CET 00:00:00 - 22/02/2010

مساحة رأي

بقلم: إيهاب شاكر
تحت عنوان:"البابا شنودة يطالب بعقاب «المحرض» على حادث نجع حمادي.. وعدم الاكتفاء بالمنفذين" نشرت جريدة " المصري اليوم" في العدد رقم 2078 بتاريخ  20 فبراير 2010،  عن لقاء الباب شنودة بأسر ضحايا نجع حمادي.
ما لفت انتباهي في هذا اللقاء، وكما جاء في المقال، هو ما قاله البابا في آخر اللقاء وآخر المقال، قالت الجريدة:
"أنهى البابا شنودة اللقاء بتوزيع مظاريف على أهالي الضحايا والمصابين، بها مبلغ من المال، إضافة إلى نسخة من الإنجيل، مطالباً الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي، أن يسلم أهل الشهيد المسلم في الحادث أيمن حامد مبلغا من المال مثل إخوتهم أهالي الضحايا الأقباط"
وأريد أن أقول لسيادة الرئيس، محمد حسني مبارك، ولكل من أدان في وقت ما، الخطاب الديني المسيحي، هذا هو الخطاب الديني المسيحي.

ولابد أن يكون هكذا الخطاب الديني المسيحي، ولا نستغرب أبداً منه، ولا ننتظر غيره، وفي الحقيقة لم نرى مرة خطاباً يخرج عن هذه الروح، هل تعلم يا سيادة الرئيس لماذا؟ هل تعلمون يا جميع المشككين لماذا؟ هل تعلمون يا جميع المسلمين لماذا؟
الإجابة أسهل مما تتخيلون، لأنه ببساطة يستند في تعاليمه على كلمة الله، الكتاب المقدس. فلن تجدوا مهما حاولتم غير ذلك من التعاليم، التي تدعو لمحبة الجميع، المختلف عنا، بل والذين يناصبوننا العداء، وهذا ما ذكرته في مقال سابق، بمناسبة تحدث الرئيس خلال الاحتفال بعيد الشرطة، منتقداً الخطاب الديني المسيحي، والخطاب الديني الإسلامي، وقال سيادته: «إننا نواجه أحداثا وظواهر غريبة على مجتمعنا، يدفعها الجهل والتعصب، ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير، من رجال الأزهر والكنيسة»،

أنا لا أهوى التكرار، ولكن يقول المثل: "أن التكرار يعلم الشطار"( ويارب نطلع شطار) وما قاله البابا شنودة، بل وفعله هو ما دعاني أن أعيد الحديث في هذا الموضوع، لأنه يظهر بالدليل والبرهان، أن الخطاب الديني المسيحي، خطابا يدعو للحب، ولقبول الآخر مهما اختلفنا معه، يدعو للتسامح ولغفران من يسئ إلينا، هذا الخطاب المؤسس على كلمة الله، الكتاب المقدس، وهذا هو عكس تماما الخطاب الديني الإسلامي، ولا أريد إعادة ما كتبته في مقالي السابق" انتقاد الانتقاد" لأوضح ما في هذا الخطاب الإسلامي من مبادئ وأمور تحتاج هي بالفعل للتعديل والتقويم، لا الخطاب المسيحي، ويكفي لمعرفة ما في الخطاب الديني الإسلامي، أن تنصتوا لما يقوله الخطيب في المساجد والجوامع، وخصوصاً المساجد التي تنتشر بكثرة في شوارعنا، وأحيانا يكون في كل شارع مسجدان أو أكثر، وتعلو الميكروفونات جميعاً معاً، وكأنهم في تنافس، أنصتوا بموضوعية لتعرفوا وتتيقنوا أي خطاب يحتاج للتقويم والتعديل، أي خطاب هو المستنير، وأيهما مغموس في الأفكار المظلمة، التي تُبث في العقول ، وتشكل طريقة تفكيرنا وتفكير أولادنا في المدارس؟!

ما فعله الباب شنودة، يعد دليلاً واضحاً، على صحة ما ننادي به، ويؤيد احتجاجنا على ما قاله السيد الرئيس بشأن الخطاب الديني المسيحي، فلابد لك يا سيادة الرئيس أن تستمع أولاً للخطابين، وخصوصاً الخطاب الديني المسيحي، لأني أعتقد أنك لم تفعل من قبل، حتى تستطيع انتقاده وطلب الاستنارة فيه، فمع كل الاحترام والتقدير لشخصك وصفتك، أردت فقط أن أقول: هذا هو الخطاب الديني المسيحي يا سيادة الرئيس!!


 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق