CET 00:00:00 - 10/02/2010

المصري افندي

بقلم: ميرفت عياد
إن مشروع قانون لنقل وزراعة الأعضاء البشرية يجب أن يتفق مع المعايير الدولية ومبادئ منظمة الصحة العالمية التوجيهية بشأن زرع الخلايا والأنسجة حتى لا يتحول الفقراء إلى قطع غيار للأغنياء.

ومن المعلومات التي قابلتها باستياء شديد معرفتي بأن التقارير الدولية تعتبر الاتجار بالبشر ثالث أكبر تجارة غير مشروعة على مستوى العالم بعد تهريب السلاح والمخدرات، وأن مصر تحتل المرتبة الثالثة في هذه التجارة، أين الضمير العام لهذا الشعب؟.

والحقيقة أنني توقفت كثيرًا عند كلمة "تجارة"، ووجدت نفسي أرفع عيني إلى السماء، فلم أجد غير الله ملاذًا يُريحني من حالة الألم التي اعترتني، وسألته أسئلة عديدة قائلة: "هل منحتنا هبة الحياة لنتاجر بها أم لنستثمرها في الخير وتقدم البشرية؟، هل خلقت لنا هذا الجسم المركب الذي يصعب على أكبر العلماء أن يقوم باختراع عضو واحد فيه يقوم بنفس كفاءة عضو الجسم.. وهنا قلت لنفسي لماذا أذهب بعيدًا فلندخل عمليات القلب المفتوح لنرى أن وظيفة القلب الصغير الذي يساوي في حجمه قبضة اليد الواحدة، تقوم بها حجرة كبيرة مليئة بالأدوات المعقدة والأسلاك المتشابكة"، حقًا.. سبحان الله في خليقته ونعمته التي نتاجر بها، غافلين عن أن الله بالمرصاد لمن يقوم بتقطيع الأجساد وبيعها، وأنه سيأتي يوم ليتقطع جسده ويباع كما فعل بإخوته في الإنسانية، لأن الله يقول "كما تحب أن يفعل الناس بك افعل أنت أيضًا بهم".

 ومن المؤسف أن مصر تحتل المرتبة الثالثة في تجارة الأعضاء البشرية بعد الصين وباكستان، وهنا سخرت في نفسي قائلة: "أين الدين أيها المسيحيون والمسلمون؟، أين ذلك التدين الذي نصف به شعب مصر المحروسة؟"، فسواءً كان البائع أم الشاري، فكلاهما أطراف لجريمة واحدة هي الاتجار بمنحة الله للإنسان وعطيته التي لا تضاهيها عطية، وهو جسده وصحته التي تختل كثيرًا بعد تلك العمليات الآثمة. 

لذلك أطالب أن يكون بالقانون من البنود ما يحمي الفقراء والمعوزين الذين يقومون بالتضحية بأجسادهم من أجل لقمة العيش التي ضنت الحياة بها عليهم، كما أطالب بأن يشترط القانون أهلية المتبرع أو الموصي وحماية القصر عديمي وناقصي الأهلية من الأشياء التي يجب مراعاتها عند إجراء عملية النقل، ولعل ذلك يمكن تطبيقه عن طريق فرض كتابة إقرار موثق مثل الإقرارات التي تكتب للموافقة على إجراء إحدى العمليات الجراحية، مع مراعاة عدم السماح بنقل عضو من أعضاء الجسم إذا كان هو العضو الأساسي في الحياة حتى ولو كان بموافقة المتبرع، لذلك يجب على جميع الأطباء أن يُحكِّموا ضمائرهم وأن يتقوا الله في صحتهم ولا يقومون بإجراء عمليات نقل للأعضاء على أنها معاملات تجارية، أو أن هذه العملية قد تؤثر سلبيًا على المانح دون إخباره بحجم الضرر الذي سيقع عليه عند إجراء هذه العملية له.

ويجب على جميع البشر أن يعلموا أننا عطية الله ولن يقبل الله أن يتلاعب أحد بعطاياه، فلا تستهينوا بلطفه وغنى رحمته، لأن لطف الله يجب أن يقود هؤلاء التجار إلى التوبة، وليعلموا يقينًا أن رحمة الله هي رحمة عادلة وأنهم سيأخذون القصاص في يوم من الأيام.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق