CET 00:00:00 - 05/04/2009

مساحة رأي

بقلم / عبد صموئيل فارس
ونحن على مشارف صيف قادم من الواضح أنه سيكون ساخن جداً على أقباط مدينة سمالوط حيث أن بوادره قد ظهرت من الآن فيبدو أن موسم الهجوم على الأقباط أصبح مخصصاً في صيف كل عام، فقد حفل صيف العام الماضي أحداث مؤلمة لم تمر ذكراها الأليمة بعد.
فهناك كان الهجوم على دير جبل الطير من أجل الاستيلاء على أراضي الدير هناك وما أن مرت الأزمة حتى كان هناك اعتداء على أحد شباب أقباط قرية دفش لافظاً أنفاسه بسكين الغدر وما ترتب عليه من ضغوطاً أمنية مُورست ضد الأقباط في هذه القرية التي تعاني منذ سنوات من اعتداءات تتم ضد أقباطها ومازالت هذه الاحتقانات مستمرة، ولا ندري ما ستخلفه لنا في الأيام القادمة.

وبعدها اعتداء جماعي يتم على أهالي قرية الطيبة ذات الأغلبية المسيحية تثمر عن فقدان شاب في ريعان الشباب وحيد أبويه كما الحال مع فقيد قرية دفش، هذا بخلاف ما أسفر عنه الاعتداء من نهب للمحال التجارية ومَغلق للأخشاب وصيدليتين، ناهيك عن حالة الاحتقان المريرة التي تركها هذا الأمر في نفوس أهالي هذه القرية والتي كانت مثالاً للتعايش.

ولم تنتهي بعد تداعيات هذه الأحداث في تلك البلاد ومع انتهاء شتاء هذا العام واقتراب الصيف حتى نجد أنفسنا أمام هجمات أمنية كان من المفترض أن تتم  للخارجين على القانون وتجار المخدرات وفرق الجهاد التي تقوم بالاعتداءات المتكررة على الأقباط، لكن كانت الحملات الأمنية موجهة إلى مواطنين لم يجدوا مكاناً للصلاة بعد التعنت الأمني الواضح في إقامة دور عبادة في هذه البلاد المحرومة فلجاءوا إلى الصلاة في أحد منازل أخ لهم فما كان من قوات الأمن إلا أن تقوم باعتقال كل مَن كان يصلي داخل المنزل من أطفال ونساء ورجال مع توجيه تهمة الصلاة بدون ترخيص لصاحب المنزل!!!!
هذه هي بلادنا ومبادئ المواطنة السامية التي ينادون بها ليلاً ونهاراً في أرض الكنانة قرية دبوس من القرى المحرومة من مكان للعبادة بالرغم من الطلب المقدم من مطرانية سمالوط إلى باشاوات أمن الدولة في السماح لإقامة كنيسة صغيرة منذ عشرات السنين إلا أن الرد المعروف كالعادة الحالة الأمنية لا تسمح أيها السادة!! لماذا لأننا يبدو سنخطط داخل هذه الكنائس لتفجيرات قد تطال الأحياء والميادين الحيوية في مصر؟!!!

أمر في غاية الغرابة ويدعو إلى الاشمئزاز، دولة في القرن الواحد والعشرين تحرم مواطنيها من الصلاة وهذا ليس غريب لأننا في مصر بلد العجايب والطرائف والغرائب التي تنتهك كل حق لأي إنسان آياً كان وليس هذا الأمر فقط، بل هناك شباب خريجين ذهبوا إلى الصحراء ليستصلحوا أراضي ويفيدون بلدهم ومع كل تجمع هناك حاجة إلى مكان للصلاة فقام بعض الأقباط ببناء قاعة كبيرة للصلاة فيها في قرية 7 على الطريق الصحراوي، وبالفعل قاموا بالصلاة منذ أكثر من 4 سنوات إلا أن هذا الأمر لم يعجب الباشاوات فقاموا بغلق الكنيسة واقتياد من بداخلها إلى مقر أمن الدولة.

والإجراءات الباقية معروفة كالعادة كما في هذه الأحوال بعد التجمع الذي حدث من هؤلاء البسطاء مطالبين بالإفراج عن ذويهم ومعترضين على همجية الدولة في انتهاك أبسط حقوق الإنسان وهذا هو الوضع القائم في أرض التمدن والتحضر هذه هي مصر وتلك هي أفعال أجهزتها الأمنية ضد الأقباط.
مَن قال هناك اضطهاد للأقباط؟؟ مَن قال أنهم يعانون في بلادهم كل ما في الأمر أنه سوء تفاهم لن ينتهي بين أمن الدولة والأقباط؟؟ أين الإعلام الحر؟ أين رجال القانون؟ ابن مؤسسات المجتمع المدني؟ لماذا الكل يختفي في هذه الأحداث وهذه هي بشاير هذا الصيف والبقية تأتي ولا عجب فأنت في مصر!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق