بقلم: عـادل عطيـة
خلق الله الملائكة، فإذا بثلثها يسقطون وراء ذلك القائد الذي أراد أن يرفع كرسي فوق كواكب الله، وأن يصير مثل العلي!
وخلق الله الإنسان، ولكن ما أكثر الذين جعلوا من أنفسهم منافسين لله على الأرض وفي السماء!
فقد وجد الله الأرض خربة ؛ فعمّرها .. أما هم فيخرّبون ما عمره الله !
خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى، وأعطى لآدم زوجة واحدة هي حواء.. أما هم فجعلوا لكل رجل أكثر من امرأة!
الله يعتبر الإنسان له قيمة كبيرة ؛ لأنه خليقة إلهية ، حتى ولو كان هذا الإنسان لا يعتقد فيه.. أما هم فيفرّقون بين من يؤمن به ، والآخر الذي لا يؤمن به ، ويدعونه عدواً لله !
لقد جعل الله الإنسان وكيلاً له على الأرض .. أما هم فجعلوا الله وكيلاً لهم في السماء ، ألا يقولون : " الله وكيلي " !
هو يكره الخطيئة ولايبغض الإنسان .. أما هم فيبغضون الإنسان ولا يكرهون الخطيئة !
الله يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ، ويمطر على الابرار والظالمين .. أما هم فيصنعون جحيماً للذين يخالفونهم الرأى والمعتقد ، ويمطرون عليهم الدعاء والرصاص !
هو يعطي فرصة لتوبة الإنسان مدى حياته على الأرض .. أما هم فيدينوه ، ويعاقبوه قبل أن يتأكدوا من مذنوبيته !
الله أرسل ابنه ليموت من أجلهم .. أما هم فيرسلون ابناءهم ليموتوا من أجله !
هو يأمر فتطيع له كل الخليقة ، أما هم فيأمرون الله وعليه أن يطيع ، فيصدق فيهم قول السيدة عائشة في حديث صحيح : " ماأرى ربك إلا مسرعاً في تلبية هواك " !
قال : " أنا الرب هذا اسمي ومجدي لا أعطيه لآخر " .. أما هم فيسمونه في كتبهم ، واحاديثهم : بالمكار ، والجبار ، والمقيت إلى غيره من الأسماء ، التي لو اطلقوها على أي إنسان سيعتبرها إهانة ! ، وان سبّه أحدهم فتاب لا يقتل ولكن من سب محمداً ، أو حتي زعيم دولة عربي ؛ فإن توبته تقبل لكن يجب أن يقتل !
وقال : " فإن قدمت قربانك إلى المذبح ، وهناك تذكرت أن لاخيك شيئاً عليك ، فاترك هناك قربانك قدام المذبح ، واذهب اولاً اصطلح مع اخيك ، وحينئذ تعال وقدم قربانك " .. أما هم فيظنون أن إله السماء يبادل الدم البشري ، والذبيحة الآدمية ، بجنس لا ينتهي !
وقال : " كونوا قديسين لأني أنا قدوس " .. أما هم فيتبعون نبيهم الذي قال : " من قال لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك ، إلا دخل الجنة ، وإن زنى وإن سرق ، على رغم أنف أبي ذر " !
،... ،...،...
ما أعجب هؤلاء الذين ليس لهم أكثر مما أعطاهم الله ، ومع ذلك يظنون أنهم قادرون على منافسته ، ومناقضته ! |