CET 00:00:00 - 03/02/2010

المصري افندي

بقلم: ميرفت عياد
فرحت مثل ملايين الشعب المصري بفوز بلادنا بكأس الأمم الافريقية، وبعد أن صفر الحكم وأعلنت نتيجة المباراة، بدأت مظاهر الفرحة تغمر الشارع المصري في جميع المحافظات والأحياء، حيث ارتفعت الأعلام في سماء البلاد، وتعالت الألعاب النارية، والكل سعيد يرقص من شدة الفرحة بالنجاح الذي أحرزه المنتخب المصري في الدقائق الأخيرة من المباراة.

ووسط تلك الفرحة الغامرة، راودتني العديد من الأفكار والأسئلة أردت أن أشرك فيها قارئي العزيز، وتساءلت في نفسي ما هي الوطنية؟! أليست هي مصطلح يستخدم للدلالة على المواقف الإيجابية والمؤيدة للوطن من قِبل الأفراد والجماعات.

حقًا، إنه تعريف جميل ويظهر بوضوح في المباريات، فالكل يلتف حول علم مصر ويلوحه في الهواء فخورًا به إلى الدرجة التي جعلته يُباع على الأرصفة بمبالغ مبالغ فيها، استغلالاً لهذه "الهوجة" الكروية التي يعاني منها الشعب المصري رابطًا إياها بوطنيته وانتمائه لتك البلاد التي تعاني من الكثير بسبب غياب مفهوم الوطن والمواقف الوطنية، وأيضًا المواطنة بمعناها الصحيح.

فالحقيقة منذ عهود طويلة لم يبِع الشعب المصري علم بلاده على الأرصفة، ولم يرفعه في الأيادى ويلوح به في الهواء في مباريات الكرة، ولكنهم رفعوه في قلبوهم وسكن بين ضلوعهم، عاشوا وقلوبهم تخفق بحب مصر في كل وقت وليس فقط في مباريات الكرة فقط، والدليل على هذا الثورات التي كانت تقام من أجل المحتلين، والدليل على هذا أيضًا ظهور الزعماء الوطنيين أمثال أحمد عرابي، وسعد زغلول، ومصطفى كامل، وكثيرون حملوا مشاكل بلادهم بداخل قلوبهم، فعاشوا من أجل السعي لحلها حتى لو دفعوا ثمن هذا حياتهم.

وقد يقول لي قائل إنه لم يعد في بلادنا محتل، ولكنى أقول له قد يُجانبك الصواب في هذا، لأن في بلادنا ليي فقط محتل واحد بل محتلون كثيرون، فالفساد محتل يسرق خير بلادك، والرشوة والمحسوبية محتل، الفن الهابط والإبداع الرخيص محتل يسرق تاريخك الحضاري وثقافتك ليدمر شعبك، لأن الفن هو وجدان الشعوب، هذا إلى جانب أن عدم النظافة وعدم احترام الملكية العامة محتل، وروح التهاون والسلبية التي أصابت معظم الشعب محتل يسرق الإرادة وقوة العزيمة، هذه الروح السلبية التي تبنى على المقولة التي تقول "ليس في الإمكان.. أحسن مما كان" أو مقولة تغيير الحال.. من المحال" حقًا أن هذه النظرة التشاؤمية إن دلت تدل على روح انهزامية وقلوب لم تعد تنبض بالحياة.

إن المشكلة تنبع من أن الجميع يريدون من الآخرين أن يقوموا بالمبادرة، أو يدعون أن الجميع هكذا، فلن أستطيع أن أعوم وحدي ضد التيار، ولهؤلاء أقول لهم لن تأتي خطوة البداية إلا إذا تبنينا جميعًا مبدأ "ابدأ بنفسك"، ولنترك الآخرين إلى ضميرهم ليحكم تصرفاتهم، ابدأ بنفسك بعدم إلقاء مهملاتك في الشارع، ابدأ بنفسك بعدم استخدام آلات التنبيه المزعجة، بعدم السير عكس الاتجاه، بالالتزام بالسرعات المحددة في قيادة الطريق، ابدأ بنفسك في محاربة الفساد والرشوة واستغلال النفوذ، ابدأ بنفسك في حب مصر، وأؤكد لك أنك ستجد الكثيريين يسيرون بجوارك في هذا الدرب ولكن المهم أن تبدأ بنفسك.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق