CET 00:00:00 - 02/04/2009

مساحة رأي

بقلم- منير بشاي
هذا موضوع قديم جديد، سمعناه وسئمنا منه، ولكنه عاد ليطفو على السطح من جديد، ربما تزامناًَ مع إقتراب زيارة الرئيس مبارك للبيت الأبيض، هو نوع من الإتهامات المعلبة الجاهزة السريعة التي تسعفهم إذا عجزت الحيلة عن وجود رد مقنع ضد أصوات أقباط المهجر المطالبين بالحقوق العادلة المشروعة لأقباط مصر، وهو إتهام مليء بالمغالطات والمتناقضات. 

أولاًَ: الإستقواء بالأجنبي ...  من هو هذا الأجنبي؟

أقباط المهجر بعضهم يحمل جنسيتين، وهما المصرية والدولة التي هاجروا إليها، أما الجيل الذي ولد فى المهجر فمعظمهم يحملون جنسية واحدة، وهي الدولة التي ولدوا فيها، فهل هذه البلاد التي ولدوا على أرضها، ويعيشون فيها، ويحملون جنسيتها هي الأجنبي؟
حتى الأجيال القديمة فإن كثيرون منهم قد عاشوا في البلاد الجديدة أكثر مما عاشوا في مصر، ليس هدفي هنا التقليل من الإنتماء لمصر، ولكن أريد مجرد توضيح أن ما يسمونه الأجنبي هو الوطن الشرعي لمئات الآلاف من أقباط المهجر.
هذا الوطن هو وطنهم، وليس أجنبياًَ عنهم، ومن واجبه أن يدافع عن حقوقهم، ويرعى إهتماماتهم، وعلى رأس هذه الإهتمامات، وضع إخوتنا من لا يزالوا يعيشون في مصر ويعانوا صنوفاًَ من التحيز والإضطهاد.  

ثانياًَ: الإستقواء بالأجنبي – إن كان- خطأ فلماذا تمارسوه؟

أليست محاولات العرب توسيط الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي للضغط على إسرائيل لعمل تنازلات لصالح الفلسطينيين هو نوع من الإستقواء الأجنبى؟ وفي ظني أن زيارة الرئيس مبارك للرئيس أوباما المرتقبة هي أيضاًَ تدخل ضمن هذه المحاولات، ألم تستقوى الدول الإسلامية بأمريكا، التي هي ليست فقط أجنبية، ولكنها أيضاًَ مسيحية، لحماية المسلمين في كسوفو؟ أم أن ما هو حلال لكم حرام لنا؟

ثالثاًَ: الإستقواء بالأجنبي ...  ما المشكلة؟

هل هي جريمة وطنية أو أخلاقية أو قانونية أن يطلب المظلوم مساعدة الآخرين لأخذ حقوقه المشروعة، والحصول على العدالة؟
وما هو الموقف الوطني الذي تفترضون أن يقوم به الأقباط؟ هل هو مجرد الشكوى لمن صموا آذانهم، وأغلقوا عيونهم، وعقولهم، وقلوبهم؟ وبات واضحاًَ أنه ليس لديهم إرادة لمجرد النظر في شكواهم أو أي أمل في إيجاد الحل لها، هل إذا حاول الأقباط  توسيط من يساعدهم على رفع المعاناة – بعد أن فشلوا في تحقيق ذلك داخلياًَ – هل هذا يعتبر خيانة وعمالة؟

رابعاًَ: الإستقواء بالأجنبي ...  من المتسبب؟

هل يجد الأقباط متعة في الشكوى.. أم.. أن الأمر فرض عليهم؟
ألم تدفعوهم أنتم إلى ذلك بسبب ممارساتكم الظالمة؟ إن كان هناك من يلام على هذا، فهي سياستكم المتحيزة التي لا تقدم للأقباط سوى الشعارات الجوفاء، والكلمات المعسولة، والوعود الكاذبة.
والشعب القبطي المطحون يئن من قسوة الظلم، ويذرف الدمع سخيناًَ في صمت عسى أن يأتي المستقبل بما يفرج أزمته ولكن الأيام قاسية والمستقبل ملبد بالغيوم وصبر الأقباط قد نفذ ... فقبل أن تقول للباكي لا تبكي قل للضارب لا تضرب.

خامساًَ: الإستقواء بالأجنبي.... والشرعية الدولية.

عالم اليوم يختلف كثيراًَ عن عالم الأمس، هناك نظام عالمي جديد ومبادئ للعولمة، ومعايير دولية تضمن للمواطنين في أي دولة على وجه الأرض حقوقاًَ لا يجب أن تؤخذ منهم.
من هذه "حقوق الإنسان" التي تضمن لهم حداًَ أدنى من هذه الحقوق. مضى الوقت الذي كان المواطنون يعتبرون ملكية خاصة للحاكم، يفعل فيهم ما يشاء.
الوقت الذي كان الحاكم يعتبر تدخل الدول الأخرى في هذه الأمور هو نوع من التدخل في شئونه الداخلية وسيادة دولته، أصبحت هناك منظمات عالمية، ومحاكم دولية للنظر في القضايا التي تمس الجرائم ضد الإنسانية وتحمى الضعيف والمظلوم من بطش الحكام، هذا هو الإتجاه الحديث للتعامل مع هذه الجرائم، وعلى الذين يمارسوا مثل هذه التعديات أن يتحذروا فالعدالة ستلاحقهم ولن يجدوا مكاناً يختبئون فيه.

نصيحة أخيرة للنظام المصري وجهازه الإعلامى، لقد آن الوقت أن تغيروا هذه الإسطوانة المشروخة، فحجتكم هزيلة، ومنطقكم أعوج، وتنم عن إصرار على الإستمرار في الظلم، ومحاولة فاشلة لكتم صوت الحق، ولن تفلحوا في هذا إلا إذا كنتم تعتقدون أنه في إمكانكم أن تطفئوا الشمس!!

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق