CET 00:00:00 - 25/01/2010

مساحة رأي

بقلم: د. ياسر يوسف غبريال
الاقباط واخدين اكتر من حقهم ..جملة تتردد على لسان المصريين من الوزير للغفير ..والحقيقة انا معاهم ..فعلا كفاية حقوق بقى احسن تعبنا .. مفيش ظلم خالص .. طب والناس التانية مالهاش نصيب  .. دا الاقباط خلصوا كل الحقوق وعاوزين يستوردوا حقوق من ماليزيا .. لابد ان يراعى الاقباط الظرف الحرج الذى تمر به الامة والذى يبدو انها لن تخرج منه .. وعلى الاقباط كاقلية التخلى عن بعض حقوقهم وكفاية عليهم حق النفس وحق المم وحق الشرب من ماء النيل وحق ركوب المترو .. وتسهيلا على الاخوة الاقباط والامة التى تمر بظرف حرج سوف اوضح لكم الحقوق التى بياكلها الاقباط وهى والعة .. والعة على الأخر .. وارجو من اخوتى الاقباط بما هو معروف عنهم من عطاء لدرجة الدم ان يتخلوا عن بعض او كل حقوقهم دى اللى واخدينها من الامة التى تمر بظرف حرج  :

= حق الخوف : الذى يصل لحد الرعب وهو حق متجدد دوما ووصل الان الى ابواب الكنائس .. تلاقى الام قلبها يفضل واكلها لحد ما الواد يرجع من القداس فربما صادف غول او اى وحش فى طريقه والاب يفضل قلقان على البت لحد ما ترجع من الدرس وينصحها ما بلاش يا بت الصليب الكبير ده الصليب يا بنتى فى القلب .. والست تفضل خايفة على جوزها احسن حد يستفزه فى الشغل فيرد عليه وتبقى مصيبة .. والراجل اللى فاتح محل اكل عيش حاطط ايده على قلبه فربما عاكس واحد مسيحى قطة واحد مسلم فتقوم الفتنة التى تحصد الاخضر واليابس من ممتلكات الاقباط طبعا ..اصبح الخوف حقا لكل قبطى .. الخوف من امتحان شفوى يتم فيه التريقة على اسمه المسيحى والخوف من التقدم لوظيفة يتم رفض البنت فيها لانها سافرة اى مش مغطية البصلاية اللى هى راسها يعنى ..والخوف من بكرة فى مستقبل مجهول لبلد يرجع للخلف بسرعة رهيبة من غير فرامل !!

= حق ممارسة المشى وهو لو تعلمون رياضة عظيمة جدا ويمارسها الاقباط بانتظام كل جمعة وحد وتستعد لها الاسرة من الليل .. الكل ينام بدرى ويتعشوا بدرى ويجهزوا الهدوم فغدا القداس الالهى ولان الكنيسة تقع على بعد كام بلد او عشرميت كيلو متر فالرحلة طويلة وشاقة ولابد من الصحيان قبل الفجر حتى تمشى الاسرة فى حر الصيف وطين الشتاء كام كيلو متر لحد ما تلاقى عربية ربع نقل او ميكروباص من الاخرة او توك تك حتى تصل للكنيسة فى البلد المجاورة وتجد مكان وسط المئات المحتشدين فى كام متر .. وفى المدينة قد تحتاج لساعة او اكثر لتصل الى اقرب كنيسة خاصة لو كنت من سكان المدن الجديدة الطاهرة اللى مفيهاش كنيسة .. ولان الاقباط يعانون من النفسنة ولا يفهمون الثواب اللى بياخدوه من المشى للكنيسة البعيدة تجد واحد قبطى منفسن يسرح بخياله ويقول يعنى انا انزل الساعة خمسة الصبح عشان اوصل الكنيسة بعد كام ساعة وجارى ينزل يصلى فى الجامع اللى تحت البيت فى بدروم العمارة .. دا الشارع اللى انا فيه تلات جوامع ..وعشر ميكروفانات .. مسكين هذا القبطى الذى لا يرى نقطة الماء فى الكوب الفاضى والناشف .. ان جاره هذا يخسر صحته بعدم المشى ..

