بقلم: سامي فؤاد
الطفل غير الشرعي هو ثمرة علاقة آثمة حدودها المباشرة طرفي العلاقة والمسئولين عنها العديد من أفراد المجتمع المحيط بطرفي الجريمة، فطرفي الخطيئة أناس منحرفي السلوك "حتى ولو كان انحرافًا وقتيًا" أو وقعوا تحت تأثير الإهمال أو التفسير الخاطئ للعاطفة "وكم يرتكب من جرائم تحت مسميات نبيلة"، والأفراد المحيطين مسئولين عن انحراف سلوك طرفي العلاقة سواء بالإهمال أو التراخي وقد يكون منهم من كان قدوة سلبية وسيئة لأحد طرفي العلاقة أو كلاهما، ولذا إذا حاول أحدهم أن يشير إلى أحد الأثمة يتردد في أذاننا "من منكم بلا خطيئة فليرجمهم بحجر".
أما الطفل أو الأطفال غير الشرعيين في مجتمعنا -وهم الفساد وجرائم أخرى تُرتكب-، كان أحد أبويه دائمًا من سادتنا وأولي الأمر منا بل ومن الشخصيات الهامة في مجتمعنا.
ففي الفترات الأخيرة لم يخل الحديث عن كارثة من اسم من الأسماء الكبيرة والهامة أقلها رجل أعمال برتبة عضو مجلس شعب، وعلى سبيل المثال لا الحصر (نواب القروض والمخدرات – صاحب العبارة – المبيدات المتسرطنة والقمح المسرطن – شركة هايدلينا -......)، حتى مجزرة نجع حمادي ذُكر فيها اسم الغول وأحد الضباط، وآخرها معهد الأورام الآيل للسقوط، والأحداث كثيرة لا يخل يوم من خبر سيئ.
الكل مسئول عن هؤلاء سواء بغض البصر عن خطاياهم وإهمالهم أو بعدم ردعهم بما يكفي للثأر للمجتمع وردع من تسول له نفسه أن يقتدي بهم، فللأسف قد يكون أشد عقاب هو النفي اللذيذ للندن وسويسرا.
كنت أتمني أن أرى مسئول واحد يعتذر "ولن نقول ينتحر فهو ليس ياباني"، لا يعتذر أحد، الكل يموتون ولا أحد يستقيل.
بل قد يخرج علينا أحد الأبواق يكاد يبكي وهو يدفع عن أحدهم، بل قد يلوم المواطنين الظالمين الذي يضحي الجميع من أجلهم وهم لا يستحقون، ودائمًا الحلول جاهزة فإن أصابهم تيفود وفشل كلوي فهم يشربون مياه الطلمبات الحبشية الملوثة! طيب وهو فيه مياه حنفيات، وإن ضاقت بهم قراهم وذهبوا للعمل في المدن واتحرق بهم القطار فهم بخلاء ويستقلوا قطار، وإن ضاق بهم الوطن وعادوا بعد سنوات غربة وغرقت بهم عبارة أحد الباشاوات يكون الرد حد قال لهم يرجعوا؟ وإن ۥضرب أو أهين مواطن في أحد الأقسام فقد حدث ذلك من أحد شباب الضباط صغار السن قليلي الخبرة صغير بيدلع على أخوه المواطن الأكبر.
حتى الفتن دائمًا المسئول عنها مختل عقليًا وأخيرًا بلطجي منفعل دينيًا؟
الأوجاع والآلام كثيرة والذين عوقبوا قليلين ولم يثأر منهم المجتمع كما يجب لمجتمع دولة وسيادة قانون.
وفي النهاية.. كل ما أستطيع قوله هو ترديد جملة للسيد توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية "إن الخطأ وحده هو الذي يحتاج لمساندة الحكومة أما الحق فيستطيع المواجهة بنفسه".
حقًا الخطأ الكبير يحتاج إلى قوة كبيرة تسانده ليس بالضرورة بالمساندة المباشرة والظاهرة بل وبالإهمال وغض البصر وعدم العقاب. |