قال الأديب يوسف القعيد، إن مصر يحكمها قبرا عبدالناصر والسادات، وأن بعض مذكرات الشخصيات العامة أساءت إلى المصريين، مؤكداً أن يوم ٦ أبريل الماضى كان أكثر وضوحاً من هذا العام، رغم كونه بروفة أولية لما سيحدث بعد ذلك، خاصة أنه من المفترض أن يكون الناس قد استفادوا من التجربة الماضية، إلا أنهم حتى الآن يبدون أقل وضوحاً كما لو كانوا يأخذون خطوة للخلف.
أضاف القعيد، أثناء الصالون الثقافى الذى عقده الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى، أمس الأول، أنه لاحظ حدوث حالة من الحراك لدى المواطنين فى مصر فى السنوات السبع الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الحراك «صنع جرأة عند الناس» فأصبحوا لا يخافون الحكومة كما كانوا يفعلون من قبل، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا الحراك لم يتحقق إلا عن طريق مشاهدة الناس للفضائيات،
موضحاً أن عدداً كبيراً من الصحف التى تصدر فى القاهرة لا يصل إلى خارجها، الأمر الذى يجعلنا من الممكن أن نسحب عليها صفة «قاهرية»، واصفاً إياها بأنها «لم تنجح فى خلق رأى عام حقيقى فى المجتمع».
وتابع: «أنا لا تعجبنى ديمقراطية الكلام أو الكتابة فى الصحف، وإنما تهمنى ديمقراطية المشاركة الحقيقية فى إدارة هذا البلد، وهذا غير موجود، والبديل الآن أن تكتب ما تشاء بالدرجة التى تجعلك تعتقد أنك لست خائفاً».
وقال القعيد إن هناك دائماً خلافاً بين الناصريين والساداتيين، معلقاً بقوله: «مصر بيحكمها قبران» وتابع: «قد أوصف بالجمود لكننى حتى الآن شديد الإعجاب بتجربة جمال عبدالناصر، رغم أن هناك تجاوزات حدثت فى السجون أيام حكمه، أشهرها وفاة شهدى عطية تحت تأثير التعذيب»،
وأضاف أن محمد حسنين هيكل، كشف فى حوار معه «سوف ينشره القعيد فى كتاب»، أنه قام بإبلاغ عبدالناصر الذى كان وقتها فى روسيا، بوفاة شهدى بمعتقل الواحات، وقال هيكل إن تحقيقاً تم ساعتها فى الواقعة، ترتب عليه إقالة مدير المعتقل، الذى قيل إنه أمر وقتها بتعذيب شهدى.
ولفت القعيد إلى أنه قام بزيارة معتقل الواحات نهاية السبعينيات، وكان قد تحول لمزرعة للبط، وأنه شاهد داخله كتابات لـ«لويس عوض» ورسومات لـ«حسن فؤاد» وعدد من المثقفين الذين اعتقلوا فى هذه الفترة.
وقال إنه سأل هيكل، الذى كان يرأس مجلس إدارة الأهرام عن هذا الموضوع، فقال إن إعاقة طه حسين وقفت حائلاً دون دخوله «الأهرام»، خاصة أنها لم تكن لتمكنه من القيام بالواجبات الاجتماعية فى استضافة الكتاب الكبار الذين كانت «الأهرام» تستضيفهم لديها مثل سارتر وغيره.
وأعرب عن خشيته من أن يكون «تجريفاً» قد حدث للشخصية المصرية فى الأعوام الماضية أو أشياء أخرى، لا يستطيع أن يضع يده عليها، مؤكداً اعتقاده بأن هناك «شيئاً» حدث للمصريين على مدار السنوات الماضية.
وتابع القعيد أن معظم مذكرات الشخصيات العامة التى صدرت فى السنوات الماضية، أساءت للمصريين بصورة كبيرة قائلاً: «نحن دمرنا أنفسنا قبل أن يتولى العرب ذلك»، مشيراً إلى مذكرات لويس عوض وعبدالرحمن بدوى وسكرتير طه حسين وغيرهم،
وتابع: «أى عربى يقرأ هذا الكلام يقول إن القطر المصرى لا يوجد فيه أى شىء له قيمة على الإطلاق إلا اللى ربنا رحمه فمات بدرى زى العقاد مثلاً». |