بقلم: وجدى شحات
انعشت الفتوى التي أصدرتها لجنة الفتوى في الأزهر بتحريم الدخول إلى ''الفيس بوك'' الجدل المُثار حول ذلك ''الفيس بوك''، فمنذ أن قام الطالب مارك جوكر بيرج بإنشاء تلك الصفحة العنكوبتية في عام 2004 وهي تلاقي قبول وانتشار واسع، حتى أنه أصبح وهو ما زال في سن الثالثة والعشرين من ضمن قائمة أغنى رجال العالم.
وجاءت تلك الفتوى لتطل علينا مرة أخرى من ضمن أغرب الفتاوى التي دائمًا ما تصدرها الجهات الإسلامية دون وعي ولمجرد التحريم والنهي ودون دراسة، كطبيعه الحال في فتوى مثل تحريم دخول المرأة صفحات الإنترنت بدون محرم!! وجاءت تلك الفتوى مغايره للكثير من الفتاوى السابقة، حيث أنها تلقي بظلالها بذلك على فرض قيود عن حرية التعبير!!
ولكن يبقى السؤال.. ما هو الدافع وراء إصدار تلك الفتوى؟؟ هل هو دافع ديني؟؟ أم سياسي؟؟
هل إلى هذا الحد أصبحت الحكومات التي تحكم شعبها بطريقه غير ديمقراطيه تخشى على مصالحها من تلك الصفحة المسماة ''الفيس بوك''؟!!
هنا ومع استمرار علامات الاستفهام حول تلك الفتوى أستطيع القول أن ما خفي كان أعظم، فهل إلى هذا الحد الذي أصبحت فيه صفحات ''الفيس بوك'' أمر متاح للجميع، ومحاولة استغلاله خير استغلال إلى تحوله إلى أسد مرعب فى وجه تلك الحكومات التي تحكم بدون ديمقراطية، إلى حد وصل إلى أن بعض الدول قامت بحجب موقع ''الفيس بوك'' عن شعوبها؟
إن مصر بلد ديمقراطي بنص الدستور، ولكن بطبيعة الحال هي بلد لا ديمقراطي، ومن المعروف وغير المعلن بذات الوقت أن حكومة مصر تقوم برقابة صارمة لذلك ''الفيس بوك''، ولكن من الواضح أن تلك الرقابة أصبحت بلا فاعلية، فكيف تقف الحكومة أمام تلك الشبكة العنكوبتية التي تنتشر بسرعة البرق وأخبارها متلاحقة وسريعة وبدون إضافه أو تعديل بل توضع كما هي بدون رتوش "مونتاج"، فإضراب 6 إبريل 2008 نشأ على صفحات ذلك ''الفيس بوك''، وإضراب 1 يناير 2009 أيضًا وأحداث الفتنة الطائفية بنجح حمادي انتشرت كما هي بدون إضافات أو حذف على صفحات ذلك ''الفيس بوك''.
نعم ذلك هو الصداع القادم للحكومة الذي ما أظن أن الطالب مارك جوكربيرج الذي أنشأ ''الفيس بوك'' وقام بإطلاقه عام 2004 بجامعة هارفرد كان يعلم أنه سوف يأتي الوقت ويصبح اختراعه "صداع" مزمن في رأس تلك الحكومات التي تحكم شعبها بدون ديمقراطيه حقيقة، والتي بسببه اكتشفت تلك الحكومات أنها تواجه حربًا باردة مع التكنولوجيا والحرب تلك المرة مُعلنة على الملأ وأمام الجميع.
هل سوف تقمع الحكومة المصرية ذلك المارد القادم؟ أم سوف تساير الأمور وتعدل من سياستها؟ هذا ما سوف نراه فى الفترة المقبلة.
ملحوظة... استطعت بعزيمتي أن أتخلى عن ذلك الفيس بوك لمده شهر كامل، ولكن ما لبثت أن عدت إليه مرة أخرى... إنه كالإدمان... ساحر... يصنع المستحيل بعقول الشباب... لذلك تراه تلك الحكومات الخطر القادم الذي يحدق في الأفق ويزعجها من نومها وسباتها العميق. |