=  حق العمل الحر : ينجح الطالب القبطى ويتفوق فى جميع مراحل التعليم ويدخل الجامعة ويتفوق اولا ثم يخيب مؤخرا ويلاقى نفسه فى ذيل الناجحين حتى تضيع عليه فرصة التعيين فى الجامعة التى اظن انه فى غضون سنوات قليلة غالبا لن يكون فيها استاذ مسيحى واحد .. فقط الاساتذة القدامى الذين سينقرضون بالموت والهجرة ..وتصبح عجائب الدنيا تمانية ..والعجيبة التامنة انك تلاقى استاذ قبطى فى جامعة مصرية ..اما الحكمة وراء هذا الظلم فهو ان ينطلق القبطى فى مجال العمل الحر ولا يتقيد بوظيفة او كرسى .. يفتح محل بقالة .. يشتغل فى الغردقة .. يهاجر لبلاد الله الواسعة اللى مفيهاش ظلم ولا تمر بظرف حرج .. وغالبا بينجح القبطى فى جميع طرقه وقتها يفتح المسئول من دول بقه ويقول مش قلنا لكم الاقباط ناجحين فى العمل الحر .. وانا اقول مجبر اخاك مش حر .. ومش كل الناس ساويروس ومش كل الناس غبور ..وعلى غرار الجامعة يتم ذلك فى كل الوظائف والرتب و الهيئات مجرد وجود قبطى فى منصب مهم هو بمثابة وردة فى عروة جاكتة النظام ..وردة وبس ..وغالبا قبطى يتميز بصفات معينة تمكنه من الاستمرارية .. ومن يرغب فى الوصول عليه الاتصال بمحافظ قنا القبطى ويعرف منه سر الخلطة ..!!
= حق السياحة الداخلية : لا يهاجر الاقباط خارج الوطن فقط بل داخله ايضا وكانت هناك موجات هجرة قبطية من صعيد مصر الى القاهرة والاسكندرية وقت تصاعد التنظيمات الارهابية فى التسعينات فترك الناس املاكهم او باعوها وقفلوا موارد رزقهم وبحثوا عن الامن فى اماكن اخرى ..الناس بتدور على الرزق والاقباط بتدور على الامن .. عشان كدة تلاقى الاقباط فاتحين محلات جنب بعض ( طبعا دا خطر دلوقت ) ..وفى ايامنا هذه يحدث نوع جديد من الهجرة .. يسمى بالتهجير الاجبارى للاقباط وهو حق يتمتع به الاقباط فقط .. فعندما تقوم الفتنة اللى مش بتقعد اساسا يتم تهجير الاقباط قسرا من بيوتهم واراضيهم وترحيلهم الى بلاد اخرى واناس اخر ومدارس اخرى واعمال اخرى .. وربما قال اب لابنه ردا على سؤال هنرجع البيت امتى يابابا ؟ .. ربما رد وقال مالناش بيت فيها يا بنى ..!!

= حق عدم الرد : ودا حق تاريخى للاقباط منذ اجيال ومازال الاعلام المصرى المقروء والمرئى يتيح لهم هذا الحق ..الدنيا كلها فيها حق الرد واحنا فقط نتمتع بحق عدم الرد .. فشتيمة الاقباط اصبحت بابا ثابتا فى بعض الجرائد والقنوات .. عندك مثلا روزاليوسف اليومية فيها باب اسبوعى اسمه ( قساوسة ورهبان ) مهمته الاساسية ( الوساوس والبهتان ) وكذلك صفحة اسبوعية فى الوفد وصوت الامة كتقنين للافترا..  ولاننسى محمد عمارة فى الاخبار وزغلول النجار فى الاهرام .. اما الاقباط فلهم الله وحق عدم  الرد.. وحق اخر وهو حق الثواب على الشتيمة ..يعنى شتيمة الاقباط فرض ولكن لا حق للرد وكفاية عليهم ثواب الشتيمة .. وماما زمان كانت بتقول متردش على حد شتام ..ومن ساعتها مش بنرد على حد مش بس عشان ماما .. لكن عشان مفيش فرصة .. الجرايد لاتنشر الرد وبرامج التوك شو بتقطع الاتصال .. وبذلك لا يصل صوت القبطى الى ابعد من باب البيت .. وربما خاف يتكلم فى الموبيل ..واذا ثار واحد قالوا له هى الشتيمة بتلصق .. او قالوا شتيمة تعدى وكله بثوابه ..وعندما ظهر لبعض الاقباط اصواتا سواء فى المهجر او على النت ظهرت كل مقصات الالسنة وكانت الصدمة الكبرى ان الاقباط بيردوا رغم انهم بيتمتعوا بحق عدم الرد ..فعلا نكران للجميل  .. شعار الاعلام فى مصر ( اسمحلى يا قبطى اشتمك بس ما تردتش ) .. ( لو رد قبطى تبقى فتنة لكن لو اتشتم يبقى ثواب ..!!)

