CET 00:00:00 - 20/02/2010

مساحة رأي

بقلم: لطيف شاكر
علي هامش البرنامج الناجح 48 ساعة علي قناة المحور تقديم الاعلامية اللامعة هناء السمري والاعلامي المهذب سيد علي  بحضور السيد مختار نوح الذي يمثل الجناح المتأسلم وقد اجاد دوره  تماما وكان يرمي سيادته  الكلام جزافا  وكذبا وبهتانا وبحضور المستشار نجيب جبرائيل ممثلا عن القضية القبطية والكاتب الصحفي المرموق نبيل شرف الدين المدافع الصنديد عن حقوق الانسان المظلوم والاقباط المهضوم ,وبمداخلة من السيد نبيل بباوي الذي اخذ علي عاتقه ان يكون ممثلا عن الحكومة ونظام الدولة وزايد عليهما بتملق وكذب..
حينما ترزق اي اسرة بمولود لها يتسابقوا الاهل   بتسمية المولود باسم يفضلونه يحمل صفة من الصفات الطيبة  يتمنونها  في مولودهم  و يرغبون ان  يشب ويكبر حاملا هذه الصفة وكأنهم باطلاق اسم مولودهم الحامل الصفة النبيلة بشهادة ميلاده بمثابة الوصية الاولي  للطفل  لينمو في هذه الفضيلة او الصفة الجميلة وميثاقا غير مكتوب بين الوالدين والطفل علي الحفاظ علي مدلول الاسم  ومعناه .

واعتبر شخصيا ان الانسان الذي يتبرأ من صفة اسمه  او يعمل ضده هو خائن لنفسه وخيانتة  تمتد ايضا لوالديه الذي اخذلهم بعدم تنفيذ وصيتهم باطلاقهم الاسم المنشود أملا لهم , بل يعتبر انسانا خائنا للمجتمع الذي يعيش فيه ويسير امامهم حاملا اسما مغايرا لصفاته ,ودائما ينتج عن هذا اخلالا في شخصية هذا الانسان  وعادة يكون كاذبا ..    وعادة الكذب  من العادات التي تزداد كلما كبر الكاذب ولا يوجد كذبة قليلة او كذبة كبيرة ,ولاتوجد لها الوان سوداء او بيضاء او .. فالكل يندرج تحت مسمي الكذب المكروه من جميع الناس ومذموم في كل الاديان السماوية والارضية  ايضا وعادة يوصف الشيطان بها .
لكن العكس صحيح حينما يتصف انسان بما يحمله اسمه من صفات جميلة وراقية يتمتع باحترام الجميع ويطلق عليه "اسم علي مايسمي" وعادة يكون هذا الانسان  صادفا ويحوز علي احترام الجميع في اي مكا ن يذهب اليه ويدعونه بالصادق صفة الانبياء والقديسين .
وامامنا مثلا لكل الصفتين يشتركان في اسم" نبيل" احدهما شريف ونبيل و محترم من الجميع واخر نبيل لايحمل من اسمه اي صفة او معني , بل يحمل الصفات المضادة لاسمه ونراه في كل مناسبة او مجال يظهر بصفاته السيئة فاسقطوه الناس من نظرهم ويتندرون به وبكلماته وتصرفاته حتي اصبح رخيصا وتافها اشبه  بالماء  لاطعم  له او  رائحة  او لون.

اما نبيلنا الاخر فهو نبيل الاسم والصفة والمعني له في قلوبنا حبا واحتراما حينما يتكلم يكون لكل كلمة لها حسابا ووزنا بل احسب كلماته كأنها قنبلة في وجه كل كاذب ظالم وقذيفة تخترق اعماق الملفقين وامخاخ المدلسين  وقلب الفاسدين  الذين عمي بصرهم عن   العدل وصمت اذانهم عن  صوت الحق وخرس لسانهم عن النطق بكلمة صدق .....ولقد كان نبيل شرف الدين نبيلا مع نفسه ومع كل من استمع اليه .
شتان بين النبيلين نبيل يقف كالطود الشامخ ضد الظلم وآخر يلعق احذية السلطة من  اجل يقاءه في السلطة وكأنها ستدوم له مع انها لم تدم لغيره   غير عابئا بترك ذكري طيبة حتي لو مات بالجسد لتبقي ذكراه عطرة في نفوس الجميع وحيا في القلوب , فهو لايهتم الا بدنياه واهتماماته اسوة بكل رجالات الدولة حاليا الذين راحوا يقطعون الوطن إربا ليقبض كل منهم علي زمام قطعته مستأثرا بها.
النبيل ياسادة هو: الكثير النجابة والفضل والذكاء ، الرفيق ، العاقل ، الحاذق  الشجاع الذي لايخاف في الله لومة لائم في اظهار الحق مصارعا طواغيت الفساد وأذنابهم,وهو الذي لايمالي طرف علي حساب  اخر, والنبيل ايضا الذي لا يهتم بمراكز دنيوية علي حساب  الحق  ولا بمصالحه الشخصية انتقاصا من مصداقيته ولا بمنافعه السلطوية والمادية مقابل ضياع قضية حساسة  يمكن ان تؤدي بالوطن الي التهلكة ...  كما يقول الكاتب الكبير الاستاذ محمد حسنين هيكل : لابد ان ينصب اهتمام الدولة حاليا علي قضيتين  هامتين هما  : المياه  و الاقباط.

