بقلم: شيماء البردينى |
قبل ٥ سنوات، كان المعهد القومى للأورام أحد أماكنى المفضلة، مرة بحكم أننى إنسان، وأخرى بحكم عملى الصحفى، الأولى أعترف بأنها لم تكن بكثرة الثانية، فزياراتى الإنسانية للمعهد كانت ترتبط بوجود ما يمكننى أن أقدمه من جنيهات كتبرع، أما زياراتى الصحفية فكانت أكثر من اللازم بحكم أنه - أى المعهد - نبع لا ينضب من الموضوعات والقصص الإنسانية. بعد أسبوع واحد عاودت زيارة شيماء، فإذا بشيماء أخرى مكانها، وإذا بالأولى راقدة فى جنات نعيم دون حساب، لتشهد، وقبلها مئات راحوا بالطريقة نفسها، على هؤلاء الذين اغتالوا براءتهم وطفولتهم بمبيدات وتقاوى مسرطنة وذلك عندما يقفون بين يدى الله. ولأن اللى يخاف من العفريت يطلع له، طلع لى المعهد من جديد، فهو بطل الخبر الأساسى فى أغلب الصحف، بعد الشروخ والتصدعات التى أصابت أحد مبانيه، وهو بطل أيضاً كل حوارات التنظير فى برامج الليل الفضائية.. وفى عز أزمة المعهد – واسمحوا لى أن أقول عز - تذكرت شيماء وهى تقول لى: «مابنخدش منكم غير عياط.. لو عايزين تساعدونا شوفولنا علاج».. وللحق لم يكن الوزير ليفسد بمفرده، لأن الفساد بطبيعته زى الأكل «يحب اللمة»، لذا جمع الوزير معه كل من أراد أن يفسد، من مسؤولين فى وزارته ووزارات أخرى وكونوا معا ائتلافاً عصابياً تحت شعار «تعالوا نفسد سوا».. لا أعتقد أنه قصد بائتلافه إراقة كل هذه الدماء وإزهاق هذه الأرواح، بقدر ما قصد أن يجمع أموالاً ستجعله قادراً على علاج نفسه إذا ما أصيب - لا قدر الله - باكتئاب أو وخز ضمير نتيجة لأفعاله. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |