بقلم: مادلين نادر
لقد اختلفت معاني الكلمات في مصر وأصبح لنا قاموسًا خاص في بلدنا، فلقد تغير مثلاً معنى كلمة شهيد، فلم يعد الشهيد هو فقط من مات في سبيل الوطن ودفاعًا عنه أو من يستشهد لتمسكه بعقيدته، لكن في مصر وفي السنوات الأخيرة أصبح لدينا باقة جديدة من الشهداء، بداية من شهداء طابور العيش وانتهاءًا بما حدث الأسبوع الماضي بشهيد أنابيب البوتاجاز.
فلقد فاض الكيل بالمواطنين المصريين وأصبحوا يبحثون عن حقهم بذراعهم وبكل ما يملكون من أسلحه بيضاء وغيرها، وقد أصبحت هذه هي اللغة الأولى للشعب المصري بعد أن فقد كل أمل في أن يحصل على حقوقه البسيطة والحد الادنى من حياة كريمة.
وإذا كانت هذه هى بداية غضب الشعب وثورته، فما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك؟ هل يمكن أن يتكرر مسلسل شهداء طابور العيش في أزمة الأنابيب؟ بالتاكيد إن لم يحدث تدخل عاجل وحاسم من قبل الحكومة واستمرت حالة أزمة أنابيب الغاز سنجد الكثيرون يلقون حتفهم في سبيل أنابيب الغاز، خاصة أن احتشاد المواطنين بالأنابيب تمثل قنابل موقوتة في مناطق عشوائية تعاني من الفقر والبطالة، فيما يشبه تجمعات الحطب القابل للاشتعال والذي يحتاج فقط لعود الكبريت.
من الواضح أن الشعب أصدر لنفسه أشارة البدء للتحرك للحصول على حقوقه بعد ما وجد المواطنون أنفسهم محاصرين ما بين مياه ملوثة في العديد من محافظات مصر وري أراضي بمياه المجاري دون معالجتها، وتلوث في الهواء من جراء كثرة المصانع في المناطق السكنية.
وبالتأكيد كل هذه الملوثات في الطعام والشراب والهواء تؤثر على الصحة العامة للمواطنين بشكل مباشر وتؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة قاتلة، أو تؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة تجعله يموت بالبطيء يومًا بعد يوم.
إن الحياة كفاح مستمر، لا يستطيع أحد أن ينكر ذلك أو يقول أن الحياة من المفترض أن تكون وردية طوال الوقت، ولكن الحياة أيضًا ليست استشهاد في سبيل رغيف خبز أو انبوبة بوتاجاز. |