بقلم / عساسي عبد الحميد
إرهابيو المملكة أو كما يسميهم النظام الرسمي بالفئة الضالة، هم جماعة حملوا السلاح والروح فوق الأكف لتطهير دار الإيمان من العلوج وتخليص أرض الحرمين من حكم آل سعود وتطبيق شرع الله.
وكلنا نتذكر عندما تعرض أمريكي مقيم للذبح وتم العثور على جثته من دون رأس، وكلنا نتذكر عناصر الشرطة التي لقي بعض أفرادها حتفه وجرح البعض الآخر وهو يطارد الإرهابيين أو لنقل الفئة الضالة، وحالة الرعب كذلك التي شملت المواطنين والأجانب على السواء كلما لعلع الرصاص وارتفع التكبير…
لقد رأى النظام أنه من الصعوبة بمكان القضاء على الفئة الضالة التي بدأت شوكتها تقوى وتحظى بتأييد من شرائح كبيرة داخل المجتمع، فعمد أخيراً بعد استشارة أولي العلم على (المناصحة) ومد اليد إلى كل تائب عائد وتأهيله ليصبح مواطناً صالحاً في المجتمع، وأولي العلم وفق المصطلح الوهابي هم رجال الدين الذين يتوجه إليهم النظام السعودي كلما دعت الضرورة لتخدير وتنويم الأمة والكذب عليها باسم الدجل وهم من أشار بالمناصحة.
ولا ننسى أن آل سعود أنفسهم في البداية كانوا على شاكلة هذه الفئة الضالة عندما قاموا بتطويع أرض نجد والحجاز والقطيف وأقاموا حكمهم بالترهيب و قطع الأعناق وجعلوا رزقهم تحت ظلال سيوفهم عندما تحالف النص الوهابي مع سيف بني سعود.
بعد أن أفتى غرانيق مكة بالمناصحة لبى العديد من إرهابيي المملكة دعوة النظام بأن الوطن غفور رحيم، إلا أنه و بعد مرور الوقت تبين بأن هناك العديد من هذه العناصر العائدة قد ارتدت وظهرت عليها علامات المرض والظلال من جديد بشكل أفظع من السابق، إنها حالة يمكن تشبيهها طبياً بالإنتكاسة، فمثلاً عندما يخضع مريض لعلاج من داء السل التي تسببه جرثومة كوخ ومدة العلاج هنا قد تستغرق من أربعة إلى ستة أشهر يتناول فيها المريض المضادات الحيوية بانتظام فيتم القضاء على الفيروس المسبب للداء، لكن قد يحدث أن لا يتلقى المصاب حصته الكاملة من العلاج، إما لسوء التشخيص أو الوصف أو المتابعة من طرف الطبيب أو لتقاعس المريض نفسه على أخذ الدواء بصفة منتظمة حسب إرشادات الطبيب المعالج فينتكس من جديد، في البداية تظهر على المريض علامات الشفاء دون القضاء على الفيروس الذي يتقوقع و يحد من توالده عندما يتلقى الجسم جرعات الدواء،
لكن ما أن لا يمتثل المريض لأخذ دوائه وفق إرشاد الطبيب حتى يعاود الفيروس نشاطه بشكل أخطر لا تنفع معه المضادات الحيوية السابقة فيضطر الطبيب إلى الإستعانة بمضادات حيوية أنجع قد تُحدث أعراضاً جانبية وتؤثر سلباً على صحة المريض ويستمر العلاج مدة أطول من الأول، وهذا ما حدث لإرهابيي المملكة الذين لم يتلقوا العلاج الأنجع والذي وصفه النظام وأولي الدجل بالمناصحة..
علاج شعوبنا يا ناس هي العلمنة وليس المناصحة كما أشار بها أولي الهدم، إن تحصين شعوبنا من الإرهاب هي تربية أجيالنا على الحداثة والإنفتاح وتدبير الإختلاف وليس المناصحة، هذه هي الوصفة الفعالة إن نحن أردنا السلامة و توفير أجواء سليمة للتنمية والإبداع للقضاء على فيروس عشش واستعصى في جماجم الناس قرابة خمسة عشر قرناً.
فيا قوم تعلمنوا تصحوا يؤتيكم الله أجركم مرتين فان توليتم فعليكم إثم الأمازيغ والقبط والكرد. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|