كتب: هاني دانيال - خاص الأقباط متحدون
في إطار الحديث حول دور الإعلام في ترسيخ المواطنة، ونشر تغطية معتدلة للحوادث الطائفية، وكيفية تكريس المساواة وعدم التمييز بين المواطنين، كان هذا أحد الأسباب التي دفعت الصديق العزيز رامي عطا صديق إلى الإسراع برصد هذه الظاهرة، وتسجيلها في كتاب جديد صدر منذ أيام بعنوان "الصحافة وخطاب المواطنة: قراءة في علاقة الأقباط بالصحافة وعلاقة الصحافة بالأقباط"، قدم فيه رؤية بانورامية لدور المواطنين الأقباط ومشاركتهم في صناعة الصحافة المصرية، كمواطنين مصريين شركاء وفاعلين في الحركة الثقافية من خلال أحد تجلياتها والذي يتمثل في النشاط الصحفي، مع رصد لموقف جريدة "وطني" الأسبوعية من قضية المواطنة، حيث تمثل "وطني" واحدة من أبرز الصحف التي أصدرها بعض الأقباط منذ سنة 1958، ولازالت توالي الصدور إلى اليوم باعتبارها جريدة عامة لها اهتمام خاص بالشأن القبطي، وإلقاء الضوء على تناول الشأن القبطي في الصحافة المصرية على وجه العموم، وعلى وجه الخصوص من خلال الاجتهاد في تقديم دراسة أولية استطلاعية وصفية للصفحات الأسبوعية التي تم تخصيصها للشأن القبطي- المسيحي في صحف روز اليوسف- الوفد- الجمهورية، وهي جرائد يومية مصرية ثلاث اهتمت في الآونة الأخيرة بتخصيص صفحة أسبوعية للأقباط.
الكتاب يقع في 152 صفحة من القطع المتوسط وصدر عن مكتبة "العربي" للنشر والتوزيع، ويُلقي الضوء على جانب مهم من خطاب المواطنة في الصحافة المصرية، حيث إنه يتناول موضوعات من تاريخ مصر الحديث والمعاصر تقترب من موضوعنا هي: (الأستاذ) صوت الوحدة الوطنية- (الهلال) والمسألة القبطية- مصريون قبل كل شيء- صحافة المدينة المتآمرة!!- تطييف ما لا يستحق التطييف!! الإعلام يدعم العنف أحيانًا!!- حرية الإبداع واحترام الأديان- نحو حرية حقيقية تحترم الاختلاف وتؤمن بالتعددية والتنوع- المسلم والمسيحي يرفضان الإساءة للأديان- حتى لا تكون المواطنة للخلف در.
الكتاب دليل إرشادي لا يُقصد منه المساس بحرية الرأي والتعبير، ولكنه يطرح ويقدم مجموعة من الأفكار والتوصيات التي قد تساعد على وأد الفتن ذات البعد الطائفي من خلال عدة محددات ومبادئ في تناول ومعالجة الشأن القبطي والشأن المسيحى إعلاميًا. بالإضافة إلى تقديم إسهام أولى فيما اجتهد الباحث هنا وأسماه بـ "صحافة المواطنة" والتي تمثل، لدى الباحث، نمطًا في المعالجة الصحفية يحتاج إلى مزيد من الجهد التنظيري والممارسي.
وأكد رامي أن فكرة الكتاب شغلته منذ سنوات، ومكث عدة أشهر يتابعها قبل أن يتخذ القرار بتسجيلها في كتاب لكي يبرز العلاقة بين الإعلام والمواطنة من ناحية، وبين المواطن والمواطنة من ناحية أخرى، والتركيز بشكل خاص على الأقباط، وتناول الإعلام لقضايا الأقباط ، وكيف انعكس النص الدستوري الذي تم تعديله عام 2007 على المواطن، وتحليل ما تقوم بنشره الصحف من أجل الوصول إلى مجتمع يمارس المواطنة قولاً وعملاً. |