بقلم: وجيه رؤوف
يعتقد البعض أن العقول القبطية قد استعذبت الاضطهاد وارتاحت له كي يعيشوا شهداء على الأرض، أو بمعنى آخر "ميتين بالحيا", وطبعًا هذا من الممكن أن يكون عند البعض ممن لا يملكون روح الإيمان الحقيقي ويفهمون الإيمان بمنطق معكوس, فمبدأ الشهاده فى المسيحيه ليس فى الضعف والتواكل أو الأنتحار ولكن مبدأ الشهاده فى المسيحيه يبنى على الثبات فى الأيمان والشجاعه فى مقاومه الأهوال والضيقات ولذلك نحن نقول إن الشجاعه هى مواجهه الحياه أولا ومواجهه الموت بعد ذلك.
أسوق ذلك إلى من يدعون أن الأيمان المسيحى يدعو إلى الخوف والأستكانه وهذا ليس بصحيح فالديانه المسيحيه ديانه الشجاعه والمجاهره بالحق امام كل ذى سلطان وشهدت المسيحيه أبطال شجعان وفرسانا اشداء امثال مارجرجس الرومانى الفارس الشهيد وأيضا الشهيد الفارس أبو سيفين الذى كان يقاتل حاملا سيفا فى كل يد ومن هنا لقب بابى سيفين , ولكى تراجع الأفكار وتصحح المفاهيم فإن الديانه المسيحيه تدعو إلى المحبه أولا وإلى السلام وإلى الحكمه فهى تدعو إلى المحبه الأبويه والأخويه التى تغفر الأساءه وتصفح عن الخطأ الذى يأتى من صغار النفوس إى أنها تدعو إلى سلام الأقوياء وصفح الأقوياء ايضا وأستخدام الحكمه فى التعامل لكى نربح النفوس عن طريق المحبه والغفران والتعامل الحسن ومن هنا جاء القول المقدس ( ليروا أعمالكم الحسنه فيمجدوا أباكم الذى فى السموات ).
إذا الخلاصه هى أن الديانه المسيحيه ليست ديانه جبن أو خنوع كما يريد البعض ان يروج لها ولكنها ديانه سلام ومحبه وحسن جوار.
ونأتى إلى موضوعنا الهام الذى نحن بصدده , أعتقد البعض انه كون الأستاذه الفاضله جورجيت قللينى قد تم تعيينها عضوه فى مجلس الشعب بقرار من سياده رئيس الجمهوريه فإنها قد تشعر بأنها اقل من زملائها اعضاء المجلس حيث أن تعيينها لم ياتى من قبل الشعب ولكن من القياده يعنى يعتبروا تعيينها ظهورات وليست قادره على إثبات نفسها وقدراتها داخل المجلس وهذا هو الأعتقاد الخاطىء حيث وضع فى ذهن هؤلاء أنها ستنضم إلى طابور المصفقين داخل المجلس أو إلى عامه النواب الذين يستعذبون النوم أثناء عقد الجلسات.
وأعتقد البعض الآخر أن السيده جورجيت قللينى سوف تستأثر السلامه ولن تحاول تحريك المياه الراكده حتى يتم تعيينها مره ثانيه من قبل القياده أو ربما تحصل على رضا الساده النواب وهذا الأعتقاد هو ماضربت به السيده جورجيت قللينى عرض الحائط ولم تلتفت له ولم تضع أى اعتبارات أمام قول الحق فى وجه محافظ قنا وبعض النواب المارقين , ولم يفهم البعض لماذا تجرأت السيده جورجيت قلينى هكذا ولم تضع فى ذهنها اعتباراتهم وحساباتهم.
ولكى يفهم هؤلاء موقف السيده جورجيت يجب أن يضعوا انفسهم مكانها فالسيده جورجيت لن تستفيد من عضويه المجلس ومن الحصانه البرلمانيه مثلهم فهى لن تقوم مثلا بأى عمل من الممكن أن يدنس سمعتها أو يلحق تهم الفساد بها فلن تكون أبدا أحدى نواب القروض او نواب الآثار او نواب تهريب السلاح وما إلى ذلك.
فما فائده العضويه بالنسبه للسيده جورجيت؟
فائدتها الوحيده هى قول الحق وبشجاعه فهذا الشىء هو الذى ولدت له وهذا الشىء هو الذى تعيش له وهذا الشىء هو شرفها وهو مايساوى عضويتها فى برلمان مصر ,
إنها فى المجلس من اجل مصلحه مصر ومن أجل مواطنى مصر سواء كانو مسلمين او مسيحيين أو بهائيين او حتى ملحدين ,,
إنها تعمل من أجل مصر فقط ,
ولاتضع فى حسبانها أن تعين مره أخرى بالبرلمان من عدمه ,
حقا إنها نعم السيده التى تشرف مصر وتشرف أقباطها بل وتشرف مجلس الشعب بوجودها داخله.
وأحسب أن شعب مصر بمسلميه وأقباطه قد كبرت السيده جورجيت قللينى فى نظرهم لأن شعب مصر يحب الشجاعه ويحب الشجعان ويفخر بان تكون داخل برلمان مصر امرأه شجاعه تقول كلمه الحق فى الوقت الذى جبن فيه الرجال وغيروا الحقيقه وزورو التاريخ.
تحيه لهذه المرأه التى سيسجل لها التاريخ وقفتها أمام رئيس مجلس الشعب لتكشف له الحقائق وتكشف له التدليس.
وهنيئا لمصر بأبنه من أبنائها شجاعه تقول الحق ولا تخشى فيه لومه لائم.
وهنيئا لمجلس الشعب بعضو شريف داخل مجلسه وندعو ألله أن يزيد من أمثالهم. |