= حق التشهير الاعلامى : والصيت ولا الغنى انا مش عارف الاقباط دول عاوزين ايه يوماتى صورة البابا شنودة بتنزل فى تلات اربع جرايد لدرجة مرة نشروا خبر عن بابا روما بس الصورة كانت للبابا شنودة .. ومرة تانية كانوا بيتكلموا عن رواية عزازيل ونشروا صورة البابا برده .. ومرة نشروا الصورة فى الصفحة الاولى من غير خبر جوا ..صورة البابا باب ثابت فى كل الصحف والمجلات مش مهم ايه المكتوب هو يعنى حد بيقرا كفاية الصور والعناوين .. وليس هذا فقط بل ان الاقباط لهم اربع ساعات فى السنة على التلفزيون المصرى اتنين فى الميلاد واتنين فى القيامة وساعة ع الراديو كل حد وبس خلاص .. هو احنا هنبشر فى بلد بيمر بظرف حرج ..وليس هذا فقط بل كل برامج التوك شو وصحف بير السلم لا سيرة لها سوى الاقباط وكأنما الاقباط كائنات فضائية .. طلاق الاقباط .. بنات الاقباط .. اموال الكنائس .. خلافة البابا .. ظهور ام النور ..اخلاق الاقباط .. مشاكل اقباط المهجر ..كل ذلك مقبول لكن ان يكون ذلك فقط ما يتناوله الاعلام فذلك من باب التشهير الاعلامى والتعريض بجزء من شعب مصر قوامه حوالى 15 مليون جوا وبرة ..وحق التشهير يتمتع به الاقباط بس ..خاصة انه كما قلنا لا مجال للرد او توضيح الصورة ..

=  حق الجسد الواحد :ما يحدث فى بلادى يدعم اواصر الوحدة بين الاقباط فمثلا لو قام مسيحى بمعاكسة فتاة مسلمة يتم عقاب جماعى لكل الاقباط فى البلدة والبلاد اللى جنبها واللى جنب جنبها ..مما يحسس الاقباط بانهم واحد .. ولو مثلا جمع قبطى اخوانه الاقباط للصلاة فى بيته حيث لا توجد كنيسة فى البلد ولا البلد اللى جنبها ولا اللى جنب جنبها وقتها يجتمع الاخوة ويهجموا على هذا البيت والبيوت اللى جنبه واللى جنب جنبه وضرب هنا وحريقة هناك ..وكأن الاقباط شخص واحد فقط .. لو اخطأ واحد العقاب للكل اما لو فعل قبطى حاجة حلوة فده لازم .. مش عايش مبرطع فى مصر ومش بيدفع اتاوة او جزية .. والحقيقة العوام مالهمش ذنب فى ذلك فالاعلام الرسمى يكرس هذا الاتجاه فكل قبطى برة مصر يبقى من اقباط المهجر العملاء .. ونظرية العقاب الجماعى يدعمها توجه بعض المسئولين الذى خرج بعضهم وقال ان جريمة نجع حمادى رد فعل طبيعى لما حدث فى فرشوط .. اذا محدش يزعل بقى لو واحد مسيحى اتخانق مع واحد مسلم فى موزمبيق وكان رد الفعل الطبيعى هنا على الاقباط فى كفر ابو دومة فى الصعيد ..
وحاجة كمان فى بند الجسد الواحد ..وهو زحمة الكنايس وذلك لقلة عددها فى بر مصر فتجد الكنيسة من دول كوم لحم من كتر الزحمة والتلاحم .. يرى الاقباط المتعصبون فى ذلك اضطهاد لعدم كفاية الكنايس اما انا فارى فى ذلك دعما لنظرية الجسد الواحد والاحساس بالاخر .. فمثلا الجامع اللى تحت العمارة واسع جدا ولا يصلى به الا صاحب العمارة وقرايبه .. فين بقى الاحساس بالاخر والتلاحم بالجماهير.. يا ريت نبطل تعصب وعقد بقى ..

