أقباط المهجر أخطر على مصر من إسرائيل

بقلم: مجدي نجيب وهبة
** أكثر من مليون مرة كتبنا مقالات عديدة رداً على الأقلام الموتورة أو أشباه الصحفيين الذين دأبوا على الهجوم والتجريح فى أقباط مصر العاملين بالدول الأوربية ودول المهجر ، والتعمد فى الإساءة للفظ والمعنى بإطلاق " أقباط المهجر " ، أو كما ذكرت بعض الأقلام " أشرار المهجر " ... فقد سبق أن ذكرنا أن أقباط المهجر هم نسيج واحد لأقباط مصر ، وقد هاجروا إلى العالم الغربى لتحسين دخولهم ولم تنقطع صلتهم أو زيارتهم للوطن الأم فقد يكونوا غادروا الوطن بأجسادهم ، لكن أرواحهم وجذورهم وأفكارهم تتواجد حولنا وبيننا ولم ولن تفارقنا إلى الأبد ..

** لقد تعودنا عقب أى أحداث "إرهابية" من متطرفين وإرهابيين وغوغائيين بالتطاول والهجوم على الأقباط والكنيسة ، أن يتساءل أقباط مصر العاملين بالخارج أين الدستور وأين القانون وكيف يحدث هذا فى مصر ؟!!! .. وإلى متى تظل هذه الأحداث الإرهابية توجه إلى صدور الأقباط فى مصر ، ومن هم المحركون لها ؟؟؟ ..

** إن " أقباط مصر العاملين بالخارج " قد يتظاهرون أو يعبرون عن سخطهم وأسفهم لتلك الأحداث فهذا حقهم ... أم يتم خلط الأوراق من قبل بعض الغوغاء ، ويتهم أقباط مصر بالخارج بالتظاهر ضد النظام أو الإستقواء بالخارج أو التحريض ، فأعتقد أنها تهم بالية ولا يصح أن يطلقها إلا بعض المرضى الذين ترحب بهم مستشفى ودار الرعاية للدكتور " أبو العزايم " ..... ونسأل هؤلاء الموتورين ماذا يفعل قبطى مصرى يعمل بالخارج ويجد أن أخيه القبطى المصرى الذى يعيش فى أرض الوطن يطرد من داره ويذبح ويقتل برصاص الغدر ...... ثم يتم توصيف الجريمة بأنها " جنائية بحتة " ويأتى التصنيف والوصف من رئيس مجلس الشعب والشورى وأعضاء الحزب الحاكم ... ماذا يفعل أقباط مصر العاملين بالخارج حينما يجد أخاه أو أخته يطردون من ديارهم ويتهمون فى أعراضهم وتسلب أرضهم وتنهب ممتلكاتهم بزعم أن هناك حالة إغتصاب مواطن مسيحى لفتاة مسلمة أدت إلى توتر وثورة كل هؤلاء الغوغائيين ... علماً بأننا نسمع يومياً عن الألاف حالات الإغتصاب والتى وصلت إلى إغتصاب أب لإبنته وحملها منه ؟!!!

** ولكن يبدو أن الأقباط أصبحوا صيداً سهلاً لسهام السفلة والإرهابيين وسط حالة من التقاعس الأمنى الحاد عن مواجهة ظاهرة التحفز الإرهابى .. فهل نقول لأقباط المهجر ولأنكم أشرار المهجر فلا يحق لكم التدخل فى شئون مصر ، وأن هذه الأحداث التى حدثت للأقباط من الكشح لنجع حمادى هى شأن داخلى وأنتم تشاهدون عقب كل غزوة إرهابية والتى تنتهى لصالح الإرهاب بعد سلب ونهب وقتل وترويع الأقباط .... " الشيخ يعانق القسيس وأحلى من الشرف مفيش " .

** نعم عقب أى حملة إرهابية ، وليست فتنة طائفية .. فهناك فرق شاسع بين المعنيين ، فكلمة إرهابى تعنى الإجرام ... البلطجة .. القهر .. الإرهاب .. السرقة .. والسلب والنهب حتى يظل الضحية تحت السيطرة ويظل يعيش فى رعب فهم يظلون كالذئاب الضالة الجائعة تبحث عن فريسة تلتهمها !!! .

** أما الفتنة الطائفية فهى بين كفتين متساويتين كل فئة لا تقبل الأخر ولا تطيقها ، فمصر الحمدلله لا يوجد بها فتنة طائفية والدليل التعايش فى حب وتسامح وإلتحام بين الأقباط والمسلمين فمشاكل الحياة تصيب الجميع ، ومشاكل المعيشة لا تفرق بين أبناء الوطن ، والبطالة تشمل جميع الشباب و .... و ... و ... أشياء كثيرة تجمع فى مأسيها بين الأقباط والمسلمين ... هذه هى مصر وستظل مصر دائماً شامخة بأبنائها أقباطاً ومسلمين ثوب واحد يغطى جسد الوطن .. أما هذه الذئاب الضالة فيتساءل الجميع أقباط الخارج والداخل ومسلميها لمصلحة من يعملوا هؤلاء الفئة الضالة ؟ .. فلو هناك فتنة طائفية كما يزعم بعض الغوغاء لما إستطاع الأقباط التعايش مع إخوانهم المسلمين فى كل جنبات الحياة ، ولكن يبدو أن كلمة الفتنة الطائفية إستهوت بعض الخبثاء فأصبحوا يطلقوها للتضليل لصالح الأحداث الإرهابية ....... دعونا نتساءل هل فرق رصاص الغدر الإسرائيلي فى نكسة 1967 بين دماء قبطى ودماء مسلم ... هل فرق النصر بين دماء الشهداء الأقباط والمسلمين فى حرب الكرامة والنصر فى أكتوبر 1973 ..... علينا أن نكشف قبح المتلاعبين بالألفاظ ، فلو قدر الله أن حدثت فتنة طائفية فى مصر فهى حتماً ستقضى على الأخضر واليابس ولن يكون هناك وطن ..

** أما بمناسبة الهجوم على أقباط المهجر " أقصد أقباط مصر بالخارج " فقد كتب أحمد إمبابى خبر بجريدة روزاليوسف الصادرة فى 16 فبراير 2010 " الجماعة الإسلامية تطالب بمحاكمة أقباط المهجر بتهمة التأمر وإشعال الفتن " فقد واصلت الجماعة الإسلامية حملتها المناهضة لتحركات منظمات أقباط المهجر فى دول أوربا وأمريكا ودعت الجماعة فى بيان نشر على موقعها الإلكترونى بضرورة إعمال القانون بمحاكمتهم ومحاسبتهم بتهمة التأمر ضد الوطن وإشعال الفتنة الطائفية والإستعانة بالدول الأجنبية لضرب الإستقرار الداخلى " ... وقالت الجماعة أن هذا حق أصيل للدولة ويجب أن تمارسه دون تباطؤ حتى لا نفاجئ بأن كرة الثلج التى تكبر يوماً بعد الأخر حتى تتحول إلى طوفان جارف يكتسح أمننا وتماسكنا الإجتماعى خاصة أن الدولة تتحلى بأقصى درجات ضبط النفس فى تعاملها مع ذلك الملف أملاً فى أن يتدارك المهاجرون الأمر ، لكونهم " خطراً حقيقياً على الأمن القومى " ، وإنتقدت الجماعة مطالب الأقباط بالخارج بضرورة تعديل المادة الثانية من الدستور والتى تؤكد أن الشريعة الإسلامية هى المرجعية الرئيسية فى التشريع  ، وكان ناجح إبراهيم منظِر الجماعة سبق أن وصف أقباط المهجر بأنهم "أخطر على مصر من إسرائيل".

** ونقلت الجريدة الخبر الذى كتبه أحمد إمبابى وكأنها تنقل خبر نشر على لسان الخارجية المصرية أو مسئول أمنى رفيع المستوى ، ولم تنوه الجريدة أن الخبر منقولاً عن " جماعة منحلة " هى نفس الجماعة التى يحاكم معظم أفراد تنظيمها أمام محاكم أمن الدولة العليا طوارئ ... والتى قد تصل أحكامها لو ثبتت هذه الإتهامات الموجهة إلى بعض الأفراد المقبوض عليهم إلى الإعدام ..... ودعونا نتساءل هل هذه الجماعة التى تتكلم هى التى قبض على رموز زعمائها بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم وتعطيل الدستور ... وهل هذه الجماعة التى تتكلم هى التى قبض على رؤسائها بتهمة التخابر مع جهات أجنبية ضد الوطن ووضع خطط إرهابية لتفجير بعض السفن العابرة بالمجرى الملاحى لقناة السويس ... وهل هذه الجماعة التى تعلن بيانها بإدانة أقباط المهجر هى التى صودرت أموال رموزها والتى جمعت من أجل دعم معسكرات الإرهاب فى أفغانستان وكابول وجبال طورا طورا ، وتم القبض على جزء من هذا التنظيم فى الجبل الأصفر ... وهل الجماعة التى أعلنت الجهاد على أقباط المهجر هى نفس الجماعة التى قبض على بعض أفرادها بتهمة تكدير الأمن والسلام الإجتماعى والتحريض على قتل أبناء الوطن من الأقباط ....

** الحقيقة الواحد محتار .. أى جماعة يقصدونها ، وهل هناك جماعة محظورة وجماعة غير محظورة ، فهل هى جماعة " الإسلام هو الحل " ، أم هى جماعة " الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر " .... صحيح " إذا لم تستحى إفعل ما شئت " ...... فعلاً علينا أن نعترف للأخ المناضل ناجح إبراهيم منظِر الجماعة أن " أقباط المهجر أخطر على مصر من إسرائيل " .