بقلم: مجدي نجيب وهبة *** وهنا نتوقف على التعليق عما نشرته صحيفة المصرى اليوم ... فرغم غرابة الواقعة وإستحالة حدوثها فعلى حد علمنا أن هناك قانون للمرور وهو قانون صارم يطبق على الأمير قبل الغفير ، كما أن هناك ليس فى لندن وحدها بل فى جميع دول أوربا فعلى سبيل المثال قمة إزدحام المرور بأثينا تبدأ من الساعة الثانية والنصف وتستمر حتى الساعة الرابعة عصراً ولا تجد فى ميدان أمونيا بأثينا سوى عسكرى مرور واحد يقف فى منتصف ميدان أمونيا ولا يستطيع كائن أياً كان أن يوقف سيارته ثم يقف بجوارها للصلاة !!! ..... كما فى السعودية بالرياض أو جدة يعلم الجميع أن الصلاة داخل الجامع فقط كما لا تستخدم مكبرات الصوت أثناء الصلاة أو أى ميكرفونات تصدر أصواتاً خارج الجامع فيتم فقط غلق المحلات أثناء الصلاة ..... فى كندا وبالتحديد فى ولاية سان جونز نيوفلاند وقفت على الرصيف فى إنتظار تاكسى للذهاب إلى أحد الأحياء بالولاية وفوجئت رغم إتساع الشارع أن كل سيارة تقف أمامى ولا تتعدى مكان وقوفى إعتقادا من مالك السيارة أننى أرغب فى عبور الطريق فى الإتجاه المقابل ولم تتوقف السيارات عن الوقوف إلى أن عدت إلى الفندق ومن هناك طلبت سيارة تاكسى ..... أما فى بعض الدول الأوربية وفى ذروة الإزدحام فهناك حارات للسير كلا حسب سرعته ولا يمكن الوقوف أثناء السير أو تجاوز السرعة المسموح بها . *** لقد أردت أن أنقل صورة عن طبيعة المرور فى معظم الدول الأوربية التى قمت بزيارتها بجانب كندا كما فى أمريكا وأستراليا وبعض الدول العربية فهناك قانون ونظام لا يسمح بهذه الظواهر أن تمارس فى الشوارع !!! ، فكيف لسائق حافلة تسير فى شوارع لندن أن يتوقف فى نهر الطريق ثم يغلق الأبواب على الركاب ويترك الحافلة ومعه سترة شفافة ويخلع حذائه ثم يبحث عن إتجاه القبلة ليصلى صلاته فى نهر الطريق ، وبعد ذلك يهل علينا الدكتور عبد المعطى بيومى أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر ليعلق على هذه الحادثة بقوله أن السائق أخطأ فى حق الإسلام أولاً وفى حقه وفى حق الركاب ثانياً ، وإستطرد د. بيومى أن تعطيل مصالح العباد وتأخير مواعيدهم ينافى التعبد الحقيقى للفرد كما أنه ينافى الإسلام . *** ورغم إستبعاد هذه القصة من أساسها واستحالة حدوثها او تصورها مما يجعلنا نتساءل عن مغزى خبث الخبر .. هل هى دعوة للسائقين فى مصر لمزيد من التسيب والفوضى الذى أصاب مرفق الأتوبيس ففى بعض الأتوبيسات وخصوصاً المكيف يترك السائق محطة القرأن الكريم لتلاوته دون توقف بل وباستخدام سماعات مكبرة للصوت وإذا تجرأ راكب أن يقول له لو سمحت وطى المذياع أو إغلقه وهذا حق الراكب ، أعتقد أنه بعد دقيقتين سوف يوقف السائق الأتوبيس متعللاً بعطل مفاجئ ، هذا علاوة على أيام الجمعة فلا تجد أى مواصلات تسير إلا بعد صلاة الجمعة ، وإذا تصادف سائق أن إضطر إلى السير فعند أذان الظهر عند أقرب جامع سوف يركن السائق الأتوبيس وهو محمل بركابه ويذهب للصلاة !! ولا يجرؤ أحد على مناقشته ، فقد غابت المحاسبة أو لوائح الجزاءات .. ولم تكتفى هذه الظواهر على النقل والأتوبيسات والميكروباص بل إمتدت إلى جميع المصالح الحكومية ، فجميع المصالح تتوقف إلى بعد الصلاة .. بل والأعجب زيارة صغيرة إلى محكمة شمال القاهرة ستجد أن الطرقة أمام بعض المكاتب ودوائر الجلسات قد فرشت بالحصير وذلك للصلاة ...... فهل يسعى كاتب الخبر إلى مزيد من التحريض على هذه الظواهر باعتبار ان هذا يحدث فى لندن ومن ثم يتم تعطيل مصالح المواطنين سواء كان مسلماً أو مسيحياً ... وما رأى الدكتور عبد المعطى بيومى فى هذه الظاهرة التى إنتشرت فى مصر المحروسة ، هل سيظل عند رأيه الذى يقول " إن تعطيل مصالح العباد وتأخير مواعيدهم ينافى التعبد الحقيقى للفرد كما أنه ينافى الإسلام " . |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٦ تعليق |