بقلم: زهرة البنفسج
أشاطرك أحزانك .. وإن كانت تعتصرني آلامك..
كان عمل إبليس العبث في قديم أوراقك..
وكشف ستر مخزون ذكرياتك..
وأنتِ المخلصة لكل من عرفكِ وعاشركِ..
حتى ذلك القدر تطاول عليكِ ولعنك..
أبيتِ أن تتركيه وحيدًا وتستكملي دونه مسرتك..
لقد عزمت عند وعيت على الدنيا على أن تكون لله هجرتك..
أما هو فممتد المهد.. كان عزمه أن يتنصل من أمر العهد..
وارتضى لنفسه المهانة والذل.. من أجل نيل زيف وبريق المجد..
ولكن كان أحد جسيم أخطائك .. أنك التفت ونظرت ورائك
ظنًا منك أنه مازال حليفك.. ورفيق درب أيامك
ولكن كلما دنوت منه خابت أمالك.. وتحطمت على صخرة مرير الواقع أحلامك
أصريتِ إصرارًا على أن تنشليه من الضياع وسوء الأقدار
ولكن الشيطان كان قد سبقك وملك منه الزمام
حتى أصبح ذاته التي استدرجك بها ليوقعك في بئر الحيرة والعذاب
كنتِ إليه تتوددين.. ودائمًا عليه تعطفين.. ولأكاذيبه تصدقين.. ولزلاته تعذرين
لأن قلبك الطاهر كان لمتاع الدنيا ومن عبدة أصنامها بريء
ولم يكن يعرف مثله حيل المراوغة والنفاق والتضليل
وليس كل من أتى من كوكب الشمس – كما توهمت – ذو معدن نفيس
مضت منذ عرفتهِ بضع سنين
وبعد نشوة لقاء قصير هجركِ بعد أن زين لكِ الطريق
بوعود وورود دون أدنى سبب أو حتى تلميح
وأصبح جفنك لا يعرف للنوم مذاقًا من طول السهر والنحيب
عدتِ تتسائلين .. على من اللوم تلقين
ونتيجة فشلك تعليقن – في انتزاعه من وكر الدبابير-
لا سيما وإن كانت استغاثاتك وابتهالاتك للمولى الكريم
لم تحرك له ساكنًا ولو مرة على مدار السنين
بل إن قلبه تحجر والزمن توقف
ولم يعد يؤثر فيه ناصح ولا شفيع
ولم يدن لذكريات الماضي بأي حنين
وتحولت القضية في سيرتك الإيمانية ليأس وقنوط
وكان هذا هو الهدف المنشود
لانتصار إبليس على عباد الله المخلصين
وأصبح السؤال المطروح
هل بعد أن سرى اليأس في نفسك
مازلت شعلة حماسك متأججة لأن تستمري
على درس الرب في عداد الواعظين
أم أن ما لاقيت من خذلان سيجعلك من المرتدين
وهذا هو عشم أعدائك.. ومن تسعدهم هزيمتك من المتربصين
إنها قضية أشبه برواية نبينا نوح في العهد الجيد
والسفينة التي بناها لشتى الأجناس
في حين عجزت أن تنقذ أقرب الأحباب من فلذة الأكباد
ولكن سيدنا نوح بعد طول توسل
لم يلتفت وراءه حين قال له – الرب عز وجل – انطلق إنه عمل غير صالح
فأطاع تاركًا ثمرة عمره
بين يدي قدر لا يرحم
ليلقى سوء عاقبته
لذلك أقول لك لا تخف
فسيأتي عاجلاً اليوم الذي سيلقى فيه صاحبك حظه التعيس
وكما لاذ بن نوح بالجبل ليعصمه من أمر الله
فكان من المغتربين
فلن يجد صاحبك من يعصمه من حاشية السوء
ومن يظنهم له أقرب المقربين
فيصبح على اختياره لهم من أشد النادمين
لأنه حالما يستشهد بهم
سيكونون من أول المتبرئين
أما أنتِ فستكونين نجمة تتالق وتلألأ في هذا الحين
وسيتذكر نقاءكِ وأنكِ كنتِ له من الناصحين
وأنه أضاع عمره في زيف الدنيا الرخيص
وأن هذه نهاية لكل من تحدثه نفسه الخوض مع الجاهلين |