ويقول سيادته ايضا  في مجلة الكتب وجهات نظر " أشعر، ولابد أن غيرى يشعرون، أن المشهد العربي كله سوف يختلف حضاريا وإنسانيا وسوف يصبح على وجه التأكيد أكثر فقرا واقل ثراء لو أن ما يجرى الآن من هجرة مسيحيى المشرق ترك أمره للتجاهل أو التغافل أو للمخاوف. أي خسارة لو أحس مسيحيوا المشرق أنه لا مستقبل لهم أو لأولادهم فيه، ثم بقي الإسلام وحيدا في المشرق لا يؤنسه وحدته غير وجود اليهودية الصهيونية – بالتحديد أمامه فى إسرائيل لكن اين نبيل بباوي من هذا كله لم اري او اسمع الا نباح منه بصوت عال وبلهجة سريعة مبتذلة تدل علي الحفظ وليس الفهم وعلي ترديد نغمة الاسطوانة المشروخة المقذذة, عفا عليها الزمن ولم يأت بجديد وكأنه مقرر وواجب علينا. وفي الحقيقة حاول الاستاذ سيد علي وزميلته هناء السمري ايقاف ماسورة المياه المتدفقة  من فمه- لانهم شعروا ان كلامه لايرتقي الي مستوي المسئولية  مرددا كلاما محفوظا لافائدة منه - دون جدوي ,واستمرت مناقشة الضيوف في سيرها ولم يتوقف نباح سيادته وكأنه حديث الطرشان , ولم يعطوا له اذانا صاغية الا حينما كعادته هو وكل رجال السلطة في  توجيه اتهامات العمالة واموال الخارج علي الهيئات المعنية لحقوق الانسان والمجتمع المدني .... وكان كلامه مرسلا وراح يتهم انسان بعيدا عن مجال المناقشة حتي اثار دهشة الجاضرين  ولايصدر من انسان حامل" دكتورهات كثيرة "كما يسخر به مقدم البرنامج اللامع,  حقيقة كان كلامه فارغا من محتوي الموضوع وكانه يرمي الكرة شمالا ويمينا دون وعي او عقل.
واستطاع النبيل نبيل شرف الدين ان يوجز الموضوع بافضل ماسمعته من كلمات ماسية خلال سنوات خلت , حيث يقول بحنكة فائقة  وبذكاء حاد  :ان مصر مثل العجين الكبير والاقباط حتة الخميرة الصغيرة ....ومااجمله تشبيها ومااحلاه وصفا... ثم استطرد قائلا :الاقباط دول اهلنا وناسنا والفرق بيننا وبينهم  هو يوم الجمعة ويوم الاحد .....كلمات ذهبية يمكن ان نستخدمها شعارات فعالة لوطننا المنكوب.. بل تصلح ان تكون اجندة عمل في الفترة القادمة مطلوب تفعيلها علي المستوي العام والخاص.

واشار سيادته في كلمة موجزة دور الدولة ومسئوليتها  الذي أؤكد ان  المسئولين بالدولة  لايعرفوه وغائبا  عنهم تماما , واعلنها  بثقة العارف بامور الوطن قائلا :    نريد تفعيل دولة المواطنين وليست دولة المؤمنين ليس مسئولية الدولة ادخال الناس الجنة ولكن ادخالهم المستشفيات والمدارس وايجاد العمل لهم والسكن . ويؤكد سيادته ان الاقباط  محتاجين الي شئ من الطبطبة (يقول الدكتور طارق حجي في كتابه سجون العقل العربي  مايحتاجه الاقباط اولا وقبل كل شئ هو حضن اجتماعي بمعني ان يشعروا ان هناك رغبة عميقة في الاستماع اليهم والي شكواهم  ومشكلاتهم.....بانهم شركاء في هذا الوطن وليسوا اقلية...) هل يوجد كلام افضل من  كلام هذا النبيل    ..... هل سمعتم  من قبل مثل هذه الكلمات التي تصلح ان تكون منهاجا لمصر في الايام الحالية ... الايستحق ان يدرس هذا علي مستوي طلابنا بل قياداتنا التي لاتعرف الهدف المنشود لمصر الوطن العظيم.
شعرت بالاطمئنان ياسادة لان في مصر نبيلا......ولنطمئن قلوبنا لان في الوطن نبلاء كثر..
اسئلة للسيد مختار نوح بمناسبة ما يدعيه وجود 88 حالة تعصب من مسيحيين ضد اخوتهم المسلمين  ,112 حالة تعصب من مسلمين ضد اخوتهم المسيحيين ..... مامعني حالات تعصب..؟ وماذا اسقرت  هذه الحالات من قتل او اصابات او هدم او حرقأو خطف بنات  .؟.  وكم عدد القتلي المسلمين  ان وجد وعدد قتلي الاقباط تحديدا الذي يقارب  في سجلاتنا  من الالفين؟.... ارجو افادتنا وله منا كل شكر وامتنان ...وللاحاطة لم يعير كل من مقدم او مقدمة البرنامج اي اعتبار او التفاتا لهذه الكذبة السخيفة, او الفرية الملفقة.. الا يخجل سيادته ..!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١٣ تعليق