بقلم: زهير دعيم
تضيع الأيام بين ثنايا الأوهام...
ويبقى الأمل شامخًا.
الأمل المعقود على الحُلم الجميل.
الأمل المُزنّر بالتفاؤل، المُعطَّر بالمحبّة والمشدود الى فوق.
الأمل المصبوغ بالدم والتضحية وبذل الذات لاجل مَنْ عاداك وشتمك وما زال.
الامل المُنبثق من كُوّة التاريخ وملء الزمن.
كنتُ غريبًا في وطني ، أضيع في صحراء نفسي وأشرد خلف الظلال والالوان الفاقعة والبهرجات الزائفة أخدِّر بها خوفي ، وأحنِّط أحاسيسي لئلا تشرد هي الأخرى وتلحق بالحقّ.
حقًّا كنت أخاف هذا الحقّ وأهرب منه ولا أريد أن أقابله ولا أن أصادفه،فهذا الحقّ يكشفني تمامًا ويُعرّيني ، ويُقزِّم نفسي في عيني نفسها..... هذا الحقّ المُحرّر أخافني ، أرعبني ، سرق من عينيّ النوم !!!
أتذكّر نفسي وأتذكّر خوفي وأنا أسمع وأقرأ احتجاج العالم العربي والاسلامي على الكاميرات التي تستعملها الولايات الامريكية في مطاراتها ، فتكشف كلّ شيء...كلّ شيء وتظهره جليًّا أمام النّور!
وأتساءل ألَمْ نكن نحن السبب ؟
ألم يكن عمر الفاروق عبد المطلب ؛ الشابّ النيجيري الذي اعتنق الارهاب ، سببًا مباشرًا في هذا التضييق ؟ ألَم يجرّ علينا هذا المتهوّر واعمى البصيرة هذا النهج المهين؟ فانكشفنا جميعنا ذكورا واناثًا امام الأغراب ؛ بل امام النّور...هذا النور الذي كشف عن عوراتنا.
نعم نحن السبب، ثمّ نروح نشكو ونتذمّر ونقول : " زوّدوها"...ولِمَ لا يزوّدوها والنيجري هذا ومثله الالاف لا يعرفون معنى للحياة ، ولا يعطونها وزنًا.
الكاميرات تكشف كلّ شيء....تكشفه فقط. أمّا الحقّ ؛ الحقّ الالهيّ فهو يكشفه ويحرقه تماما كما تحرق الاشعة الخلايا الغريبة واكثر....يحرقه بل ويستأصله.
رائعة هذه الكاميرات ، هادفة وضروريّة ، ولكنها ستكون بلا فائدة ؛ عاقرًا ، لو أنّ الحقّ الالهي هو الذي تسلّط وهيمن وسرى عبيرًا في النفوس الظمأى...وعندها فلن تكون هناك حاجة لمثلها ، فالأنسان الذي يعرف قيمة الانسانيّة ، ويعرف الثمن العظيم الذي دفعه ابن الانسان في سبيله ، لن يقبل ولن يرضى أن يُقدِّم النفوس على مذبح الشيطان والارهاب.
قد يتغيّر الانسان بالمباديء والقيم الجميلة ، ولكنّ هذا التغيير يبقى ناقصًا وشاحبًا ان هو لم ينبع من فوق ، لأنّ قوّة هذه الفوق قوّيّة ، مُؤثّرة ، باقية ، لا تعرف المجاملة ولا الوسط ولا الفتور ...انها لا تعرف الا الحقّ، ونعم نعم ولا لا.
لا يحقّ لنا ان نتذمّر ، بل علينا نحن العرب والشرقيين أن نصحوَ قبل فوات الأوان ، فما نعشقه في الشرق ليس بضرورة هو عشق الغربيين ، وما نؤمن به هنا ليس بالضرورة هو الحقّ والصحيح.
كلّي أمل ان تكون هذه الكاميرات آخر نهج للتضييقات ، فلا نعود نكشف عن عوراتنا امام الغرب والغربيين او نضطر الى كشف اوسع واشمل واكثر اهانة.
انّ الطّامة الكبرى ان نحن سمحنا لقلّة او كثرة منّا ان تعيث فسادا وقتلا هناك أو في ايّ مكان آخر ، فنحمل "شراشنا" -كما تقول جدتي عن الملابس –ونعود بخفي حنين...ألسنا نحن نزلاء هناك وضيوفًا.
كثيرون من اهلنا الساكنين في الغرب يريدون العيش بسلام وكرامة في ظل الحرية ، ولكن يأبى الارهاب الا الخروج عن الوفاق ، وزرع دروبنا بالشوك والدموع والدماء والأشلاء....ثم يقولون اين حرية الغرب ...أنهم عنصريون !!!انهم متعصّبون يتشدقون بالديموقراطية تشدقًا فقط.
وتضيع الأيام بين ثنايا الأوهام .
ويبقى الأمل مزهرا على جبل الزيتون. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|