= حق تعليم فضيلة الاحتمال : اصل لو لم يتحلى الاقباط بهذه الفضيلة لمات اكثريتهم بالضغط والحسرة والسكتة الدماغية ..وذلك عند الفرجة على اقباط البطاقة على شاشات التلفزيون والذين يرددون كلاما صارا محفوظا يضمن لهم طول البقاء على الشاشة ويضمن لنا الحسرة وحرق الدم ..دا غير طريقة تناول الازمات الطائفية ومنها حادث نجع حمادى الذى قيل عنه انه غير طائفى وفردى .. وانه لا يؤثر كما انه غير مؤثر ولو حد اتاثر هاته هنا ع الشاشة واحنا نوريه .. لا يريد الاقباط اعلاما على المقاس ولكن اعلاما يرى حقيقة هموم الناس..  اعلاما من ذهب وليس من نحاس .. لم نعد نحتمل ولم تعد ادوية الضغط تجدى معنا نفعا  حينما يتم استضافة حنين عبد المسيح فى كل القنوات وقبله ماكس ميشيل ليتكلموا فى ما لا يخصهم عن الكنيسة القبطية .. دون حق للرد او الصد .. وترى مذيع متحذلق او صحفى مبتدىء يتعدل ويتلوى ويتكلم عن الاصلاح فى الكنيسة القبطية وهو مش عارف يصلح الحنفية فى بيته .. حرية الفكر فى مصرنا تضرنا .. لانهه حرية منقوصة .. حرية اتجاه واحد .. حرية رأى فى اتجاه معين حسب رأى صاحب المحل ..تخيلوا ولا قناة مصرية استضافت او تحدثت مع احد من اهل شهداء نجع حمادى سوى اهل فرد الامن المسلم .. لماذا  ؟؟ سؤال لا اجد له اجابة .. ؟؟  اعرف ان اكرام الميت دفنه .. لكن لو كان الميت هو مستقبل مصر يبقى الطبيب الشرعى لابد ان يشرح الجثة .. عشان الشعب يعرف يعيش ..

= حق تغيير العقيدة رايح بس : من قال انه لا توجد حرية عقيدة فى مصر فبكل سهولة يستطيع القبطى ان يغير دينه دون اى تعقيدات او مشاكل ويستخرج اوراق رسمية جديدة فى لمح البصر وربما هوم دليفرى يعنى توصيل البطاقة الجديدة لحد البيت .. اما العكس فغير وارد واقصد بالعكس لا ان يعتنق مسلم المسيحية ولكن ان يعود مسيحى مرتد الى المسيحية .. وقتها لا بد من قضية ومحاكم وبهدلة وسنين ضايعة .. تخيل بقى مواطن يحيا على ارض مصر ولكن بدون ورق هوية .. يعنى مفيش شغل .. مفيش جواز .. مفيش مدارس للولاد .. مفيش سفر.. مواطن على ما تفرج يعنى .. وعلى المقابل لا يتمتع المصرى المسلم بهذه الحرية الدينية فهو لا يستطيع تغيير دينه بنفس السهولة والسلاسة ..ولا يستطيع برضه استخرج اوراق هوية بل لابد من قضية ومحاكم وبهدلة وسنين ضايعة .. و ... و ..
مش باقولك مالناش بيت فيها يا بنى ..

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق