بقلم: أماني موسى
منقولش إيه أديتنا مصر ونقول حندي إيه لمصر، مصر أمي نيلها جوا دمي، وما إلى ذلك من شعارات وطنية لولبية لا تطرب أذاننا إلا وقت ماتشات الكورة فقط!! وعلى ما يبدو إن الجرعة الوطنية والشعور بالانتماء وحب مصر تتزايد وتنمو وقت الماتشات على اعتبار إن مصر أمي والمنتخب ابن عمي!! وفي نفس الوقت اللي الكل كان بيهتف فيه لمصر والمنتخب كانت حوادث الطرق على الطريق الدائري والكورنيش كتيرة، يبدو إن هناك علاقة طردية بين الانتماء وبين الحوادث، حد يقوللي ليه: هقولك لأنه يا محترم رايح يشعر بالانتماء شوية وجاي (مستعجل على مشاهدة الماتش)، فمفيش مشكلة أبدًا لما اتنين تلاتة يروحوا فدا الماتش واللعيبة.
عمومًا الشعور بالوطنية والانتماء حاجة كويسة لكن اللي مش كويس بقى هو سؤال ومش قادرة ألاقي له إجابة وهو: إيه علاقة الانتماء بالكورة؟؟ أو بمعنى أدق ليه الانتماء مبيظهرش بس إلا وقت الماتشات؟ يمكن لأنها الحاجة الوحيدة اللي بينجح فيها المصري ومعرفش ينجح في غيرها!!
وعشان كدة خرج الشعب كله بيهلل بجمال المنتخب وروعة المنتخب وحلاوة المنتخب!! وبصراحة عندي كم سؤال مزنوقين في حلقي ومش لاقية لهم تفسير منطقي:
* ليه المصري فرح أوي بالفوز وكأن عياله نجحوا في امتحاناتهم، أو كأنه نجح في الحصول على رغيف عيش آدمي أو كأنه حصل على كل حقوقه والحمد لله!!
* ليه المصري خرج لاستقبال المنتخب لما رجع من أنجولا ومحدش منهم خرج لاستقبال زويل ولا أي حد من العلما والمفكرين؟! واضح إننا شعب كروي ومخنا بقى كورة شراب والحمد لله،، والعجيب أن محدش من الرجالة الجدعان دول خرج يتكلم لما أنبوبة البوتاجاز بقت بـ 30 جنيه، ولما الملح أنتجوه من مياه الصرف الصحي، وفواتير الكهربا والتليفون لما غليت والمبيدات المسرطنة اللي جابت للمصري الغلبان سرطان وحتى مكان علاجه (معهد الأورام) وقع وانسى يا مواطن أنك تتعالج بعد ما جيبنالك المرض ديلفري.. غيره وغيره من المآسي اليومية اللي بيعيشها حضرة المواطن المحترم سابقًا!!
وفي سؤال مزنوق في أعلى البلعوم بعد القفص الصدري بشوية، إيه اللي عايد على حضرة المواطن المحترم؟؟ هل بياخد مليون واحد ولا ربع حتى من اللي بياخدهم كل لاعب؟؟ هل بيسكن في مارينا والساحل الشمالي ولا أصلاً مش لاقي عشة يقعد فيها؟
وأسئلة كتير من غير إجابة والمشكلة أنها هتفضل من غير إجابة، فلا عجب أن يكون هذا حال شعب بيقوده لاعيبة كورة بكام جون أو هيفا ونانسي بكام أغنية في حب مصر!!
في النهاية أفتكرت وأنا بشوف الجمهور المصري وهو رايح بالسلامة لمقابلة فريق المنتخب أثناء عودتهم من أنجولا ولم يتحرك أحد منهم للقاء زويل ويمكن معرفوش بمجيئه أصلاً ولا فرق معاهم،،، وتذكرت مشهد اتجاه الجمع الغفير للقبور لدفن موتاهم، ونحن فعلنا ذلك بمصرنا حين اتجهنا جميعًا للكورة وحصرنا مصر الحضارة والتاريخ في ضربة قدم.
ملحوظة مهمة أوي لكل متفلسف هيجهزلي تهمة عدم الانتماء وهرد عليه وأقول له: مصر بالنسبة لي أكبر وأهم كتير من ماتش كورة، وفرحتنا بالانتصارات الكروية بالطبع مطلوبة لكن مش مطلوب معاها أننا ننسى ننجز في المجالات الأخرى ونحقق الانتصارات العلمية والاقتصادية اللي بتصنع حضارات الشعوب.
عادي في بلادي: أن يدمن المصري الكورة ويدمن معها دور المشجع والمتفرج على ماتش الحياة دون أن يقوم ولو لمرة بدور البطل! |