CET 00:00:00 - 09/02/2010

مساحة رأي

بقلم: سوسن إبراهيم
تلاحقت الأحداث وتتابعت مختلف وسائل الإعلام على كافة مستواياتها وأعربت عن استيائها بعد الحادث المأسوي الذي تعرضت له نجع حمادي.. ثم خرجت المظاهرات في كافة أنحاء العالم تندد بما وصل إليه حال المسيحيين في مصر وخاصة في الصعيد.

وكانت النداءات المُطالبة بضرورة محاكمة الجناة والمحرضين، ثم توالت المطالب بضرورة إصدار قانون دور العبادة الموحد، وأخرى تطالب بإلغاء خانة الديانة في البطاقة الشخصية، وغيرها الكثير من أحقية تعيين المسيحيين في المناصب القيادية كلٍّ على حسب كفاءته... والحق إنها مطالب مشروعة وجهود لابد أن يشكر عليها كل من بذل من وقته وجهده لكي يسعى لتوصيلها لذوي الأمر.

ولكن... واسمحوا لي أعزائي أن أحلم ولو لبضع دقائق فقط، ماذا لو تم تحقيق واحدة فقط من هذه المطالب وليكن إصدار قانون دور العبادة؟؟؟.. هل سيتغير من الواقع شيء؟.

ولنبدأ بالمواطن المسيحي العادي الذي يصحو مبكرًا من نومه ليجري على رزقه وما يستطيع أن يوفره لأسرة تتكون على أحسن تقدير من أربعة أفراد أو ربة منزل ترعى أولادها وتلهث جاهدة منذ بدء يومها لكي توفر لأولادها المأكل والملبس والمنزل النظيفيين.. أو حتى الشاب العادي الذي يذهب إلى كليته في الصباح وكل أمله أن تنتهي سنين دراسته ليبدأ في شق طريقه في الحياة.. هؤلاء جميعًا يا سادة لا يعرفون ما هي المادة الثانية من الدستور.. ولا أهمية استصدار مثل هذا القانون.. بل إنه في إحدى التقارير التي قامت بها إحدى محررات موقع "الأقباط متحدون" وسألت فيه أحد الأشخاص عن اسم رئيس الجمهورية رد عليها بعفوية شديدة: "البابا شنودة"، إذن ما هي مطالب هؤلاء؟؟.

ودعوني أقول لكم صراحة إنهم لا يطلبون شيئًا سوى أن يعيشوا في سلام،

أن يخرج الرجل في الصباح لقضاء إحدى المصالح الحكومية، فيجد الموظف لا يسأله عن كامل اسمه ليعرف ما إذا كان مسيحيًا أو مسلمًا حتى ينجز له مصلحته، أن تمشي السيدة أو الفتاة المسيحية في الشارع فلا تجد من يرمقها بنظرة كلها كراهية وقد يتمادى الأمر للبصق عليها أو حتى تسمعها إحدى السيدات المحجبات عبارة جارحة، أن يذهب الطالب إلى كليته ويا ويله لو كانت هذه الكلية عملية ويسوقه قدره العاثر في إحدى الامتحانات الشفوية لدكتور ما أن ينظر إلى اسمه حتى يمتعض منه، وحدث بالفعل أن لعن أحد الدكاترة حظه ويومه لأن اللجنة التي كان منوطًا به أن يختبر طالباتها اسمهن جميعًا ..ماريان وماريانا، أن يذهب الشخص إلى الكنيسة دون أن يتوجس من أن مختلاً عقليًا يُخبئ سكينًا ينتظره خارجًا ليطعنه بها .

هؤلاء جميعًا لا ينشدون سوى العيش بسلام في هذا الوطن .

الخطر الآن وكل الخطر يكمن في الأجيال الناشئة التي رضعت منذ نعومة أظافرها الكراهية وعدم قبول الآخر، وخير مثال ما حدث في القوصية منذ فترة قريبة واستغاثة القمص متى القمص عبد الملاك من الأطفال الذين يرشقون أبناء القرية من المسيحيين بالطوب بعد خروجهم من لجنة الامتحانات.

فما الحل؟؟؟

الحل العاجل والسريع والذي لابد من المطالبة به بأسرع وقت ممكن هو استصدار قانون يقضي بمعاقبة كل من يزدري أو يتحرش بالآخر لمجرد اختلافه معه في الديانة.. على أن يتم تفعيل هذا القانون على أرض الواقع وتطبيقه على الجميع.

إصدار مثل هذا القانون حلم... وتطبيقه على أرض الواقع حلم أيضًا إن

 لكن هل العيش بأمان في هذا الوطن أصبح حُلمًا أيضًا؟؟.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق

الكاتب

سوسن إبراهيم عبد السيد

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

إعطِها لمن يستحقها

أمي كانت....زوجة كاهن

الحلم القبطى

جديد الموقع