CET 00:00:00 - 03/02/2010

مساحة رأي

بقلم: اسحاق صبحي
كنت في مقال سابق أشرت لبعض الأساليب البسيطة والتي يمكن اللجوء إليها لمواجهة مظاهر الأسلمة في المجتمع.
واليوم أود أن أكتب عن ضرورة إنشاء جامعة قبطية تضطلع بمهمة نقل المجتمع القبطي إلى عصر المعلومات وما بعد الحداثة محدثةً ثورة معرفية حقيقية في المجتمع وتكون بذلك هي مسمار أول في نعش الإسلام السياسي الذي يعتمد في بقاؤه على روافد الجهل والأمية وتغييب الوعي.
فمثلاً لدينا مساحات كبيرة داخل الاديرة،يمكن انشاء كلية للزراعة فى احد الاديرة ويمكن تسميتها بكلية الزراعة واستصلاح الاراضى تمييزا لها عن كليات الزراعة التقليدية.
لابد ايضاً من انشاء كلية للاداب مع وجود قسم اللغة القبطية ،تدريس التاريخ القبطى فى قسم التاريخ لالقاء الضوء على حلقة رئيسية فى تاريخ البلاد.
ايضاً كلية للبحث العلمى (بدلا من كلية العلوم) ويكون مقرها داخل الكاتدرائية مثلاً ، ةيتم تجهيزها بمعامل متقدمة وذلك بالتزامن مع انشاء كلية للتحليل الرياضى والتكنولوجيا لتخريج جيل من مخترعى الالكترونيات والكمبيوتر ودارسى تكنولوجيا التحكم العددى CNC وتكنولوجيا البرمجة المنطقية PLC
ولماذا لا ننشىء كلية للاثار مع وجود قسم خاص للاثار القبطية واليونانية والرومانية
كذلك كلية للفنون الحديثة بعيداً عن كليات الفنون التقليدية والتى اصيبت بالجمود والتحنيط.
ايضاً كلية للصحافة والاعلام تخرج كوادر اعلامية مجهزة على مستوى عالى ويمكنها الالتحاق بوكالات الانباء والصحف العالمية و الفضائيات الاخبارية العالمية ولاحقاً تأسيس قنوات اعلامية اخبارية وثقافية تكون على مستوى عال من النزاهة الاعلامية فى مواجهة اعلام عربى متخلف وموجه ومخترق.
ولابد ان يتعلم طلبة كلية كهذة بناء المواقع الاخبارية news sites على شبكة المعلومات ودراسة الحزم التكنولوجية التى تساعد على ذلك مثل HTML و XML و ASP كذلك لغات بناء قواعد البيانات Data bases مثل SQL خاصة ان الجامعات المصرية كلها فشلت على هذا المستوى بسبب تفشى الفساد.
انشاء فرع للجامعة بالخارج وارسال اولادنا للاحتكاك بالعالم ، ان خطوة كهذة ايضاً ستعد اضافة للكنيسة القبطية فى وجه الطوائف والكنائس الغربية التى تسعى للعمل النشط فى اوساط الشباب القبطى وانشاء الجامعة سيفتح افاق جديدة تدعم الكنيسة القبطية الى حد بعيد وتدعم مكانتها فى العالم
ان الدولة قامت بانشاء العديد من الجامعات وتبنت انشاء جامعة الازهر فى الستينات دون اى اضافة للتعليم العالى والمحصلة هى ان العقل المصرى قد وصل الى الحضيض
ان مشكلتنا كمسيحيين مصريين هى بالاساس ثقافية ، وانشاء جامعة قبطية سيحقق نتائج مدوية فى اظهار الثقافة المسيحية وتعريف العالم بالتراث القبطى كما ستضع هذا التراث على المحك ما سيؤدى لنقده وتطويره واستخراج الطاقة الثقافية المكنونة فيه.
فالجامعة ستتيح فضاء حوارى نقدى يمكن الكنيسة المصرية من الاعتماد عليها بحثياً ودراسياً مما سيفتح المجال لنقد هادىء ومدروس ومتطور ونابع من داخل الكنيسة مما سيؤدى لتطور مذهل فى الفكر الكنسى يعيد لكنيسة الاسكندرية مكانتها القديمة وبريقها كوريثة وحيدة لحضارة مكتبة الاسكندرية القديمة.
ان هذة الجامعة ستؤدى لمصر خدمة لن ينساها التاريخ كما ستنقذ اعناق الاقباط من الابادة عندما تتصدى لمهمة ثقيلة هى مهمة نشر ثقافة المواطنة والتسامح وعموماً لا يوجد حل لاى مشكلة بعيدا عن العلم حتى وان كانت مشكلة اضطهاد دينى
ستتيح الجامعة فرصة التفوق لابنائنا والذين يتم التضييق عليهم فى كثير من الجامعات الحكومية التى يسيطر عليها الفكر الوهابى الاخوانى.
كما ستعمل الجامعة على احداث توازن حيوى فى مواجهة الدارسين الازهريين وخريجى المعاهد الدينية ، والذين يتم ضخهم سنوياً فى شرايين المجتمع بدون ان يكونوا مؤهلين للتفاعل مع مجتمع مدنى بل مجتمع اخوانى وهابى سلفى وهو مايجلب لاحقا نتائج كارثية.
ستتيح الجامعة تفاعلاً مجتمعياً رائعاً لكثير من الشباب المسيحى، كما يمكنها تقديم مواهب عديدة لمصر فى الرياضة والفن فى ظل قصور جامعات الحكومة فى هذا الصدد بعد سيطرة التطرف عليها جميعاً.
اننا ننظر بعظيم الفخر لقامات مسيحية شامخة من امثال الجراح العالمى مجدى يعقوب ورجل الاعمال فايز شاروبيم، ايضاً نجيب ساويرس ود/ ثروت باسيلى ، ولا ننسى مؤسس هذا الموقع المهندس عدلى ابادير
جميع هؤلاء الاقباط واخرين غيرهم حققوا نجاحاتهم عن طريق العلم والمعرفة والدراسة المضنية بدون فهلوة او همبكة وبدون اموال البترودولار ودون ان يضطروا للانسياق وراء الفساد الذى غرق فيه المصريين حتى الاذن
وبديهى ان الجامعة ستفتح طريق العمل اما ابنائنا فى الداخل واخارج خاصة اذا كان مستوى تأهيل الخريجين ملائماً لمتطلبات سوق العمل.
ان انشاء الجامعة سيحقق مردوداً افضل من انشاء قنوات فضائية ، فالموجود من هذة القنوات يكفى وزيادة.
ان احد اسباب النهضة الاوربية فى عصور النهضة قيام الكنائس والاديرة هناك بانشاء ورش عمل انتاجية ، خاصة فى عصر بناة الكاتدرائيات مما تطور لاحقاً لثورة صناعية غيرت التاريخ ونقلت اوروبا من عصور الظلام الى العصر الحديث، وكنيستنا ليست اقل من ذلك وسيكون فى انتظارها مستقبلاً باهراً ان هى تطلعت وعرفت الى اين يتجه العالم.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٩ تعليق