كتبت: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
إن الثروة الحقيقية لمصر تكمن في ثروتها البشرية، إذا ما تم بعث إحساس المواطن المصري بكرامته وبقدرته الخلاقة على الإبداع والعطاء، إن المصريين نسيج واحد برهن على تماسكه وقدراته الإيجابية في فترات الأزمات والمنحنيات الصعبة عبر التاريخ "هكذا قالت ماجدة سعيد رئيسة مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمؤسسة أنا المصري للتنمية وحقوق الإنسان في افتتاح فعاليات الندوة التي عقدت بمركز طلعت حرب الثقافي تحت عنوان "الإمام الليث ابن سعد.. إمام فقه الاستنارة في مصر"، والتي حاضر فيها كلٌّ من الدكتور عبد المعطي بيومي عميد كلية أصول الدين الأسبق، والدكتور رفعت لقوشة أستاذ الاقتصاد بجامعة الأسكندرية والمفكر السياسي والاقتصادي.
وبدأ دكتورعبد المعطي بيومى حديثه قائلاً: "إن الإمام الليث ولد عام 94 هـ ومات عام 175هـ، وهو من أصل فارسي وأتى إلى مصر وعاش فيها وأصبح واحدًا من أعلام الفقه، واستحوذ على احترام الجميع إلى الدرجة التي جعلت أمير المؤمنين يطلب منه أن يكون واليًا على مصر، إلا أن الليث اعتذر عن هذا المنصب بادعاء أن ليس لديه قوة للعمل كوالٍ على مصر".
عصر الليث .. يخلو من الفتن
وأشار الدكتور عبد المعطي إلى أن الليث قسّم مهام يومه إلى عدة أقسام، منها قسم للنظر في قرارات الوالي، لمعرفة هل هناك ظلم وقع على أحد الرعية، ليطالب الوالي برفعه عنه، وقسم آخر للمسائل والفتاوى، هذا إلى جانب وقت خصصه لأصحاب الحاجات الذين يساعدهم من حر ماله، حيث إن الليث كان من أثرياء القوم.
واستوقف دكتور عبد المعطي أن في عصر الإمام الليث لم تحدث بدعة أو فتنة في مصر أو البلاد المجاورة ودلالة هذا هو أن الجميع وثقوا في علمه وارائه وهذا بخلاف ما حدث مع الائمة الاربعة التى انتشرت الفتن بقوة في زمانهم.
ويطالب دكتور عبد المعطي بإقامة ورشة عمل من شأنها أن تخرج فقه الليث الذي أهمله تلاميذه من الكتب القديمة إلى النور وذلك لأهميته، حيث إن الليث كان يُعمل عقله في النص، ولم يأخذ بظاهر النص كما نفعل الآن، لذلك نحن في حاجة ماسة في مصر إلى إحياء فقيه مصر.
الإسلام ..لا يقبل فكرة الدولة الدينية
ووافقه الرأي الدكتور رفعت لقوشة قائلاً إن أفكار الليث تثبت وتبرهن على أن الإسلام لا يقبل نهائيًا بفكرة الدولة الدينية، ولعل هذا السبب وراء تحفظ الليث في قبول ولاية مصر، وذلك لخوفه على الفتوى من سلطة الحكم وسلطة المال، لذلك كان ينفق على تلاميذه ليحميهم من سلطة المال، كما أن الليث مضى على نهج مدرسة عمر بن الخطاب العقلانية التي تبنت فكرة أن حيثما توجد مصلحة الجماعة يوجد شرع الله، وهنا قد اتفق كل من عمر بن الخطاب والليث بن سعد بالرغم من البعد الزمني بينهما على أمر واحد وهو أن مرجعية التأويل للعقل والضمير الحر، فلم يُقيد بحدود دينية قد تكون غير موثوق فيها.
ويختتم دكتور رفعت حديثه قائلاً إن تلاميذ الليث لم يسجلوا أفكاره لأنهم لم يستطيعوا أن يتعمقوا فيها أو يفهموها، كما أن فقه الليث لم يأله الإنسان كما أنه لم ينفِ حق الإنسان في أن يملك إرادته، وبالرغم من أن الليث كان يراقب أوامر السلطان، إلا أن هذا لم يجعله يعطي نفسه حق من يملك حجة إلهية، بل كانت مرجعيته هي السؤال عن ظلم الناس دون أن يرى أنه يملك حجة دينية، فالناس هم موضع اهتمامه، لذلك فقه الليث يستحق أن نتناوله لنعيد فهم الإسلام ولنعرف إشكالية النهضة في مصر. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|