بقلم: ماجد سمير
يعيب عدد غير قليل من أقباط مصر انغزالهم وتقوقعهم معظمهم غير متواجد على الساحة السياسية تمامًا، باستثناء بعض الأسماء في بعض الأحزاب السياسية وتم اختزالهم في الكنيسة هي من يمثلهم ومن يختار لهم ناخبهم ومرشحهم السياسي وحزبهم المناسب، أو أنهم خلقوا لأنفسهم بدائل عن كل شيء، فمن منهم يهوى التمثيل ينضم لفريق التمثيل بالكنيسة ومن يكتب يمارس الكتابة من خلال الكنيسة، كل المواهب الكروية والرياضية لا وجود لها إلا في المهرجانات التي تنظمها الكنائس بمختلف طوائفها، لم يعد إلا فيما ندر لكيرلس ولمينا ولجون ولمارك وغيرها من أسماء أبناء مصر من المسيحيين المنتشرة في كل مدن وقرى مصر تواجدًا في الأندية الرياضية، غابوا عن الملاعب مثلما غابوا عن معظم الساحات المختلفة في الوطن.
وعلى مدار نحو ثلاثة عقود وأكثر لم نسمع عن لاعب مسيحي إلا عن محسن عبد المسيح نجم الإسماعيلي في سبعينيات وثمانينات القرن الماضي وهاني رمزي نجم مصر والأهلي الذي احترف في عدد من الأندية الأوربية ثم ظهر لعامين أشرف يوسف في الزمالك منتقلاً من المنيا بعدها رحل لأندية أخرى ثم اختفى.
الخوف من الاضطهاد جعل معظم الأقباط لا يشاركون في أي شيء، الغالبية العظمي ليسو أعضاء في أي من الأحزاب السياسية، فأين هم من الحزب الوطني ليمثلوا ثقلاً يجعل من أصحاب القرار في الحزب الحاكم حريصون على تحقيق المواطنة الكاملة التي تضمن حقوق الأقباط؟ أين الأغلبية الصامتة من الأقباط من حزب الوفد الذي ظل على مدار تاريخه الطويل يحمل شعار الهلال والصليب معًا؟ لماذا لا ينضم الأقباط لحزب التجمع الذي يعطي أولوية في انتخاباته الداخلية في حال التساوي بين المرشحين للأقباط والشباب والمرأة؟
الطريق الوحيد لعودة كيرلس ومينا للمنتخب الوطني لكرة القدم لعبهم في في كل الاندية المصرية، مبدأ الاختفاء خوفًا من الاضطهاد لن يجدي، الحقوق لا توهب ولن يحدث أن يقوم شخص ما بإهداءك حقك، الحقوق تُنتزع ولا توهب، حقيقة هناك تمييز مستفز ضد كل ما هو مسيحي في معظم مؤسسات الدولة، لكن القضاء عليه يكون بالتواجد رغمًا عن من يكره وجود أقباط.
لو سألت أي شخص عن عنوان ما لشخص قبطي سيرد عليك قائلاً: هو لا موآخذة مسيحي؟ وبقدر إدانة الدولة بسبب ما قامت به لعقود طويلة في تغييب وإلغاء لوجود المسيحيين من الساحة بقدر ما شارك الأقباط لتقوقعهم لقرون طويلة في انتشار ثقافة "لا موآخذة مسيحي". |