00:00 - 20/01/2010

مساحة رأي

بقلم: نشأت المصري
طويت صفحة مذبحة عيد الميلاد المجيد 2010م في نجع حمادي والحال على ما هو عليه لنقول لكل المؤسسات المدنية والأمنية والقضائية

" انتهى الدرس يا غبي!!"

وفي الحقيقة عندما طويت هذه الصفحة تذكرت ابني عندما تعلم برنامج الكتابة "وورد" على الكمبيوتر فعلمته كيف يفتح صفحة "وورد" وكيف يعد الصفحة وكيف ينسقها وخلافه ,, ففتح صفحة وأخذ  يجرب ما تلقنه شفهياً بطريقة عملية, وكنت معه خطوة, خطوة وكتبت له ملاحظاتي على نفس الصفحة التي فتحها حتى يمكنه الرجوع إليها ويعرف أخطائه ويتفادى الوقوع فيها مجدداً ,, وفي آخر المطاف وبعد أن تعبنا أنا وهو من المناقشات في برنامج "الوورد " سألني وقال كيف يمكنني حذف الصفحة؟ فعلمته ,, وسأل أيضاً كيف يمكنني طوى الورقة وفتح صفحة جديدة؟فعلمته أيضاً!! وبعد أن علمته ذهب وفي سرعة البرق وفي لمح البصر حذف صفحته التعليمية, وما أن لاحظت منه هذا التصرف وبخته بشدة وعنفته وقلت له أنت لا تتعلم أبداً

" انتهى الدرس يا غبي!!

من ليس له صفحة يتعلم منها أخطائه فلم يكون له مستقبل لتنسيق صفحة جيدة,, ولا يكون له مستقبل أفضل.
وها نحن في حياتنا وقصتنا مع صفحات الاضطهاد الديني في مصر, نطوي أو نحذف صفحة تلو الأخرى بدون أن نتعلم شيء أو نخرج بشيء.
الأحداث متشابهة ومتكررة ,, بدءاً بالزاوية الحمرة مروراً بالكشح والعديسات والمحلة الكبرى وغيرها !! وغيرها!! من الأحداث وصولاً لمذبحة نجع حمادي, وها نحن نطويها لتلحق بسابقتها من الأحداث.

الحكومة المصرية

 أثبتت أن الأمن كان متواجد وفي أهبة الاستعداد ليلة العيد,, وعقب الحادث بمدة قليلة, سلم الجناة أنفسهم بمحض إرادتهم,, وأثبتت التحريات واللجان المشكلة من مجلس الشعب وكل ما له صلة بالحكومة, أن الحدث فردي ولا يوجد فيه شبهة طائفية ولا يوجد محرض طائفي استغل أو استأجر هذا القاتل ليقوم بما فعله,, وأثبتت أيضاً أن القاتل له مشاعر وقد غار على حدث مفتعل ملفق وقصة أشبه بالخيال وهي قصة اغتصاب طفلة في فرشوط,, وكأن الحكومة بررت هذه الفعلة لتفتح المجال لآخر ليقوم بفعلة أخرى!!!!!!!

الحكومة لم ولن تتعلم من صفحات التاريخ في مثل هذه الأحداث,, وعندما قام الحقوقيون منادون باللا رجعة للمجالس العرفية ,, فعلت الحكومة والحزب الحاكم مسرحية أخرى أشبه بالمجالس العرفية مع تغيير بسيط في المشاهد,, بأن قامت الجهات الحكومية والشعبية والحزب الحاكم وقيادات الدين الإسلامي بتقديم واجب العزاء, تحت أضواء فلاشات كاميرات التصوير للصحافة الحكومية والفضائية والصحف المقروءة والمصورة, جميعهم كان لهم دور في توجيه الأضواء على مشاركات مفتعلة وديكورات لعزاء وهمي ,, ولا عزاء في المواطنة.

 الإعلام أيضاً لم يستفيد من الدروس,, وعالج الموضوع كلٍ بما يحمله من اتجاه,, فالذين هم ضد الحكومة والحزب الحاكم ,, أخذوا ينادون ضد الحكومة فتحولت الساحة من معالجة صادقة للحدث حتى لا يتكرر, إلى مزايدات عن من الأفضل الحزب الحاكم أم الإخوان أم غيرهم من الأحزاب.

ولكني لا أنكر أن هناك من الصحافيين والحقوقيين من كان لهم مشاعر صادقة ليس تجاه الضحايا فقط بل تجاه مصر كلها بكل المصريين,, هم الذين استفادوا من الدروس السابقة.

ومن هم مستأجرون للحكومة وحزبها الحاكم,, جعلت من صفحاتها مسرحية هزلية جديدة لتصف لنا يقظة النظام,, وحيادية النظام ,, ومشاركة النظام أحزان المسيحي المقهور, وأن الحدث فردي وغير طائفي وهو حدث إجرامي من الدرجة الممتازة, وغيرها !! وغيرها !! من المتملقات الصحفية

 وللكل أقول أيضا.

انتهى الدرس يا غبي!!

 القيادات الدينية المسيحية اكتفت بالدموع, والاستنكار, والصلاة, فلا يوجد لجنة تقصي حقائق من الآباء أساقفة المجمع المقدس مكلفة من سيدنا البطريرك لمؤازرة سيدنا الأنبا كيرلس في محنته, وقت وقوع الحدث, سوى سيدنا الأسقف العظيم والذي زاد جداً في نظر الجميع الأنبا بيمن,, أو لجنة من القانونيين المكلفين من البطريركية تحضر إلى موقع الحدث فور السماع به, لمتابعة مسار التحقيقات,, ولكنهم أيضاً معذورين لأنهم من المستهدفين طائفياً سواء بالاضطهاد المباشر أو بوسائل الإعلام, يقول الكتاب : "معزون متعبون كلكم"

 لنقول أيضاً: صفحة كانت وهذه صفحة فنطويها مع السابقة.

 الحزب الوطني لم يستفيد من الصفحات السابقة لينقي صفوفه من المتطرفين والبلطجة ويفتح صفحة جديدة ميثاقها الديموقراطية والقانون ومصر لكل المصريين ,, ولكن هيهات فورقة الضغط الطائفي هي الرابحة في مجتمع تحول بأكمله إلى الإسلام السياسي الوهابي,, ومظاهر الأسلمة القهرية للدولة.ولكنا نقول له:

"انتهى الدرس يا غبي"

فهذا الاتجاه سوف يقضي على هذا الحزب بلا رجعة.

 الدرس يا سادة الذي كان يمكن الاستفادة منه من خلال الوريقات التي طويت, فلو طبق لما حدثت هذه المذبحة , وإن لم يطبق فسوف ننتظر صفحات أخرى ليطويها النظام وتظل مصر كما هي لم تستفيد من الماضي :

·   المواطنة ليست كلمة مقروءة ولكنها إيمان داخلي لكل فرد في مصر,, وتفعيلها يجب أن يكون على حساب التمييز الديني في مصر,, والعلاج يبدأ بحذف خانة الديانة من الأوراق الرسمية,, ومن عقولنا أيضاً فتصنيف المصريين وراء كل حدث طائفي, مع ملئ الفراغ بأهداف مشتركة لكل المصريين وما أكثر هذه الأهداف.

·   الرجوع إلى هيبة الدولة من خلال القانون,, فكل مخالف للقانون يجب أن يجد حكماً رادعاً يتناسب مع فعلته.
·   رفع الحصانة عن أعضاء المجالس الشعبية, والوزراء  فحصانة الجيد من نفسه والمخالف للقانون لابد ان يحاسب مهما كان منصبه أو مركزه الاجتماعي.
·   مبدأ حزب الحكومة يجب أن يندثر بحكومة الحزب بمعنى آخر مبادئ الحزب وتواجده الشعبي ورعايته لمصالح الشعب تقف في صف الحزب في الانتخابات ومنه تشكل الحكومة وليس العكس,, بأن تنشئ الحكومة حزباً فلابد أن الجميع ينضم إليه من خلال ولاءه للحكومة أو خوفاً منها.

·   حذف المادة الثانية من الدستور المصري, ويفعل القانون تبعاً لبنوده, ولا يجب تأويل القانون تبعاً لشريعة دين معين, حتى تكون هناك مساواة بين المواطنين.
·       لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين فأرض الوطن وطن وليس لها دين.
·   تطهير الصحافة ذات المرجعيات المتشددة حتى لا تحدث بلبلة متطرفة للشعب, ومع عمل قانون للصحافة في هذا الشأن.
·       الرقابة على الخطاب الديني إلى حين تفعيل المواطنة الفعلية وليست الورقية.
·    إعلاء قيمة الفرد بحيث أن يكون الاختيار للقيادي الشعبي أو التنفيذي على الكفاءة فقط , وليس القبلية العرقية أو المرجعية الطائفية أو الواسطة أو المحسوبية.

·   ميثاق شرف بين القيادات الدينية المسيحية والإسلامية بعدم قبول أي متحول إلا بعد إختبارات عنيفة للوثوق بأنه قبل هذا الدين عن إيمان منه ولا عن تحريض أو انتقام أو شهوات جنسية أو مغريات في مادة أو منصب.
·   رجال الأمن هم حماة الوطن والملجأ لكل مقهور وصمام آمان المواطن فيجب ألا يكون في صفوفهم من يحمل شعار التمييز العنصري.
·   رجل القانون المحامي يجب أن يتعهد بين الله ونفسه والوطن أن يكون مع الحق ولا يحيد عنه بناء على مرجعية عنصرية ( فهل يجوز يا سادة أن تتعاطفوا مع طرف دون الأخر قبل النطق بالحكم, في حادث الاغتصاب, فهل هذه هي العدالة التي تعلمتموها,, فالله هو العدل أم أنكم لا تتبعون العدل)

·       القضاء هو الفيصل ونتمنى أن يكون عادلاً غير مميز أو متعصب لدين دون الآخر.
·       على كافة القيادات التمسك بالصدق والحق والشفافية.
فهل كان يجب طوي صفحات نتعلم من خلالها قراءة هذا الواقع الأليم الذي ضاع ضحيته أبرياء؟ أم أننا نريد نطويها بدون رجعة حتى نسمعهم مقولة:

" انتهى الدرس يا غبي"
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق