بوش نموذج للتعايش الإسلامي المسيحي (1-2)

تحقيق: جرجس وهيب – خاص الأقباط متحدون
لا يكاد يمر شهر إلا ونسمع عن اعتداءات طائفية على المسيحيين، كان آخرها الاعتداء الهمجي الوحشي على المصلين بنجع حمادي، مما أسفر عن استشهاد 7 وإصابة 10 بإصابات خطيرة، بالإضافة إلى الاعتداءات الغوغائية على مسيحيي عزبة بشرى وعزبة جرجس بمركز ببا بمحافظة بني سويف وبالمنيا وبالعياط.
على النقيض من ذلك، يوجد نموذج رائع للتعايش المسيحي الإسلامي بمركز ناصر (بوش ) بمحافظة بني سويف نشكر الله عليه ونتمنى له الاستمراراية.
كان وراءه جهود خارقة وكبيرة للقائمين على ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس على مدى 500 عام.
وكان لابد من إلقاء الضوء على هذا النموذج.

الأقباط متحدون التقت بالقائمين على الديرين:
القمص باسليوس الأنبا بولا وهو وكيل دبر الأنبا بولا بناصر ( بوش ) ومهندس الوحدة الوطنية بمحافظة بنى سويف والذي أمضى أكثر من 30 عامًا في خدمة المسلمين والمسيحيين وجعل من مدينة ناصر قبلة لكبار للسياسيين والتي تربطه بمعظمهم علاقات وطيدة ولطالبي ود المسيحيين أثناء مختلف الانتخابات.
يقول القمص باسليوس الأنبا بولا وكيل دير الأنبا بولا بناصر، إن الدير تم إنشاؤه منذ أكثر من 500 عام مع دير الأنبا انطونيوس، والذي لا يبعد عنه أكثر من 300 متر، ويرأس الدير نيافة الحبر الجليل الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، والدير ببوش هو مقر لدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، يوجد بكنيسة الدير ثلاثة مذابح للأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وللأنبا بولا والأنبا أنطونيوس، بالإضافة إلى القصر القديم الذي يعلوه الهلال يحتضن الصليب في منظر يعبر عن جو الوحدة الوطنية ونفس المنظر يعلو مبنى الخدمات الجديد مما يعد امتدادًا للوحدة الوطنية، والتعايش الموجود بناصر هو خلاصة جهود من سبقوني من وكلاء الدير على مدى 500 عام، والتعاون الكبير مع دير الأنبا أنطونيوس، فالديران تلازما في خدمة شعب ناصر طوال الفترة التي سبقت بناء الكنيسة، وما زال يخدم الدير مع دير الأنبا أنطونيوس شعب ناصر بالتعاون مع كنيسة مار جرجس والدير يملك مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية معظمها مؤجر للإخوة المسلمين، ويقوم الدير بزراعة مساحة من الأراضي الزراعية بيد الأخوة المسلمين، ويؤجر الدير عددًا كبيرًا من المنازل للإخوة المسلمين بمبالغ متدنية للغاية، ويشارك دير الأنبا بولا بالتعاون مع دير الأنبا أنطونيوس في المناسبات الرسمية والإسلامية، فخلال رمضان الماضي تبرع ديرا "بوش" بعدد 250 بطانية للأسر الفقيرة من الإخوة المسلمين، وتلقى الديران خطاب شكر من الدكتور عزت عبد الله المحافظ السابق على جهود الديرين في مساعدة عدد من الأسر الفقيرة من المسلمين والمشاركة في حفلات تكريم الطلاب الأوائل والقيادات الجديدة والمحالة للمعاش والمشاركة في افتتاح عدد من المساجد وشراء عدد من المصاحف لهذه المساجد.

وقد أثنى شيخ الأزهر خلال افتتاح مجمع عمر بن الخطاب بهذا التعايش الرائع، كما يقدم الديران عددًا من المساعدات المادية لعدد كبير من الأسر المسلمة، ويربط وكيل الدير علاقات وطيدة بمعظم عائلات المركز ويتبادل معهما الزيارات خلال المواسم والأعياد الدينية ومشاركتهم مناسبتهم السعيدة والحزينة، مما ساعد على احتواء المئات من المشاحنات البسيطة بين المسلمين والمسيحيين، وكما يشارك وكيل الدير في حل المشاكل سواء التي تنشب بين مسلمين ومسلمين، أو مسلمين مسيحيين، ويربط وكيل الدير بعلاقات وطيدة مع كبار المسئولين، ويظهر ذلك أثناء الأعياد حيث يتوافد كبار المسئولين على ديري "بوش" في مقدمتهم المحافظ ومدير أمن بني سويف ومفتش أمن الدولة وأمين الحزب الوطني والمئات من كبار القيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية والدينية والآلاف من المواطنين العاديين، وتكتظ قاعة الدير بالزوار منذ الساعة السابعة صباحًا حتى العاشرة مساءً ونفس الحال يحدث بدير الأنبا أنطونيوس.

الشريك الثاني في نموذج الوحدة الوطنية هو القمص فام الأنطونى وكيل دير الأنبا أنطونيوس بناصر، ويقول القمص فام الأنطوني إن دير الأنبا أنطونيوس قد تم بناؤه مع دير الأنبا بولا منذ أكثر من 500 عام، ويوجد بالدير ثلاثة مذابح للأنبا أنطونيوس وللسيدة العذراء والملاك ميخائيل، ويوجد بالدير حامل للأيقونات و82 أيقونة مدشنة بالقدس والتصميم المعماري للكنيسة وهو نفس تصميم كنيسة القيامة بالقدس، ويرأس الدير نيافة الحبر الجليل الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير الانبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، وهو مقر لدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، والدير شريك أساسي وفاعل في كل الخدمات التي تقدم لأهالي المركز، سواءً المسيحيين أو المسلمين، فالدير اشترك مع دير الأنبا بولا في رعاية مسيحيي مدينة ناصر على مدى 500 عام منذ إنشاء الدير، وللدير علاقات وطيدة مع جميع المسلمين بالمركز، نظرًا لامتلاك الدير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية ويتم تأجيرها لعدد كبير من الإخوة المسلمين، كما قام الدير ببناء مدرسة منذ أكثر من 100 عام، وهي أكبر مدرسة بالمدينة، ومؤجرة بمبالغ مالية رمزية على الرغم من أنها تشغل مساحة كبيرة من الأرض، وفي أرقى أماكن المدينة، وتخرَّج منها عشرات الآلاف وأغلب الأطباء والمهندسين والمحامين العاملين بالمدينة من خريجي المدرسة.

ويؤجر الدير عمارته الموجودة بميدان الحمام لعدد 4 أسر مسلمة و2 من المسيحيين، بالإضافة إلى مئات المنازل المؤجرة بأسعار رمزية لعدد كبير من الإخوة المسلمين، كما تبرع بمساحة كبيرة من الأرض أقيم عليها مركز شرطة ناصر ومقر الوحدة المحلية لمركز ومدينة ناصر، كما يؤجر الدير بأسعار رمزية مقرًا للجمعية القبطية وحضانة للأطفال وقاعة للمناسبات، كما يشارك الدير الإخوة المسلمين جميع المناسبات الدينية بالتنسيق مع دير الأنبا بولا، ويرتبط الدير بعلاقات وثيقة مع عدد كبير من عائلات المدينة ويستقبل الدير كبار المسئولين خلال عيدي الميلاد والقيامة، كما يشتهر الدير بجودة منتجاته من الألبان والعسل، بالإضافة إلى التكالب الذي يحدث على دواجن مزرعة الدير مما يؤكد ثقة الجميع بالدير والقائمين عليه.