بقلم: منير بشاي وأمام هذه الضغوطات أضطر الرئيس مبارك أخيرًا أن يتكلم. ولكن مثل طريقته المفضلة في الصمت أستعمل طريقته المميزة في الكلام والتي تتلخص في: لوم الطرفين ففي خطابه بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة قال أنه لن يتهاون مع من يحاول النيل من الوحدة الوطنية أو الإساءة إليها... من الجانبين. وأضاف: أننا نواجه أحداثًا وظواهر غريبة على مجتمعنا... ويدفعها الجهل والتعصب.. ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير من رجال الأزهر والكنيسة. ثم أضاف بلهجة حاسمة: أنني أقول لأبناء الوطن من الجانبين... بعبارات لا تحمل اللبس والتأويل... أننا سنواجه أية جرائم أو أفعال أو تصرفات تأخذ بُعدًا طائفيًا بقوة القانون وحسمه. شكرا يا سيادة الرئيس أنك تكلمت أخيرًا ولكن صراحة لا أفهم كيف تلوم الطرف القبطي في حوادث العنف الموجهة ضدهم؟ هل من مصلحة الطرف الضعيف، الذي هو المجني عليه في جميع هذه الحوادث، أن يقترف جرمًا يكون هو ضحيته؟ وإذا كانت هذه هي قناعتك فلتقل لنا كيف ساهم الطرف القبطي في هذه الاعتداءات؟ هل قاموا باعتداءات استفزت الطرف الآخر؟ أو هل قاموا باعتداءات ثأرية ردًا على ما وجه ضدهم؟ فلتفصح لنا يا سيادة الرئيس عن تفاصيل هذه كلها. أما بالنسبة للخطاب الديني الإسلامي فالجميع يعرف التحريضات التي يتلقاها المواطن المسلم من أئمة الجوامع في خطب الجمعة. وكيف يخرج المسلمون نتيجة ذلك في ذلك اليوم بالذات ليرتكبوا معظم اعتداءاتهم. فهل هناك دليل على أن الكنائس تلقى عظات مماثلة في خطابها العنيف على الشعب القبطي في يوم الأحد أو أي يوم آخر وهل نتج عن هذا أي أعمال عنف؟ ويبدو أن عدوى الخطاب الديني المتطرف قد أصابت أيضًا الجهاز القانوني في مصر. وأن سياسة لوم الطرفين مطبقة أيضًا فيه فقد سمعنا كيف أن النيابة قد قبضت على عددًا كبيرًا من الأقباط ضمن المقبوض عليهم في أحداث ليلة عيد الميلاد في نجع حمادي. والمرء لا يملك إلا أن يتساءل ما الداعي إلى القبض على هؤلاء الذين هم جزء من الطرف المجني عليه وليس الطرف الجاني؟ أي جرم قد ارتكبوه؟ إلا إذا كان الهدف كما في المرات السابقة هو استخدامهم كأداة للمقايضة للإفراج عن الجناة الحقيقيين عندما تظهر الدولة بدور المتسامح الذي لا يفرق بين عنصري الأمة فتأمر بالإفراج عن الجميع بدون تمييز ولا محاباة!! لوم الطرفين هو علامة تجارية مميزة لنظام الرئيس مبارك كجزء من سياسة الموازنات المتبعة. وقد نجحت في بقائه في السلطة الآن إلى ما يقرب من ثلاثة عقود ولا يبدو أن هناك نية في نهايته. والطريقة التي أتبعها الرئيس مبارك من البداية والذي رأى بعينيه الرئيس السابق يسقط أمامه مقتولا لأنه قام بإجراءات راديكالية عنيفة لم يقبلها الشارع المصري، فكانت سياسة الرئيس مبارك هي الخطوات الصغيرة المحسوبة. وكان دائما يتفادى مواجهة التيارات الإسلامية الإرهابية إلا في حالة الاضطرار القصوى عندما تمس هبة الدولة أو عندما تهدد مصالحها الحيوية. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١١ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |