إعداد / نبيل المقدس المدلول الأول: تاريخي كما جاء في خروج 12 حيث يتذكر فيه اليهود كيف خلصهم الرب من مصر بعد أن ضربها بعدة ضربات شديدة كان أخرها موت الأبكار... وما يزال اليهود يحتفلون بنفس الطريقة التي أمرهم به الرب أثناء وجودهم في مصر... فهم يذبحون في بيوتهم حملاناً ويرشون دماءها على القائمتين والعتبة، ثم يأكلون هذا الحمل مع فطير غير مختمر. في هذا اليوم يستعد اليهود له استعداداً هائلاً: فما زالوا يدرسون ويعظون عنه في المجامع وفي المدارس حتى يستطيع كل شخص يهودي أن يعرف طبيعة هذا العيد ومجده... كانوا قبل الشتات يفعلون شيئاً غريباً وهو أنهم كانوا يبيضون القبور التي على جانبي الطرق... فقد كان اليهود أحياناً يدفنون موتاهم بجانب الطرق وكانت أحكام الشريعة تقول "إن مَن يلمس قبر ميت فقد تنجس... فلهذا فقد كان حجاج اليوم العظيم "الفصح" يخافون أن يلمسوا القبور في طريقهم إلى أورشليم.. فكانت السلطات تبيض القبور فتظهر للناس واضحة فيبتعدون عنها، وكما كان يفعل الحجاج قديماً فهم ينشدون بعض المزامير والمعروفة باسم مزامير المصاعد بينما هم صاعدون إلى أورشليم وهي المزامير التي تبدأ من مزمور 120 حتى مزمور 134, لذلك سُميت بمزامير المصاعد. في هذا اليوم العظيم تزدحم أورشليم ازدحاماً شديداً، فيحضر إليها حجاج من جميع دول العالم لأن أمنية كل يهودي هي أن يأكل الفصح ولو مرة واحدة في أورشليم قبل أن يموت... لذلك نجد أن الإحساس بالقومية ظاهرة وواضحة في اليوم العظيم لدى اليهود حيث يتذكرون كيف أن الرب قد خلص آباءهم من يد فرعون. وهناك ملحوظة ذكرها المؤرخ اليهودي "يوسيفوس" تـُوضح الازدحام الشديد الذي يسود أورشليم في تلك الأعياد فقد قال: إن أحد حكام اليهود أراد أن يبرهن لنيرون أهمية الديانة اليهودية فعمل إحصائية عن تعداد اليهود في هذا الوقت من خلال عدد الخراف المذبوحة حيث وجدها بلغت حوالي 256000 حملاً.. ولما كانت الشريعة تسمح لعشرة بأن يشتركوا في حمل واحد لهذا أستطاع أن يخمن أن حوالي 2.5 – 3.0 مليون نسمة تأتي إلى أورشليم ليحجوا إليها وليمارسوا أكل الفصح... هذا الرقم هو فقط يشير إلى الموجودين في أورشليم في هذا اليوم العظيم خلاف الموجودين خارج أورشليم والذين هم في الشتات والذين ليس لهم القدرة في الحضور إلى أورشليم، لذلك كان الحاكم يأتي من قيصرية عاصمة حكمه إلى أورشليم ومعه بضعة كتائب من الجيش الروماني ويعسكرون في قلعة أنطونيو التي تطل على الهيكل ليحفظ صمام الأمن من الإفلات. وقد فطنت السلطات اليهودية هذا الأمر وأحست أنه يجب أن يقبضوا علي يسوع سرا ً وإلا اضطربت المدينة... ومتى اضطربت تعجز أية قوة على إخمادها في ذلك الوقت. أما نحن الذين نالوا الخلاص فيُعتبر الذهاب إلي أورشليم ما إلاّ زيارات لكي نستنشق عبير الرب يسوع.. ونتمتع وبكل حرية وقداسة بجميع أماكن الأحداث التي حدثت أيام الرب... لكنه ليس فرضاً على المؤمن الذهاب لكي يحج (على حسب تعبيرهم) إلى أورشليم... ولا نعتبرها طقساً ينبغي أن نتممه قبل فوات العمر لذلك فإن قرار البابا بعدم زيارة الأماكن المقدسة هي ما إلاّ مشاركة فعلية لإخوتنا الفلسطينيين بسبب القهر والظلم المفروض عليهم... |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت | عدد التعليقات: ٣١ تعليق |