CET 00:00:00 - 24/01/2010

مساحة رأي

بقلم: نشــأت عــدلي
كل صاحب قلم عليه مسئولية كل كلمة يكتبها..
فالذين يكتبون .. هم أصحاب رسالة سامية .. وهدف نبيل .. وأصحاب قضية مهمومين بها ويدافعون عنها باستماتة .. فالكتابة ليست نوعًا من أنواع التباهي أو الترف أو حتى حب الظهور .. ولكن لها أهداف وأفكار .. أو تحليل مواقف معينة وتوضيح الخفي منها .. أو خبرات حياتية يُريد الكاتب أن يوصّلها لكل قارئ لكي يستفيد منها أو يتعلم منها دروسًا ربما تفيده في مواقفه المختلفة .. وربما يعتنقها القارئ ويصدقها وربما غير ذلك  .. هذه ليست قضية الكاتب .. ولكن يسرّه أن يوصل فكرته للقارئ بأسلوب يستطيع كل فرد من القرّاء أن يستوعبه ويدرك أبعاده.. الكتابة هي نوع من أنواع الخدمات الت تقدم لجمهور القراء ..

فكل كاتب يختزل بداخله كثيرًا من القراءات والمعلومات المتاحة لكل فرد ويكتسب من هذه الكثير من المعلومات المخلوطة بمشاعره العامة وتتبلور في الإحساس بالناس جميعهم وأيضًا تتأثر مشاعرة الخاصة بكل ما يقرأ .. مضاف إليها الخبرة العامه له ونظرته الشخصية .. ونظرة الناس إليها .. وهذه يستقيها من إحساسه بهم .. وكلامه معهم ... وفهم وجهة نظرهم لكافة الأمور .. فهو ينقل رغباتهم وأمنياتهم مضافة إليها تقييمه هو لهذه الرغبات .. ووضعها في صورة يتقبلها كل قارئ .. فهو يعبر عن أمنياتهم .. بل ويستقي منهم كل الأفكار للكتابة عن كل همومهم الشخصية والعامة .. لأنه في هذا يعيش حياة الفرد العادي، فيكتب عما يجيش في صدره .. لأن همومهم هي جزء من همه هو أيضًا ... وهناك بعض من الكتاب المحترفين الذين يتقاضون أجرًا على كتاباتهم .. فهؤلاء ليسوا هم قضيتنا التي نكتب عنها ولكننا نكتب عن الذين يكتبون وبداخلهم هموم الناس ... فيكتبون معبرين عما بداخلهم وداخل الناس جميعًا .. فيُخرجون هذه من دواخلهم  .. فيرى الناس أمانيهم وهمومهم أمام أعينهم ..  الكتاب الذين لايتقاضون أجرًا أو مجازاة على كل كتاباتهم .. ولكن كل أجرهم هو كلمة استحسان على ما كتبوا .. أو كلمة مدح تبين أن هذا هو ما يدور في صدور القراء والكاتب قد عبر عنه ..

هذا هو الهدف الحقيقي لكل من يكتب .. أن يعبر أو يزرع قيمة بداخل القراء .. غير منتظر أي مجازاة .. وربما هذه الكتابات قد توقعه في مشكلات وملاسنات كان في غنى عنها .. ولكنه يشعر بواجب أو مسئولية داخله تجاه الناس جميعًا قد أوجبت عليه أن يطرحه عليهم بعيدًا عن كل الأمور الشخصية .. لأنه يتكلم بلسانهم .. فهو يطرح أراء لا تمس شخص بعينه ...ولكنه ينتقد وضعًا صادرًا من أشخاص أو حتى شخصًا ذا مسئولية .. عليه أن يتحملها بل ويسعى لإراحة الذين أولوه هذه المسئولية .. كذلك الهموم العامة التي تشغل الكثيرين .. تشغله هو أيضًا .. دون الانتظار لمجازاة أو أجر على ما يكتب .. فهذه هي المسئولية الأدبية التي تقع على عاتقه .. والنابعة من ضميره هو دون النظر إلى أية اعتبارات أخرى .. وهذا هو الهدف الحقيقي من كل كتاباتنا .. فكل كلمة تُكتب لا تزرع قيمة معينة أو توضح أمورًا خافية عن البعض وتكشف ما وراء المظاهر الخادعة .. هي كلمة خادعة .. تهدم ولا تبني ..

وهذه الموهبة التي حبا الله بها البعض. تعتبر وزنة نتاجر بها لصالح أبنائه وأبنائنا... وسيحاسنا الله كثيرًا عليها إن لم نستخدمها للصالح العام ..
لذا لا ينتظر الكاتب مقابل ما يكتبه أي شيء .. تسعده كلمات المدح .. ولكن لا تؤثر كلمات النقد على مسيرته، إلا إذا كان هذا النقد موضوعيًا .. وفي هذا يستعيد فكره في كل ما كتبه ويعدل من كتاباته.. فدائمًا هناك مساحة بين ما نكتب .. وما نقول .. مع ما نفعل .. فلابد للكاتب أن يحترم قلمة ويحترم عقلية القارئ ويسارع بقراءة  كل وجهات النظر المختلفة .. وتكون له الجراءة الأدبية التي تجعله ينظر إلى أفكاره مرة أخرى ويتنازل عن الغير مقبول منها .. ويصر على المنطقي والمعروف حتى لو حاربته الدنيا بأسرها .. فكل ما يكتبه يقيّمه القرّاء بالمادة الكتابية وما تحويه من أفكار جديدة ... وليس بأشياء أخرى.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٢١ تعليق

الكاتب

نشأت عدلي

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

لماذا نكتب؟؟

دم حلف ما ينشف

اطمئن.. لقد صنعتَ رجالاً

أبنائي وأنا

إنتــظار إلهيّ

جديد الموقع