كتب: صفوت سمعان يسى – خاص الأقباط متحدون
فى تطور غير مسبوق؛ تم إلغاء الندوة الخاصة بمصادرة أراضي قرية "المريس" لصالح مشروع "مارينا البواخر السياحية"، والتي كان مُقررًا لها أن تنعقد اليوم في الساعة السادسة مساءًا، في لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إلا أنه قد صدرت تعليمات مفاجئة بعدم انعقادها، حيث صرّح لنا السيد/ محمد عبد العاطي – محامي من قرية المريس - بأن مكالمة تليفونية قد تمت من السيد سمير فرج، محافظ الأقصر، للسيد نقيب الصحفيين/ مكرم محمد أحمد يرجوه فيها بعدم عقد الندوة، لأن رئيس الوزراء (عنده هاني مون) - شهر عسل - ولا يجب إقلاقه!!.
جديرٌ بالذكر أنَّ السيد رئيس الوزراء قد قام بعمل عدة زيارات وافتتاحات بالأقصر وإسنا، وعقد اجتماعات بالوزراء المرافقين له، وقد صرّح السيد وزير الاستثمار/ محمد محي الدين – بناءًا على ما تمت مناقشته بتلك الاجتماعات - بأنه سوف يتم تنفيذ مشروع "المراسي" للبواخر النيلية بالمريس.
هذا وقد أوضح لنا الأستاذ/ ضياء رشوان، المنافس السابق لمنصب نقيب الصحفيين، في اتصال هاتفي، أنَّ ما حدث مخالف للدستور ولكافة القوانين، فهو اجتماع سلمي يطالبون فيه بمناقشة مشكلتهم، وليست مشاكل سياسية، فنقابة الصحفيين هي نقابة مهنية، وتهتم بما يشغل الرأي والشأن العام وحقوق الناس، وأن ما حدث هو مخالف لقوانين ودور النقابة ولجنة الحريات، وعند سؤاله عن الاتصال التليفوني الذي تم من محافظ الأقصر للنقيب، أفاد أنه لا يعرف شيئًا عن ذلك، ولكن القرار صدر رسميًا من النقيب وهو قرار خاطىء.
أما نائب رئيس تحرير الأخبار الأستاذ/ أحمد طه النقر، فقد صرَِّح لنا أنَّ إلغاء عقد الندوة كما كان مقررًا في الساعة 6 مساءً، هو عمل يفتقر إلى أية مبررات مفهومة، مما دفع القائمين عليها إلى القيام بوقفة إحتجاجية على"سلالم" نقابة الصحفيين تابعتها كل الجرائد وحققت نجاح ربما لم يكن يتحقق من خلال لجنة الحريات بالنقابة.
أما الأستاذ/ جورج اسحق، فقد أوضح لنا بأن ما حدث هو فعلٌ مخزٍ لأنَّ يصدر من نقابة من المفترض أنها نقابة الحريات والسلطة الرابعة، فكان لا يصح أبدًا أنَّ يُمنع هذا الاجتماع، خاصة أنَّ الاجتماع قد أُعلِن عنه من فترة تتعدى أكثر من أسبوع، كما أنَّ منعه قد حال دون حضور المشاركين، فهذا شيء غير مفهوم إطلاثًا أن يصدر من نقابة تعمل لصالح الشعب.
اما الإعلامية بثينة كامل، فقد صرَّحت لنا بأنها تحَمِّل كافة المسئولين مسئولية الغضب المكتوم، بسبب ما يصدر منهم ضد العمل السلمي، فلقد أغلقوا آذانهم عن طلباتهم وصراخهم، وقالت إنني أناشد كل مسئول ذي ضمير في الوطن أن يقف مع الحق، مشيرة إلى أن منعهم من عمل اجتماع وندوة واحتجاجهم على سلم النقابة، قد أدى إلى إنجاحها أكثر مما لو كانت قد عُقدت بداخلها، حيث تناقلت ذلك كافة وسائل الإعلام المرئية والصحافة، وكانت فضحية بكل المقاييس للنقابة والمسئولين.
أما الدكتور شوقي السيد أستاذ القانون الدستوري، فقد أشار بأنه على المسئولين أن يتعلموا مما حدث لسابقيهم الموجدين بالسجون، وأن لا شىء يمكن أن يحميهم، وأن عليهم أنَّ يأخذوا من أحكام محكمة النقض بخصوص جزيرة "القرصاية" العبرة والعظة.
هذا في حين أكد الفنان التشكيلي محمد عبلة دعمه للقضية، وأنه سوف يعقد قريبًا اجتماعًا بأهالي قرية المريس، وأنه كما وقف مع أهالي جزيرة "القرصاية" سيقف معهم أيضًا.
أما الكاتبة سكينة فؤاد، فقد وعدت بعمل اجتماع جماهيري لكل الأحرار بقرية المريس قريبًا وسيضم كل الوطنيين والمهتمين بالمريس.
أما أهالي "المريس"، فقد أعلنوا أنَّ ما حدث لهم من منعهم من إبداء رأيهم بطريقة سلمية هو ما سيدفعهم للعنف ضد الحكومة لو اقتربت من أرضهم، فإذا أرادوا أنَّ يأخذوها فليأخذوا أرواحنا قبلها. |