بقلم / إسحق إبراهيم - لعل أهم الأسباب التي تدعوني للتمسك به هي صراحته المعهودة التي تصل إلى حد الحماقة والتي جعلت أعضاء مكتب الإرشاد يفرضون عليه حظراً إعلامياً واسع النطاق، فقد خالف عاكف أعراف الجماعة وتخلى في كثير من الأحيان عن مبدأ التقية وقام بكشف حقيقة الجماعة في مناسب عديدة بل وتوريطها، هذه عينة من تصريحات عاكف التي تراجع عن بعضها وصمت وتجاهل عن رد الفعل الغاضب ضدها في البعض الآخر وترك عراب الجماعة (الدكتور عصام العريان) لامتصاص ومحاولة موائمة الأمور. قال عاكف في التعليق على أحداث اعتداء إسرائيل على لبنان بعد مغامرة حزب الله الفاشلة "إنني على استعداد لإرسال ١٠ آلاف متطوع من الإخوان المسلمين لمناصرة حزب الله" وعندما حاول أن يلطف الجو بعد النقد الحاد الذي تعرض له قال المرشد: "لم أقل إنهم ليسوا علي استعداد وتدريب وتكنولوجيا بل إنهم على مستوى هؤلاء المقاومين"، وفي حوار مع موقع إيلاف الالكتروني قال عاكف "إن أسامة بن لادن بكل تأكيد مجاهد، وأنه لا يشك في صدقه في مقاومة الاحتلال تقرباً إلى الله عز وجل"، وفي حوار صحفي آخر قال "طز في مصر وأبو مصر"، وأضاف أنه يقبل بمسلم ماليزي يأتي ويحكم مصر وعندما سأله المحرر هل تقبل الجماعة بوجود رئيس مسيحي لمصر أجاب إن ذلك يعمل "فرتينة". لقد مثلت صراحة المرشد سلاحاً في يد خصومه ليكشفوا زيف ادعاءات الجماعة وكذبها وأن ما تردده ما هو إلا خداع للبسطاء والمثقفين، هذا المرشد أكد وجود تنظيم سري للجماعة يعمل تحت السطح وينتظر الفرصة المناسبة لينقض على الدولة كما كشف عن طموحاته في الاستيلاء على الحكم، خاصة أن ميراث الجماعة التاريخي يتضمن عمليات اغتيال سياسي وبالتالي أرى أن معارضوا ومنتقدوا الجماعة –وأنا منهم- سيفقدون مرشداً أدت حماقته إلى خدمة وتبرير الانتقادات المواجهة للجماعة المحظورة. - السبب الثاني الذي يدعوني إلى التمسك وبشدة بهذا المرشد أن أنصار تيار الإسلام السياسي سيطلقون أبواق الهتاف والتهليل لهذه الخطوة تعيش الجماعة التي قدمت نموذجاً لتبادل السلطة والديمقراطية!! وسينطلق كتابها وصحفييها –وقد بدأوا بالفعل- لينشدوا أحلى الأغاني والأناشيد حول عظمة الجماعة وضرورة تبني أفكارها والدفاع عنها ضد أعداء الإسلام الذين يطالبون بفصل الدين عن السلطة!! هؤلاء سيعقدون مقارنات بين الجماعة الديمقراطية التي لا يترشح مرشدها لتولي القيادة مرة أخرى وبين الدولة التي يعمل رئيسها على توريث الحكم بين وجود مرشد سابق وعدم وجود رئيس سابق، بين الجماعة التي تبدأ بنفسها في تداول السلطة وبين الأحزاب التي يتمسك رؤساءها بالسلطة، فلا يوجد إلا حزبي التجمع والجبهة الديمقراطية فقط تنص اللائحة الداخلية لها بتحديد مدتين فقط لرئيس الحزب، فلم يعتد الناس على أن يترك المسئولون مناصبهم وهم في أوج سلطانهم خاصة أن السلطة لها بريق يخطف العقول ويسبي الألباب. بالتأكيد هناك أسباب خفية داخل الجماعة لا يعرفها إلا نفر قليل من أعضاء مكتب الإرشاد دعت مهدي عاكف للإعلان عن هذا التصريح أو لإجباره على اتخاذ هذه الخطوة. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |