بقلم: صبحى فؤاد
النظام المصرى وحكومتة المصونة متهمين من قبل المنظمات العالمية لحقوق الانسان بعدم احترام حقوق المواطنين المصرىين والتميز ضد الاقليات الدينية واضطهادهم واستغلال قوانين الطواىء لسجن وتعذيب المعارضين وتقيد الحريات السياسية وحرية التعبير عن الراى .. ولكن المسئولين فى مصر يرون فى التهم والانتقادات الحادة الموجهة اليهم بخصوص ملف حقوق المواطن المصرى عامة والاقليات الدينية بصفة خاصة انها مجرد افتراءت لا اساس لها من الصحة ومبالغات واكاذيب استندت الى معلومات غير صحيحة حصلت عليها المنظمة العالمية من اقباط مصر فى بلاد المهجر !!
وقبل توجهة الى جنيف لحضور المؤتمر العالمى لحقوق الانسان الذى سيتم فية مناقشة ملفات عدة دول من بينها مصر ادعى الوزير العبقرى مفيد شهاب انة اعد ملفا قويا لعرضة فى مؤتمر جنيف لاقناع العالم بان الانسان المصرى واخد حقة وزيادة شوية وكرامتة وحقوقة محفوظة ومصانة علىى عين الحكومة وراسها .. وان المواطنين الاخريين فى جميع بلاد العالم ربما يحسدون المصريين على ما يتمتعون بة من حقوق وامتيازات تفوق ما يتمتع المواطنين فى امريكا او اوروبا او استراليا . ودفاعا عن تمسك النظام بالبقاء على قوانيين الطوارىء المستمرة منذ عام 1980 الى الان ادعى الوزير ان بقاءها مهم حاليا لوجود اضطرابات فى العراق والسودن واليمن ولبنان والصومال للحفاظ على استقرار مصر ومقاومة الارهاب والارهابين .. اما بخصوص مطالب الاقباط بالسماح لهم ببناء الكنائس والغاء القيود المفروضة على بناءها وتغير المادة الثانية من الدستور واتاحة الفرصة امامهم للوصول الى البرلمان بنسبة عادلة تتناسب مع تعدادهم الحقيقى الذى تقدرة بعض المصادر ب 17 مليون بينما تقدرة مصادر اخرى ب 20 مليون ..فى نفس الوقت الذى تعتبرة الحكومة سرا من اهم اسرار الدولة لا تسمح لا حد بالاضطلاع او معرفتة علية .. فكان رد الدكتور الوزير العبقرى فى لقائة مع جريدة الجمهورية : لا توجد مشكلة عند اخوتنا المسيحيين .. ولا يوجد طائفية فى مصر ولا تعصب ضد الاقباط ..الكل متساوين فى الحقوق والواجبات.
طبعا كلام جميل ولكنة غير مقنع لان الواقع المر الذى يعيشة المواطنيين فى مصر سواء كانوا مسلمين او اقباط لا يسر عدوا ولا حبيبا .. ومهما قال المسئولين ورددوا من شعارات براقة ومهما حاولوا اقناعنا واقناع العالم بان حقوق الانسان المصرى مصونة ويحافظ عليها ويتم مراعاتها واخذها دائما بعين الاعتبار فاننى لا اعتقد ان احدا داخل مصر او خارجها سوف يصدق مايقولوة لان العالم كلة اصبح يعرف ما يتم فى سجون مصر من تعذيب وحشى واهدار لادمية الانسان المصرى وكرامتة وشرفة .. العالم كلة اصبح يعرف ان مصر تحكم بقانون الطوارىء ليس تخوفا من الطالبان فى افغانستان او الطلبة فى الصومال او شيعة ايران ولكن لتاديب المصريين المعارضين للنظام وفرض السيطرة على الشعب عند التمرد او الثورة على الاوضاع المعشية المتردية..
وبعيدا عن التعذيب فى السجون المصرية وعمليات القبض العشوائى التى تتم بمعرفة الدولة ضد كافة الاصوات المعارضة ومصادرة كافة الحريات ..اذا نظرنا الى الانسان المصرى البسيط فمن الصعب ان نقول انة يتمتع حتى بادنى حقوق البشر فهو يكافح يوميا من اجل الحصول فقط على الضروريات التى تجعلة يعيش يومة فقط .. وحتى الضروريات مثل الحصول على وظيفة متواضعة او علاج فى مستشفى عام او ركوب وسيلة مواصلات مريحة او حتى الحصول على رغيف عيش نظيف صار امرا شاقا فى غير متناول ملايين المصريين .
اننى لا اعرف باى وجة ذهب هذا الوزير الى جنيف لكى يقول للعالم انة لا توجد مشاكل لدى المواطنيين المصريين فى تعاملاتهم مع السلطات .. وان الابقاء على قوانين الطوارىء لخدمة الشعب وراحتة والحفاظ على امنة وسلامتة من المتطرفين والارهابيين ... اننى لاادرى كيف سمح ضميرة بالكذب امام العالم والادعاء بان النظام المصرى مثال جيد يجب على دول الغرب الحر بل والعالم كلة الاحتذاء بة فى مجال حقوق الانسان !! الايعرف هذا الوزير ما يدور فى سجون مصر من تعذيب واهدار لكرامة الانسان المصرى ؟؟.. الم يسمع عن المئات الذين اعتقلوا لمجرد انهم عبروا عن اراء معارضة للنظام بكلماتهم على شبكات الانترنت؟؟
لقد انكر الوزير مفيد شهاب نيابة عن النظام المصرى فى الكلمة التى قالها فى مؤتمر جنيف مدافعا عن سجل مصر المشين فى مجال حقوق الانسان وجود اى تعصب ضد الاقباط رغم جود المادة الثانية من الدستور المصرى التى تقنن التعصب والكراهية بين المصريين وتفرق رسميا بينهم .. ناهيك عن تغيب تام متعمد من قبل النظام للمصريين المسيحيين فى جميع المناصب القيادية والحساسة فى مصر ؟؟ اما عن تقاعس النظام فى مصر عن معاقبة قتلة الاقباط طيلة السنوات الاربعين الماضية فقد ادعى كذبا انها كانت مجرد حوادث فردية لا علاقة لها بالطائفية !!
لاشك ان اخطر مشكلة تواجهها مصر فى ظل قيادتها الحالية عدم الاعتراف بوجود اخطاء ارتكبت وترتكب بمعرفة المسئولين الكبار او الصغار وعدم الاقرار بوجود مشاكل من اى نوع تواجة المصريين بشقيهم المسيحى والمسلم اما عن جهل او عدم معرفة او لغياب الضمير والحس الوطنى وافتقادهم لحب مصر او ربما بسبب الكبرياء والغطرسة وتالية الحاكم او ربما لاسباب لا انا ولا انت نعرفها وانما اللة وحدة هو الذى يعرفها !!!
ولذلك لا عجب اذا وجدنا مصر تتراجع بسرعة الى الوراء ليس فقط فيما يتعلق بحقوق الانسان المصرى وانما فى كافة المجالات الاخرى الاقتصادية والصناعية والعلمية والثقافية والاجتماعية والسياحية والابتكار والبحث العلمى وغيرهم ..
يحزنى ان اقول عكس طبيعتى المتفائلة اننى لا ارى املا يرجى فى ظل النظام الحالى المحتمى بقوانيين الطوارىء وعسكر حبيب العادلى وامن ومباحث الدولة وغيرهم من اجهزة القمع لتحسين اوضاع الانسان المصرى واحترام ادميتة .. ولا ارى بارقة امل فى استجابة النظام الحالى لمطالب المنظمات العالمية والمحلية لحقوق الانسان . وكل ما نتمناة ونامل حدوثة انا وغيرى من المحبين لوطنهم الام ان يشرق عاجلا فجرا جديدا على مصر ياتى بنظام جديد عادل ديمقراطى يعمل على نشر المساواة والخير والسلام والحب والوئام بين المصريين جميعا من كافة الاديان والانتماءات السياسية والفكرية .
استراليا
Sobhy@iprimus.com.au |