بقلم: نبيل المقدس
رسالة خاصة للأستاذ عصام نسيم
قرأت مقالك في موقع المتحدون، وكم كنت فخوراً أنك لم تمس الطائفة الإنجيلية بأي كلمة إزدراء بل كان موضوعك منطقي ونحن لا نختلف عن العموميات، حيث أن كتابنا واحد ومسيحنا واحد، وإن كنا بنتحاور... فنحن فقط نضيء للسادة المنوطين في إرساء القوانين الإجتماعية للمسيحيين المواطن المظلمة والتي يعاني منها الكثيرين من شعب الكنيسة.
خيّم الله في وسطنا, وكلمة خيّم هي أصل الكلمة في لغتها اليونانية والتي جاءت في اللغة العربية بمعني "حل في وسطنا" وهذه الكلمة تشير إلى سُكنى الرب في وسط شعبه والتعايش معه في مشاكله, وأصل هدف المجيء في وسطنا هو تحقيق العدل والمحبة... عن طريق فداء نفسه بأبشع موتة إنسانية والتي لا تخرج إلا من إله لا نهائي في محبته... لذلك نجد أن الرب أعطي لنا وصية المحبة، ولم يترك لنا شريعة أو طقوس.
كانت إجابات الرب يسوع أو كلامه على الجبل رداً على الأسئلة أو الأحداث التي كانت تدور في هذا الزمان، وكانت إحداها هو الطلاق حيث كان يشغل بال الكثيرين من الشعب اليهودي، ففي متى 5 : 21–22 [وقيل من طلق إمرأته فليعطها كتاب طلاق, وأما أنا فأقول لكم إن من طلق إمرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني, ومن يتزوج مُطلقة فإنه يزني]... سوف لا أتدخل في مواضيع أسرار الكنيسة السبعة وأن الزواج هو أحد أسراره... فهذه أمور تخص إخوتي الأحباء الأرثوذكس... أنا فقط أتساءل.. ماذا لو سأل أحدهم الرب قائلاً: هل يجوز الطلاق في حالة أحد الطرفين مجنوناً أو... أو...إلخ، وكلنا نعرف باقي الأسباب والتي كانت موجودة على شكل بنود الطلاق في القانون 38 والذي كان سارياً عقوداً من الزمان.
نحن لم نفكر ماذا كان سيكون رد الرب في حالة جنون أحد الطرفين، هل يسمح له بالطلاق أم لا؟, هل يجوز للطرف العاقل أن يقبل على الزواج الثاني أم يُعتبر زاني؟؟!!.. الرب لم يضع لنا شريعة بطريقة تجعلنا نعد خطواتنا قبل أن نسجد له للصلاة، لم يعطينا ناموس نطبقة عمياني مع إلغاء العقل والتفكير.. الرب أعطانا فقط وصية المحبة وبناءً عليها نبني شريعتنا... وهنا لو تواجدت روح المحبة (الروح القدس) بين الطرفين أكيد وأكيد سوف تستمر العلاقة بين الزوجين بدون أي هزات، فنحن نجد الكثيرين من اليابانيين يحترمون الرباط بين الزوج والزوجة, وهي أساس هام في تعاليمهم وهذا يتم بدون الملء بالروح القدس، كذلك نجد أن أكثر من 85 % من الزيجات الغير مسيحية هي زيجات ناجحة ولا يشوبها أي خلاف أو أي فساد.. وفي نفس الوقت وخصوصاً بعد إلغاء بنود 38 كثير من المشاكل ظهرت على السطح وهذا ما جعلنا نكتب في هذا الموضوع.
لا تظن فيّ أنني علماني... فأنا إنسان أتبع تعاليم المسيح، ولا هدفي هو إصلاح أو تقييم... بل بالعكس أنا أحب جميع المِلل وأتعايش معها بكل روحي وقلبي طالما يُوجد الرب فأنا مع هذه الملة، أما الطقوس فأنا لا أتدخل فيها، وطالما كانت هذه الطقوس هي من أجل رفع اسم مجده بين الأمم فأهلاً بها ولتكن مباركة لكل من يمارسها.
نرجع لسؤالنا... ماذا يكون رد الرب يسوع في حالة الجنون؟؟؟، هل كان يرفض التطليق من مبدأ المحبة الواجبة علي الطرف العاقل المسيحي والمؤمن و أن يتحمل هذه المشكلة ويضحي من أجل الشريك الآخر؟، أم يسمح له بالطلاق أيضاً من منطلق محبة الرب ورحمته أن لا يترك العاقل في حالة حرمان وشوق لحياة طبيعية؟؟؟؟
جواب الإنسان لوحده سوف يكون صعب جداً، لكن يلزمنا أن نرفع صلواتنا إلى صاحب هذه الحياة لكي يرشد كل واحد فينا أو يرشد هذا الشخص الذي أصابته هذه الكارثة.
لذا هنا يُوجد مبرر للتطليق، صحيح الرب يسوع لم يذكره في الأناجيل ولا حتي رسائل الرسل، لكن العقل الطاهر والذي يعمل بفكر الرب وروحه يسمح بالطلاق، وهناك ربما نجد أشخاص لا تسمح... كلتا الحالتين يتوقف على صلة الشخص المؤمن بالرب... ومدى تكوينه الفكري وشخصيته وتضحيته ومدى تحمله, وثقافته...إلخ.
لذلك فإن الطلاق والزواج الثاني يتطلب ميزان حساس مملوء بالروح الإلهي لكي يتم فيها الفصل.
الموضوع ليس فقط يختص بالزنا، بل بأشياء كثيرة لم يذكرها الرب لأنها لم يتعرض لها، لكن ترك لنا روحه القدوس والذي يتفاعل مع ضمير الإنسان ومع عقله لكي يعطينا نتائج روحية تجعلنا نعيش في سلام مع الرب ومع أنفسنا ومع الآخرين في الإيمان.
شكراً للأخ الأستاذ عصام نسيم وهذا فقط للمحاورة والمناقشة البناءة ويا ليتنا يشترك جميع زوار موقعنا المحبوب في الإجابة على هذا السؤال:
ما هو جواب الرب حول الطلاق في حالة جنون أحد الزوجين؟؟!!! |