بقلم: حنا حنا المحامي
عقب جريمة السادس من يناير النكراء, تم القبض على الجناة في اليوم التالي مباشرة. هذه السرعة غير المعهودة في القبض على الجناة الذين ارتكبوا مذبحة ضد المسيحيين كان أمرًا غير عاديًا، شعرت أن الأمن الموقر قد قبض على هؤلاء الثلاثة لا لشيء إلا كعامل تهدئه حتى تهدأ الأمور ويتم الإفراج عن الجناة أو براءتهم أمام المحكمة كما حدث في الكشح وغير الكشح.
قبض الأمن على ثلاثة وعلى رأسهم الكموني بعد أن اعترف، سألته النيابة فأنكر الجريمة وبرر سبق اعترافه بأن الأمن كان قد بدأ يقبض على النساء, وأنه كان ثائرًا فقط بسبب اعتداء المسيحي على فتاة مسلمة في فرشوط!!
المعروف أن الثأر يتم في الصعيد من أهل الجاني فقط، والضحايا لم يكن لهم أي صله, صلة قربى أو ما إلى ذلك ولكن هي الفبركة التي أصبحت ساذجة لأنها تتكرر بنفس الوتيرة.
إن الكموني بما هو معروف عنه من سوابق لا يعنيه الدين أو العرض، ولكن يلاحظ أن هذا الكلام الذي يحاول أن يبرئ نفسه به هو نفس كلام فتحي سرور... هذا هو المستوى الذي وصلنا إليه.. رئيس مجلس الشعب وصل إلى مستوى الكموني أو ربما الكموني هو الذي يقلد رئيس مجلس الشعب، وفي حقيقة الأمر فإن الأمن هو الذي لقّن الكموني هذا القول كما هي العادة.
هنا أوجست خيفة, بل تيقنت من أبعاد المؤامرة. الكموني ينكر الواقعة, يؤيده في هذا آخرون شهود يعدهم الأمن ومن ثم تنتهي القضية بأن القضاء لا يجد أمامه تهمه ثابتة فيبرئ الكموني وأعوانه الذين كانوا معه في ارتكاب الجريمة.
يؤيد هذا الاتجاه سرعة القبض على الجناة على غير العادة، هذا ينبئ أن هذه السرعة مفبركة لتهدئة الرأي العام, خاصة أن الكموني أسلم نفسه في جريمة عقوبتها الإعدام، هكذا بهذه السهولة والبساطة كذلك يؤيد هذا النظر أقوال المتهم التي سبق وقررها رئيس مجلس الشعب, ولا فخر.
لقد اتفقت أقوال المقبوض عليه مع أقوال رئيس مجلس الشعب وذلك حتى تتجه المحكمة إلى اعتبار الجريمة جنائية وليست طائفية, ولما كان الدافع هو العرض فمن ثم يحصل الجاني على حكم مخفف, ولا يلبث أن يطلق سراحه بل يكافأ لأنه تعاون مع الأمن والدولة، كذلك تم القبض على ما يزيد على ثمانين شاب مسيحي من الأبرياء لممارسة عملية التوازنات المعروفة والضغط على الكنيسة للتنازل عن القضية الجنائية حتى يطلق سراح الشباب الثمانين. وبذلك يهدر دم الشباب الذين اغتيلوا وهم في عمر الزهور بلا أي جريرة. ولم لا؟ ألم يتم تبرئة المتهمين في مقتل 21 مسيحي في الكشح؟ هؤلاء وأولئك ليسوا سوى كفارًا.
على أي حال يتبين من كل الحقائق أن الدولة ضالعة تمامًا في المؤامرة ضد الأقباط وأي محاولة لتبرئ بها نفسها ليست سوى تمثيلية بلهاء. هل يعقل أن يتم حتى الآن 165 اعتداء على الأقباط, ولا تكون طائفية؟ القول بغير ذلك إما بلاهة أو مؤامرة. ويتعين أن ندرك أنه لم يحكم على مسلم واحد في اعتداءاته على الأقباط.
يتأكد هذا النظر من الصحافة الصفراء، فقد انبرى المدعو محمد الباز يقول إن البابا هو سبب الفتنة الطائفية. البابا الذي هو صمام أمان لأي تشنج طائفي هو السبب في الفتنة الطائفية!! يتبين من هذا أن أمثال الباز وخلافه هم في الحقيقة سبب شحن المتطرفين وتشجيعهم على العدوان على المسحيين.
متى تعرض الباز للدفاع عن الفتنة الطائفية؟ إن كل ما يفعله هو الدفاع عن أي عدوان على الأقباط حتى تتكرر المآسي ضد الأقباط وتصبح الدولة إسلامية صرف, خالية من الكفار.
إلى النظام المبجل: يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت, ويمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت, ولكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت.
لذلك فإني لا أشعر بأي تفاؤل, وأرجو أن أكون مخطئًا.
سيدي الرئيس.....
استمعت إلى خطابك القيم في كلية البوليس, وفيه تهدد من يرتكب أي جريمة طائفية.
سيدي معنى ذلك أنه لن يكون هناك عقاب واحد. ألا تعرف أن كل الجرائم التي ارتكبت عبر السنوات الثلاثين الماضية ضد المسيحيين كانت جرائم فردية وليست طائفية؟ هكذا يقول رجالك الذين في موقع المسئولية. كذلك تقول سيادتك أنه قد وصلك عدة تقارير عن حادث نجع حمادي. هل وصلك تقارير مماثلة عن الأحداث السابقة؟ |