بقلم: إيهاب شاكر
كتبنا في مقال سابق تحت عنوان "امتحان المواطنة" عن امتحان التربية الفنية في إدارة أبو حمص التعليمية، التابعة لمحافظة البحيرة، والذي جاء فيه سؤال يطلب التعبير بالرسم عن مناسك الحج حيث وقوف الحجيج وهم يلبسون ملابس الإحرام، ثم في سؤال التصميم الابتكاري يطلب من التلاميذ (وبالطبع مسيحيين بينهم) رسم الكعبة وكتابة عبارة (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله).
وتحدثنا عن أن هذا ضد مبدأ المواطنة في كل معانيها، وقلنا أنه في الوقت الذي ينادي فيه عقلاء الأمة بهذا المبدأ يحدث على أرض الواقع العكس، كل العكس.
قلنا أيضًا: هل سينظر للأمر بهذه السهولة، إن حدث العكس (جدلاً) وطُلب من التلاميذ أن يرسموا صليبًا وعليه عبارة "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد"، أو "لا إله إلا الله، والمسيح ابن الله"؟
وذكرنا بعض الأمثلة مما يحدث حولنا ضد هذا المبدأ، كما حدث مثلاً من قائد منتخب الساجدين وأحد المساعدين له، وهو يأتي بالقرآن نحو الشاشة، وغير ذلك.
وختمنا المقال بدعوة للعقلاء وقلنا:
يا عقلاء هذا البلد أفيقوا، يا قادة مصر السياسيين والمثقفين والمستنيرين والعلمانيين انهضوا من غفلتكم، فالهوة التي تقترب من السقوط فيها بلدنا عميقة وموحلة ومميتة.
انظروا للبنان وتعلموا، انظروا للصومال، لليمن، لإيران، للسودان، لباكستان، وكل ما هو على وزن ستان، وتعقلوا وتدبروا، قبل فوات الأوان.
نشكر الله أننا لسنا وحدنا من يتحدث في هذا الأمر، فالكثير من المفكرين يطرحون نفس الموضوع وبعض القنوات الفضائية ناقشت الموضوع بموضوعية واستضافت من المفكرين والكُتّاب المسيحيين والمسلمين لمناقشة الأمر، وحسنًا فعلت.
وفي سابقة من نوعها وفي برنامج البيت بيتك في حلقة الأحد 14/2/2010، تحدث السيد وزير التربية والتعليم وقرر أن هذا الأمر فعلاً ضد المواطنة، وأنه قرر نقل واضعو الامتحان من وظائفهم هذه.
لذا وجب الشكر لهذه الخطوة المستنيرة التي أثبت بها وزير التربية والتعليم نجاحه في أول امتحان بهذا الصدد، وننتظر المزيد والمزيد، فندعوه لتنقية المناهج من كل مواد التطرف، ومن كل ما لا يخص كل التلاميذ والطلبة.
فهذا الجيل الموجود حاليًا يبدو من الصعب تعديل ما تربى عليه، لكن علينا بأجيال المستقبل من الآن بأن نعد لهم مناهج تدعو لمحبة الآخر المختلف عنا، مواد ترسخ فكرة الوطن والمواطنة بحق بغض النظر عن عقيدة الآخر.
شكرًا لوزير التربية والتعليم السيد أحمد زكي بدر، لأننا لا ننقد لمجرد النقد ولكن للإصلاح، لذا وجب ولزم الشكر. |